يزخر سهل حوران بالكثير من المعالم الأثرية الدينية الإسلامية منها والمسيحية والتي تستقطب آلاف السياح القادمين من شتى أنحاء العالم لزيارتها كأماكن أثرية وتاريخية، وخاصة تلك التي تحمل قيماً دينية؛ لتعتبر السياحة الدينية بذلك من أهم أنماط السياحة في سورية.

موقع "eDaraa" التقى الباحث الآثاري "ياسر أبو نقطة" ليتحدث عن أهم مواقع السياحة الدينية في حوران بقوله: «اشتهرت حوران عبر العصور برجالها الأتقياء الصالحين الذين ساهموا مساهمة كبيرة في نشر مفاهيم الديانات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه ومن هؤلاء العلماء الصالحين الإمام النووي "أبو زكريا يحيى بن شرف الخزامي الحوراني محي الدين" الذي ولد في مدينة "نوى" إحدى أعرق حواضر الجنوب السوري وأقدمها على الإطلاق لكونها تضم مقام "سام ابن نوح" عليه السلام.

تسعى المديرية جاهدة إلى تفعيل كافة المعالم الأثرية المنتشرة في مختلف جنبات سهل حوران من خلال عمليات الترميم المستمرة من أجل الحفاظ على هذه المعالم كإرث حضاري من جهة ووضعها تحت جاهزية مديرية السياحة لكونها إرثاً سياحياً فاعلاً من أجل الترويج لها وتسهيل إمكانية استضافة السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم والحاملين لمختلف الأديان والثقافات

مدينة "نوى" تحتوي اليوم في مقبرتها القديمة الواقعة وسطها على مقام هذا الإمام العالم، وقد تم تجديد المقام وتحسينه حيث تتوافد عليه الزيارات من داخل حوران ومن باقي المحافظات والبلدان العربية والإسلامية».

مقام الإمام النووي في نوى

وعن "كنيسة القديس جورجيوس" للروم الأرثوذكس القائمة في مدينة "ازرع" حدثنا الآثاري "أبو نقطة" بقوله: «يطلق أهالي حوران أسماء متعـددة على "كنيـسة القديس جورجيوس" فهي "الدير" و"دير ازرع" و"دير مارجرجس" و"خضر ازرع"، والحقيقة أن "خضر ازرع" له أهمية دينية كبيرة لدى سكان حوران في الفترات المنصرمة، فهو راعي ازرع وكنيستها وحاميها من عوامل الطبيعة والإنسان فلا زلازل ولا أمطار ولا حروب تؤثر عليها بوجوده، وهو السبب الرئيس في بقائها سليمة إلى يومنا هذا على الرغم من مرور أكثر من ألف وخمسمئة سنة على بنائها».

وتابع الآثاري "ياسر": «الخضر محبوب من جميع سكان حوران من مسلمين ومسيحيين حيث ينذرون له النذر ويحجون إليه من كل أنحاء المنطقة مصطحبين معهم النذور ليذبحوها على العتبة ويوزعوها على الفقراء، كما يقدمون النقود والحلي على مذبح السلام فهو عندهم عجائبي كثير الرأفة حاضر الإغاثة والعون.

السيد ياسر أبو نقطة

وبنيت كنيسته فوق أساسات معبد وثني للآلهة "ثياندريت" التي كانت تعبد بشكل واسع في جميع أرجاء حوران في أواخر عام /515/م وبداية عام /516/ م وفقاً لتقويم بصرى السائد آنذاك، وتعد الكنيسة البناء الوحيد القائم حتى الآن الذي تتمثل فيه كيفية انتقال الكنائس من الطراز البازليكي المستطيل إلى الشكل المربع الذي تعلوه قبة من الحجر قائمة على قاعدة مثمنة الشكل، كما أنها معاصرة لأشهر الكنائس في العالم القديم أمثال كنيسة "سيرجيون" و"باخوس" في بصرى وكنيسة "سانت فيتال" في إيطاليا وكنيسة "آيا صوفيا" في استنبول».

من جهته قال الدكتور "محمد خير نصر الله" رئيس دائرة الآثار بدرعا: «تسعى المديرية جاهدة إلى تفعيل كافة المعالم الأثرية المنتشرة في مختلف جنبات سهل حوران من خلال عمليات الترميم المستمرة من أجل الحفاظ على هذه المعالم كإرث حضاري من جهة ووضعها تحت جاهزية مديرية السياحة لكونها إرثاً سياحياً فاعلاً من أجل الترويج لها وتسهيل إمكانية استضافة السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم والحاملين لمختلف الأديان والثقافات».

دير الراهب بحيرة في بصرى

يذكر أن "درعا" تضم الكثير من الجوامع ومقامات الأئمة الصالحين والكنائس والأديرة التي تنتشر وبكثرة في معظم قرى وبلدات المحافظة.