لوحة جميلة ومعبرة كرسها شباب محافظة "درعا" من خلال تكاتفهم وتعاونهم في السعي إلى عودة الهدوء والصفاء إلى مركز المدينة، رغم الأحداث المؤسفة التي جرت بمحافظة "درعا" مؤخراً، إلا أن الشباب لم يقفوا متفرجين أو مكتوفي الأيدي، بل قالوا كلمتهم متعالين على جميع الأحداث التي مرت، بقيامهم خلال فترات الليل والصباح بتنظيم حركة السير في مركز المدينة لتجنب الازدحام.

فقاموا بتنظيم سير السيارات بعد توقف معظم إشارات المرور عن العمل نتيجة تخريبها ولتجنب الازدحام وعرقلة السير أمام المواطنين، فكانت الليالي أيام عمل تطوعي تسر خاطر الأهالي وتدخل الفرحة لقلوبهم.

الهدف من مشاركتنا اليوم في تنظيم السير، هو الإسهام في توعية المواطنين وتعميق محبتهم لمدينتهم لإظهار الوجه الحضاري والوطني الحقيقي للمحافظة، ولنقول للجميع بأننا سنكون دائماً سداً منيعاً يقف في وجه كل من يحاول تشويه صورة الحافظة، بشبابها ورجالها ونسائها فنحن جميعاً في صف واحد لرفعة وسمو هذا البلد العزيز الغالي، نقدم الغالي والرخيص ونفديه بدمائنا، سنستمر بهذه الأعمال التطوعية لحين تنظيف المدينة وعودة الهدوء لها

موقع eDaraa بتاريخ 29/3/2011 كان متواجداً في مركز المدينة ليلاً والتقى الشاب "جهاد مسالمة" أحد المشاركين بتنظيم السير في مدينة "درعا" فقال لنا عن مشاركته اليوم: «جاءت مشاركتي اليوم في تنظيم السير لتجنب حصول الاكتظاظ والازدحام لكثرة السيارات التي تسير ليلاً لشراء حاجاتها الأساسية.

الشاب جهاد مسالمة

آثرنا ألا نقف متفرجين ولنؤدي دورنا الوطني في هذه الأيام، ولنكون شوكة في صدر من يحاول تأجيج الاستقرار في المحافظة، وسنبقى بشكل دائم ومستمر نقوم بهذه الأعمال لحين عودة المحافظة لطبيعتها وأيامها العادية، وهنا يأتي دورنا نحن الشباب لتظهر مدننا بأبهى وأجمل صورة لأننا نحن من نعيش على هذه المدن وليس غيرنا».

الآنسة "منال كرمان"- من سكان مدينة درعا- قالت لنا أيضاً: «خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تمر بها المحافظة برز الكثير من الشباب الذين تربوا على محبة الوطن من خلال الأعمال التطوعية التي يقومون بها في المدينة والقرى، وذلك من خلال تنظيف ما تم تخريبه وإعادة بناء المقرات الحكومية وتنظيفها وطلائها بالدهان، وكان آخرها في بلدة "طفس".

تنظيم السير

نحن فخورون بهؤلاء الشباب الذين بوجودهم ستمر هذه الأزمة وتحل جميع المشاكل، ويعود الأمن والأمان لمحافظة "درعا" التي وصفت دائماً بأنها "أم اليتامى" والخير والعطاء».

الشاب "محمد أبو نبوت"- متطوع- قال لنا: «الهدف من مشاركتنا اليوم في تنظيم السير، هو الإسهام في توعية المواطنين وتعميق محبتهم لمدينتهم لإظهار الوجه الحضاري والوطني الحقيقي للمحافظة، ولنقول للجميع بأننا سنكون دائماً سداً منيعاً يقف في وجه كل من يحاول تشويه صورة الحافظة، بشبابها ورجالها ونسائها فنحن جميعاً في صف واحد لرفعة وسمو هذا البلد العزيز الغالي، نقدم الغالي والرخيص ونفديه بدمائنا، سنستمر بهذه الأعمال التطوعية لحين تنظيف المدينة وعودة الهدوء لها».

الشاب علي عليان

الشاب "علي عليان" التقيناه ليلاً فقال لنا: «سعينا اليوم لتحفيز جميع المواطنين للمشاركة في منظومة العمل التطوعي الذي يشكل اللبنة الأساسية لتحقيق التطور في مختلف المجالات، منها في تنظيم السير وحماية ممتلكات الدولة وحملات النظافة التي تستهدف تنظيف كل ما يخلفه بعض الأشخاص الذين يحاولون التخريب والتكسير أينما ذهبوا.

ويسهم الشباب اليوم وفي هذه اللحظات العصيبة على البلد بدور أكبر في هذه الأعمال لكونهم الشريحة الأوسع في المجتمع، وستكون هناك في الأيام القادمة خدمات وأعمال جديدة نقوم بها لتظهر محافظتنا بحلة أفضل كما عهدناها وعهدها جميع المواطنين، فحمايتها بكل محتوياتها واجب وطني وإنساني».