قد لا يتصور الزائر لمدينة "درعا" أنه يتجول فوق شبكةٍ معقدة من الأنفاق والممرات الموجودة تحت الأرض. فهذه المدينة الصارخة بالقدم تملك وجهاً آخر لا يعرفه إلا أهلها وقلة من زوارها شأنها في ذلك شأن كبرى المدن القديمة في العالم مثل "اسطنبول وباريس".

الرحالة الالماني "شوماخر" الذي زار "درعا" عام /1884/م تحدث عن ذلك بالقول:

إن القاعة الأساسية المحاطة بجدران مبنية من حجارةٍ دون ملاطٍ إلى الجنوب ،أما الجانب الشمالي فيوجد قبله بضع درجات تقود نزولاً إلى الفناء والذي ينخفض حوالي /11/ قدماً عن سطح الارض وعلى اليمين مدخل مقنطر بعرض /3/ أقدام و/6/ إنشات وبارتفاعٍ كاف ليزحف عبره رجل

«إن مدخل هذه المدينة الأرضية يقع تحت الأرض في النهاية الشرقية من مدينة "درعا"؛ حيث يوجد قاعة صغيرة مع درجات تقودنا نزولاً إليها بنيت كممر للمدخل الفعلي للكهوف ويوجد فيها العديد من الأكواخ البازلتية أحدها بطول /13/ قدماً وبعرض /2/ قدم و/14/ إنشاً وفيه ثلم مخصص للبوابة الحجرية والعديد من الحلي المعمارية وجزء من بداية القوس مع نقوش أغريقية منحوتة نستطيع إلى الآن قراءتها؛ إن هذه البقايا تظهر أنه كان ينصب بوابة مقنطرة تقود الى مدخل المدينة تحت الأرض».

احد الانفاق تحت الارض

"شوماخر" تابع حديثه بالقول: «إن القاعة الأساسية المحاطة بجدران مبنية من حجارةٍ دون ملاطٍ إلى الجنوب ،أما الجانب الشمالي فيوجد قبله بضع درجات تقود نزولاً إلى الفناء والذي ينخفض حوالي /11/ قدماً عن سطح الارض وعلى اليمين مدخل مقنطر بعرض /3/ أقدام و/6/ إنشات وبارتفاعٍ كاف ليزحف عبره رجل».

موقع "eDaraa" التقى الباحث الاثري السيد "ياسر أبو نقطة" الذي أشار إلى أن المدينة الموجودة تحت الأرض قد أنشئت من قبل السكان الأوائل لحوران، الذين وجدوا أن الصخور الضخمة تشكل دعائم طبيعة للسقوف، وتحدث عن الغرف الموجودة في المدينة الأرضية بالقول:

وادي الزيدي

«الغرفة الأولى هي الغرفة /C/ تظهر جدرانها وسقفها من بقايا عمل جصي قديم كما أن متوسط الارتفاع لهذه الحجرة في هذه المدينة التحت أرضية يتراوح بين /10 – 12/ قدماً ولابد أنها كانت في السابق ذات ارتفاع أكبر ولكنها تناقصت بسبب الرطوبة.

أما الغرفة الثانية فهي الغرفة /A/ مجاورة للغرفة /C/ كانت تستخدم كمستودع للقش وملجأ للقطعان من الماشية ويوجد فيها فتحات بمساحة قدمين مربعين وقنواتها مرصوفة بالحجارة وبعد حوالي /20/ قدماً، يوجد حول كل جدار متهدم فتحات تهوية، إذاً تفرض النظرية بأن هناك حياة كانت موجودة تحت الأرض بفعل فتحات التهوية.

أما الغرفة /E/ فأرضيتها مغطاة بحجارة مصقولة وغير مصقولة وأجزاء من أعمدة وزينة معمارية مشابهة للغرفة /C/، كما يوجد العديد من الممرات توصل الغرفة /C/ بالغرفة /E/ والتي تأخذ شكلاً متصالباً ويوجد حولها مساحات جانبية يبلغ طول كل واحد منها /9/ أقدام مربعة.

أما الغرفة /H/ فسقفها يساوي بارتفاعه سقف الغرفة /G/ وهي الغرفة الرئيسية، كما ان الغرفتان /H-G/ كانتا تستخدمان لتخزين الحنطة.

كما يوجد في الجنوب فتحة تهوية تزود الغرف بالهواء غير أنها الآن مغلقة من الأعلى ويوجد تحتها مباشرة ممر منخفض وضيق يبلغ طوله حوالي /20/ قدماً يقود الى باقي الغرف المحفورة بصخر الكلس الناعم، كما يوجد حجرة طولانية فصلت بجدار صخري ويصل بينها وبين الحجرات باب مربع الشكل».