أصبح قصر "تراجان" الأثري جاهزاً لاستقبال الزوار والسياح العرب والأجانب بعدما أنهت دائرة الآثار في "بصرى" إعادة ترميم القصر الأثري الذي يقع في مدينة "بصرى الشام" الأثرية القديمة، ويعود بناؤه إلى الفترة البيزنطية.

الشاب "محمد السعد" من أهالي مدينة "بصرى" قال لنا «يعد قصر "تراجان" أهم المواقع الأثرية في المدينة الأثرية القديمة التي نعتز ونفتخر بها، ويشكل معلما اثريا مهما يرتاده السياح العرب والأجانب للتعرف على تاريخ المنطقة وتاريخها وأهميتها والفترات التي مرت عليها، وإعادة الترميم للقصر ستشكل نقلة نوعية مهمة لجلب السياح لهذا القصر».

يعد قصر "تراجان" أهم المواقع الأثرية في المدينة الأثرية القديمة التي نعتز ونفتخر بها، ويشكل معلما اثريا مهما يرتاده السياح العرب والأجانب للتعرف على تاريخ المنطقة وتاريخها وأهميتها والفترات التي مرت عليها، وإعادة الترميم للقصر ستشكل نقلة نوعية مهمة لجلب السياح لهذا القصر

والتقى موقع eDaraa في 18/5/2011 مع المهندسة "وفاء العودة" رئيسة دائرة آثار "بصرى" التي حدثتنا عن إعادة ترميم القصر بالقول: «رمم قصر "تراجان" الذي يقع بين الباب النبطي وبركة الحاج، وفق منهجية جديدة تتعلق بالتوثيق عن طريق استخدام أحدث التقنيات الموجودة، بما يشكل مشروعاً فريداً من نوعه على مستوى سورية. ووصلت الكلفة الإجمالية بالترميم إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون ليرة سورية.

مخطط للقصر

وتم الانتهاء من إعادة ترميم القصر الأثري من خلال بعثة فرنسية يرافقها العديد من كوادر المديرية في "بصرى"، ويتألف القصر من ثلاثة طوابق الأرضي منها مخصص للخدمات والطوابق العلوية عبارة عن صالات استقبال وغرفة خاصة بالقاطنين، علماً أن القصر مبني على أساسات رومانية، وقام مهندسو الدائرة بتوثيق الأجزاء المتصدعة المراد فكها بالتعاون مع البعثة الفرنسية العاملة في الموقع».

وعن الأعمال التي نفذت بالقصر تقول: «هدف التنقيب في قصر "تراجان" من قبل البعثة السورية الفرنسية إلى تحديد وظائف حجرات القصر ومعرفة المحيط المدني والاستيطان والاستخدام وأماكن وجود الحمامات بالنسبة لموقع القصر من جهة والمدينة من جهة ثانية.

رئيسة دائرة آثار بصرى

وقامت الكوادر العاملة في الترميم بفك الأجزاء الآيلة للسقوط من أقواس وجدران وأسقف لإعادة بنائها من جديد وفق الحالة الأثرية القديمة، وحسب دفتر الشروط والمواصفات الفنية الخاصة بالمشروع، فتم الانتهاء من العمل في بناء الواجهة الرئيسية، وإعادة تركيب أجزاء السقف وعزله وأعمال بلاط الأرضيات.

وأسفرت التنقيبات عن العثور على بقايا معمارية تعود للفترة البيزنطية، وهي عبارة عن محلات تجارية ومستودعات إضافة إلى قطع فخارية في الطبقة الكلسية التي تغطي الجدار الجنوبي، وطبقتين من الآجر في الجهتين الشرقية والجنوبية ومصطبة مبنية على ارتفاع الأرض من الآجر وكسر فخار».

زوار المدينة

وعن حياة الإمبراطور "تراجان" وبأي الفترات عاش تقول بهذا المجال: «ولد الإمبراطور "تراجان"في الفترة من /53– 117/م وهو ثاني الأباطرة الأنطونيين الرومان، وبلغ بالإمبراطورية الرومانية أوج اتساعها.

والإمبراطور الروماني كان ثاني "خمسة أباطرة جيدين حكموا الإمبراطورية الرومانية، وكان والد "تراجان" حاكم سورية، وشارك "تراجان" الإمبراطور "دوميتيان" في الحروب وخلف "دوميتيان" "نيرفا" الذي كان غير مرغوب فيه من الجيش، ولحاجة "نيرفا" إلى القيام بأي شيء لكسب تأييد الجيش أنجز "نيرفا" هذا بتسمية "تراجان" ابناً بالتبني وخليفة له في صيف 97م».

وعن بقية الأعمال المنفذة في المدينة الأثرية تقول مديرة الآثار: «بعد انتهاء العمل بالقصر أعدت دائرة آثار "بصرى" كشوفاً تقديرية لترميم "الجامع الفاطمي" الذي يقع بين الكاتدرائية ودير الراهب "بحيرا"، وبني على طراز جامع كمشتكين زمن الحكم الفاطمي، وأدخلت عليه ترميمات كثيرة، بنيت مئذنته من قبل "أيوب ابن عيسى النجراني" عام 705هـ / 1303م.

و"جامع الخضر" ويقع شرق نبع الأتابكي عام 528هـ / 1133م. تدل على ذلك لوحة فوق ساكف الباب، وبرج القلعة العاشر مع الخندق خلال العام 2011 بمجرد تخصيص الاعتماد اللازم».