مساعدة الفئات الأشد ضعفاً في المجتمع، هدف رئيسي وضعه فرع الهلال الأحمر بـ"درعا" خلال أيام شهر رمضان المبارك، حيث قام بحملة توزيع حوالي ألف سلة غذائية على الفقراء والمساكين والأرامل، في إطار المشاريع الخيرية التي يسعى الهلال لتنفيذها في هذا الشهر منطلقاً من شعار "التطوع عملنا".

تحول مقر الفرع وبجهود المتطوعين إلى ما يشبه خلية نحل منذ بداية الشهر الفضيل، لفرز المعونات وتجهيزها عبر سلل غذائية خاصة، مكثفين من العمل الذي يستمر لأوقات الإفطار من أجل هؤلاء الناس الفقراء والأشد عوزاً في المجتمع، معبرين عن مدى التواصل الاجتماعي بين أبناء المحافظة.

إنه أمر يبعث في النفس السكينة، لأنه يشعرنا بأننا محط اهتمام الجميع في المحافظة، ارتسمت البسمة على وجوه كل من حصل على المعونات الغذائية

"صبرية الملحم" إحدى المستفيدات من السلل الغذائية قالت: «يقوم فرع الهلال الأحمر بتزويدنا بالمساعدات العينية والمواد الغذائية في شهر رمضان، بما يؤمن بعضاً من حاجات أسرتي اليومية، استفدنا بسلة غذائية متكاملة احتوت مواد غذائية كالرز والسكر ومعلبات غذائية، وهذه المعونة ليست بغريبة عن الهلال الأحمر، وتزداد في شهر الخير بسبب زيادة التبرعات والهبات من الأهالي والمواطنين ويقوم المتطوعون الشباب بإيصالها للمنازل».

تجهيز السلل الغذائية

وتحدث إلينا المواطن "محمد خالدي" بالقول: «إنه أمر يبعث في النفس السكينة، لأنه يشعرنا بأننا محط اهتمام الجميع في المحافظة، ارتسمت البسمة على وجوه كل من حصل على المعونات الغذائية».

المتطوع "خليل كسابرة" قال لنا: «يقوم مفهوم التطوع على التعب وبذل الجهد في سبيل راحة الآخرين ودون أجر أو مقابل، ونحن الآن نعيش في شهر رمضان المبارك والذي من صفاته الأساسية فعل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وعلى ذلك فإن هذا الشهر هو بمثابة موسم لرواد الأعمال الخيرية، وتوزيع المساعدات والإعانات على المحتاجين والأسر الفقيرة، وبالرغم من التعب فإننا نشعر براحة نفسية لسبب أننا نعمل كفريق واحد وأسرة واحدة لإدخال الفرح إلى قلوب الفقراء».

المتطوعين خليل ومعاذ

والتقينا الشاب "معاذ زين العابدين" أحد المتطوعين في الهلال الأحمر والذي قال: «العمل الخيري واجب ديني واجتماعي وإنساني وخصوصاً في هذا الشهر الكريم، حيث يتطلب منا الواجب أحياناً عملاً إضافياً وشاقاً وخصوصاً في رمضان، حيث قد يستمر توزيع الإعانات حتى موعد الإفطار. نقوم بتجهيز السلل الغذائية وفرزها، حيث تتكون السلة من عدة أنواع، لنقوم بتوزيعها على المستفيدين من الشعب وأهالي المدينة المسجلين لدى الفرع».

السيد "زياد العقلة" مدير فرع الهلال الأحمر قال: «يتم أخذ الاستعدادات الكاملة من خلال تسجيل العائلات الفقيرة والتي يجب أن يستهدفها العمل الخيري التطوعي قبل الشهر الفضيل بمدة كافية، عبر لجنة استبيانات مهمتها دراسة حالة العائلات الفقيرة المسجلة لدينا، ولهذه الأسر ثلاث درجات حسب هذه الدرجات وحسب مستوى الأسرة المعيشي نقوم بتسجيل العائلة هذا من ناحية اختيار الأسر، يتم بعدها استلام المنح والتبرعات خلال أول أيام رمضان ليتم توزيعها بالشكل المناسب على الشعب التابعة للهلال الأحمر المنتشرة في المحافظة في "الطيبة" – "المسيفرة" – "الحراك" – "ازرع" – "الصنمين" – "نوى" – "الشجرة" – "داعل"- "بصرى"، إضافةً إلى فرع المنظمة بمدينة "درعا"، حيث يتم تخزينها في المستودع ونقوم بفرزها وتوزيعها وتجهيزها حسب كل نوع ومادة على جهة من أجل تجهيز سلة غذائية متكاملة، حيث يقوم في هذه الأثناء المتطوعون بمهمة إيصال هذه المواد إلى مستحقيها من عائلات وأشخاص، بعد تجهيز السلل ووضعها بسيارة وإيصالها إلى منزل كل أسرة على حدة حسب برنامج مسبق».

زياد العقلة مدير فرع الهلال الأحمر

عدد الأسر المستفيدة من المعونة وتفاصيل المعونة الموزعة ضمن سلل غذائية فصلها لنا بالقول: «تم تقديم المعونة والسلل الغذائية إلى 1000 أسرة في مختلف مناطق المحافظة خلال الأيام الماضية من شهر رمضان، حيث نقدم لهم وبطبيعة الحال المساعدات بشكل دائم وللمسجلين لدى فرع الهلال الأحمر من العائلات الفقيرة، والتي لا معيل لها بواقع سلة غذائية واحدة لكل عائلة تتألف المعونة من مواد غذائية متنوعة "رز، سكر، شاي، عدس، تمر، سمن، زيت، معكرونة، برغل، حمص، فاصولياء وغيرها"، تم توزيعها حسب قوائم للعائلات الفقيرة».

الدكتور "أحمد مسالمة" رئيس فرع الهلال بـ"درعا": «منظمة الهلال الأحمر منظمة تطوعية الهدف الأساسي لها هو مساعدة الفئات الأشد ضعفاً في المجتمع، نقوم خلال شهر رمضان بتوزيع سلل غذائية على المحتاجين بعد تلقي الهبات والتبرعات من المقتدرين ورجال الأعمال والمواطنين في المحافظة، ويتم إيصال المعونات والتبرعات لجميع المحتاجين في مركز المدينة وفي باقي مناطق المحافظة عبر المتطوعين، ولا يتعدى عمل الهلال على توزيع الإعانات إنما إقامة دورات متواصلة في جميع المجالات التنموية والصحية والبيئية ودورات محو الأمية وغيرها من المجالات».