تعتبر الأزياء الشعبية في "حوران" جزءاً من الأزياء الشعبية في سورية، لكنها تختلف ببعض الفروق البسيطة في لباس المرأة والرجل ناتجة عن الواقع المحلي للمنطقة، وللحفاظ على هذا التراث الغني وما يمثله لدى أبناء "حوران"، انطلقت بمديرية ثقافة "درعا" ورشات عمل لتوثيق تراث المحافظة ولتعريف الأجيال القادمة بما كان للسلف من طرق في اللباس والعادات، حيث قامت هذه الورشات بجمع أشكال ومكونات هذا التراث من خلال أشخاص عايشوه وحفظوه لتدوينه في مؤلفات بعضها طبع والآخر في طريقه إلى الطباعة بهدف حفظه من الضياع.

للتعرف إلى أين وصلت مديرية الثقافة بجمع هذا التراث والاطلاع على الزي الشعبي بـ"حوران" موقع eDaraa التقى السيد "إبراهيم الشعابين" رئيس دائرة التراث في مديرية ثقافة "درعا" بتاريخ 28/4/2010 فقال لنا: «وثقت المديرية من خلال الجولات واللقاءات مع كبار السن والباحثين في المحافظة أنواع اللباس الشعبي وطرق صناعته، حيث تشكل هذه الملابس أحد أهم أشكال التراث الشعبي، ويحتل الزي الشعبي حيزاً كبيراً في الحياة اليومية لأهالي "حوران"، ويختلف الزي باختلاف المناطق، وتتصف الأزياء الشعبية في كافة أنحاء "حوران" بأنها مريحة وعملية وجميلة، فهي طويلة رغبة في الاحتشام وعريضة وواسعة ليكون الثوب مهيبا مريحاً، ليساعد على الحركة والعمل إلا أنها تختلف في بعض الأشياء أو التسميات حسب المناطق والأجناس والأعمار والوضع العائلي،

ملابس الرجل الحوراني هي ملابس عربية فضفاضة وتتميز بغلاء ثمنها، أما المرأة فقد تنوعت ملابسها حسب عمرها والعمل الذي تقوم به والطقس والحالة المادية. ووجدنا بعد هذه الجولات بأنه يوجد تشابه كبير بين اللباس في منطقتنا واللباس في بقية المناطق الريفية السهلية في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وأهم ما يميز هذا اللباس انه غالي الثمن ومحتشم ويختلف من بلدة لأخرى حسب الطبيعة الجغرافية

واللباس الشعبي في "حوران" لباس تقليدي، ومعظم الناس كان لباسهم موحداً ويزيد فخامة لدى الميسورين حالاً باختيارهم نوعية القماش الغالية الثمن».

الحاجة عائشة الزعبي

ويتابع بالقول: «ملابس الرجل الحوراني هي ملابس عربية فضفاضة وتتميز بغلاء ثمنها، أما المرأة فقد تنوعت ملابسها حسب عمرها والعمل الذي تقوم به والطقس والحالة المادية. ووجدنا بعد هذه الجولات بأنه يوجد تشابه كبير بين اللباس في منطقتنا واللباس في بقية المناطق الريفية السهلية في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وأهم ما يميز هذا اللباس انه غالي الثمن ومحتشم ويختلف من بلدة لأخرى حسب الطبيعة الجغرافية».

الحاج "محمود رجا العقرباوي" البالغ من العمر 80 عاماً حدثنا عن لباس الرجل الحوراني وهنا يقول: «لباس الرجل يتألف من القلابية الحورانية، وتكون متعددة الألوان لكن اللون الدارج والمحبب للرجال هو اللون الأبيض، ويلبس تحته الرجل سروال من الخام الأبيض، ويضع على رأسه "الشورة" وهي قطعة قماش بيضاء اللون وتسمى أيضا "الغترة"، ويضع فوقها "العقال" وهو أسود اللون ويلف على الوجهين ويرتدي الرجل فوق الثوب "المزنوك" وهو مفتوح من الأمام، ويرتدي فوق "المزنوك" فروه قصيرة مصنوعة من جلود الخراف تسمى "الدامر" وهو مصنوع من نفس نوع قماش الثوب غالباً "الجوخ"، وينتعل بقدميه نعلاً خفيفاً، ويلبس في فصل الشتاء سروالاً أسود طويلاً من الصوف، وفوقه "الدراعة" وتسمى "غندورة"، ويلبس فوق كل هذه الملابس فروة طويلة وكبيرة من الصوف لترد عنه برد الشتاء القارص، أما صيفاً فيلبس العباءة الخفيفة "الخاشية"».

الحاج محمود العقرباوي

الحاجة "فهيدة الفريج" أخبرتنا متحدثة عن لباس المرآة الحورانية الذي ما زالت ترتديه لهذا الوقت فقالت في هذا المجال: «تلبس المرأة في "حوران" وخصوصاً المتقدمات في العمر "الثوب"، ويكون غالباً من المخمل أو الجوخ المطرز بالزخارف والمطرزات الملونة عند الأكمام وأسفل الثوب، ويوجد له فتحة واسعة عند الصدر تلبس تحته المرأة "الشرش" ويصل حتى الركبتين، وهو من القماش الملون وغالي الثمن وتضع تحت الثوب جناداً خاصاً تضع فيه الأموال التي تحتفظ بها، ويكون غالباً مصنوعاً من القماش العادي وبعضه يكون مطرزا بالنحيل».

وبنفس الموضوع تتابع الحاجة "عائشة الزعبي": «تلبس المرأة على الرأس غطاء أسود يسمى "الشنبر" وتلف به كامل الرأس والعنق والصدر وتضع الباقي تحت ثوبها، وتضع فوق الشنبر "العصبة" وهي منديل من الحرير يلف حول الرأس، ويعقد طرفه من الخلف وتتهدل على الظهر والكتفين بصورة رأسية ويسمى هذا المنديل "الحطة أو البوشية"، وترتدي أيضاً المرأة الحورانية "الدامر" وهو من الجوخ، وتلبس في قدميها حذاء يسمى "الوطية" ويكون كعبها غير عالٍ وجلدها عادي، بينما تلبس الفتاة الحورانية الشابة على رأسها فوق الشنبر المصنوع من الحرير الأسود الخفيف وتربطه بمحرمة ملونة تشبه الاشاربات في الوقت الحالي وتسمى "الطفخة"، وترتدي قلابيات من الحرير أو الخوخ وبألوان زاهية ومزركشة، وتكلف صناعة الثوب الحوراني حالياً حسب هذه المواصفات نحو 10 آلاف ليرة، أما الثوب الذي ترتديه المرأة حالياً فإن سعره لا يتجاوز ثلاثة آلاف ليرة».

احد انواع لباس المرأة الحورانية

لباس المرأة الحورانية الذي ترتديه لا يكتمل إلا إذا كانت ترافقه زينة لتضيف على لباسها جمالاً وأناقة وهنا تقول السيدة "سعاد كناني": «أهم الحلي التي ترتديها المرأة بـ"حوران" هي الأقراط وتسمى الحلق أو التراكي، وهي عبارة عن ليرة ذهبية مصنعة على شكل ما توضع في أذن المرأة المثقوبة، وترتدي على رأسها "العرجة" وتشبه طاقية الرأس، وهي قماشة مشكوكة بالليرات الذهبية وتنتهي من الأسفل بعدة شرابات من الصوف الملون، وتتزين بالقلادة وهي إسوارة من الذهب الغليظ مشكوك فيها عدد من الليرات الذهبية، وتلبس المرأة أيضاً الكردان وهو سوار من الذهب أو الفضة يوضع في حجل قدم المرأة».