تستمد بلدة "محجة" التابعة لمنطقة "إزرع" أهميتها من كونها بلدة قديمة، تضم مجموعة من المواقع الأثرية والمباني التاريخية والآثارالتي تعود لفترات زمنية مختلفة، أهمها الجامع القديم والدور والبيوت الأثرية والحمامات وبعض القصور.

يقول السيد "خالد اليونس" من أهالي بلدة "محجة" لموقع "eDaraa": «تعتبر البلدة معلماً أثرياً من معالم منطقة "اللجاة" الزاخرة بأوابدها التاريخية وطبيعتها الوعرة، ما يجذب الأنظار إليها، حيث يوجد فيها الكثير من الآثار وخاصة في البلدة القديمة، ومازال بعضها بحالة جيدة كالمعابد والمدافن والآبار والأقنية والبرك والمعاصر».

إن هناك بئراً رومانياً في الركن الشمالي الشرقي منه، وغرفة فرن روماني ما زالت قائمة حتى الآن

وحول الآثار الموجودة فيها تحدث السيد "تيسر خلف" باحث في تاريخ المنطقة الجنوبية بتاريخ 8/6/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «يوجد في البلدة آثار رومانية وبيزنطية قديمة فريدة، وطرق معبدة ومرصوفة مازالت موجودة حتى الآن، وكاتدرائية قديمة وخط حديدي حجازي ومحطة للقطار تتربع بجانب "تل مقداد" الذي دفن فيه الصحابي "المقداد بن الأسود"، وما زال مقامه موجوداً حتى الآن، والأهم من ذلك كله الطريق الممتد تحت الأرض والمعبد بالأحجار البازلتية والذي كان يصل إلى مناهل الماء والمعابد في الطرف الثاني».

بيت أبو جلده

وعن جامعها القديم تابع "خلف" حديثه بالقول: «يقع الجامع في مركز البلد القديم، وهو بناء من الحجر البازلتي، وقد تعرض لعوامل الهدم نتيجة الكوارث الطبيعية وغيرها، ولا تزال أنقاضه موجودة بالكامل، من بقايا القناطرالإرتكازية والأعمدة الأسطوانية وجزءاً من الجدار الغربي الذي يحتوي على العديد من الرسوم والنقوش.

كما أن مئذنة الجامع ما تزال قائمة في طرفه الشمالي الغربي، وهي مربعة الشكل تضيق من الأعلى بداخلها درج، لها نافذة علوية وحجر مربع مثقوب، وتحتوي حجارة الجدار الغربي من الجامع لجهة الحمامات بعض الكتابات اللاتينية والإسلامية، وبظاهر الجامع من الغرب بقايا قناطر قائمة لحمامات وأساسات».

قنطرة

وفيما يخص آثار تل "قسوة" ذكر "خلف": «يقع شمال البلدة، وترجع آثاره إلى الألف الأول قبل الميلاد ثم إلى الفترات المتعاقبة اليونانية والرومانية والبيزنطية، واستخدمت حجارته الأثرية في بناء البيوت الحديثة».

وفيما يتعلق بخربة "الفقيع" قال "خلف": «تعود إلى الفترة الرومانية، وتقع في أراضي البلدة جنوب قرية "فقيع العمار" بنحو/2/كم، غربي وادي"العرام" الذي يحيط بها من جهة الشرق والجنوب، ويبلغ ارتفاعها /10/م، وتستخدم حجارتها السوداء في إشادة البيوت في البلدة».

السيد مأمون الجلده

وحول الدورالأثرية بالبلدة يقول "خلف": «هناك العديد من الدور القديمة مازالت معالمها قائمة حتى الآن، وتقع إلى الغرب من بناء الجامع القديم، وهي عبارة عن أبنية طابقيه من الحجر البازلتي الأسود الممتاز، تعود للعهدين البيزنطي والروماني، ومن أهم هذه الدور دار "الشلبي" وتعود للعهد البيزنطي نظراً لوجود صليب على قنطرة القاعة.

تبلغ مساحتها /925/م2، ولها مدخل من الجنوب يؤدي إلى فسحة سماوية، ويتصدر البناء فسحة من الشمال والغرب، ويبدأ بناؤها الشمالي من الشرق بدرج يصعد إلى سطح تهدم في منتصفه العلوي، وإلى الغرب منه يقوم بناء طابقي له مدخل باتجاه الجنوب يؤدي إلى غرفة محمول سقفها على قنطرة إرتكازية، وإلى الغرب من المدخل يقوم بناء تعلوه نافذة يدخل على قاعة كبيرة بها قناطر إرتكازية تحمل ساكفاً من الربد.

أما بناؤها الغربي فهو على صلة مباشرة بالبناء الشمالي يتجه نحو الشرق باتجاه الفسحة السماوية، حيث يبدأ من الشمال بمدخل مقنطر يؤدي إلى قاعة يتوسطها قنطرة اتجاهها شمالي جنوبي، تحمل ساكفاً حجرياً من الربد، كما يتوسط فسحتها بئر لجمع المياه وجرن حجري وبعض القطع الحجرية الأخرى».

وعن البيوت القديمة يقول السيد "مأمون حسن الجلده" من أهالي "محجة" وصاحب بيت قديم: «تشتهر البلدة ببيوتها الأثرية كبيت "آل العقلة"، وبيت "الجلم" وبيت "آل الجلده" الذي يعد من أروع الأبنية الموجودة، وهو عبارة عن مسكن روماني قديم، مبني من الحجر البازلتي الأسود، تبلغ مساحته /1000/م ويتألف من ثلاثة طوابق طمر منه طابقان وما زال طابق، وهو الآن مهجور ومسجل باسم دائرة آثار "درعا"، ومن آثاره رأس بنت متجهة باتجاه الجنوب، والعديد من الجدران المنقوشة برسوم التين والعنب، إضافة لحجر مستطيل آخر في احدى الغرف نقش عليه طائر يحمل في كلتا يديه باقتي سنابل قمح».

وعن موجودات البيت أضاف: «إن هناك بئراً رومانياً في الركن الشمالي الشرقي منه، وغرفة فرن روماني ما زالت قائمة حتى الآن».