مع أن التعليم المهني مكلف مالياً إلا أن البعض فضل متابعة التعليم علّه يجد فرصة مناسبة للعمل في هذا المجال الراقي الذي من المفروض أن يرفد السوق المحلي بالدرجة الأولى.

"ليلى العمري" إحدى خريجات المعهد النسوي تخرجت منذ أكثر من 6 سنوات وإلى اليوم تنتظر الفرج، تقول "العمري" في حديثها لموقع eDaraa بتاريخ 7 أيلول 2009: «قدمت جهداً كبيراً طوال العام الدراسي، وتخرجت من المعهد بعلامة متميزة ولم يثمن ليّ هذا الاجتهاد، تكاليف التعليم والتدريب وصلت إلى /20/ ألف، وأنا أضحي لعلّ الوزارة تنظر إلى وضعنا وتجري مسابقات للمعهد النسوي بشكل مستمر كمثيلاته من المعاهد ونقبل في المسابقات إذا كان فعلاً مجموع الدرجات هو المعيار الحقيقي للقبول».

التعليم المهني لا مستقبل له والدليل على ذلك آلاف الخريجات العاطلات عن العمل، وأنا لا أريد لابنتي أن تبقى عاطلة عن العمل بعد كل هذا التعب والتدريس

"ليلى" واحدة من الكثيرات من طالبات معهد الفنون النسوية بـ"درعا" اللاتي حاولن الحصول على فرصة للتعيين ولكن دون جدوى.

"نجوى الجاموس"

"رابعة مسالمة" متخرجة منذ /11/ عاماً لم يتم منحها أي فرصة للتعيين قالت: «أستغرب تجاهل الوزارة للخريجات، فهي تهتم فقط بمواد التعليم الأساسي (انكليزي – عربي – رياضيات)، فاختصاص الفنون النسوية لم يدخل في أي مسابقة منذ عام /1998/ حتى الآن إلا مرتين، أما بقية المعاهد تجرى لهم مسابقات كل سنة أو سنتين على الأكثر، فلماذا هذه الازدواجية في التعامل، والمدهش في الأمر أن المسابقة قد سمحت للمتقدمات من خارج المحافظة وقد تم تعيين العديد منهن، فكيف تتم المفاضلة بين المعلمات، وكيف تتم طريقة الانتقاء، فمشكلة التعيين والعمل تقف عائقاً لدي وهي في الذهن دائماً».

واليوم ومع بداية العام الدراسي الجديد تشهد الثانوية النسوية بـ"درعا" تراجعاً ملحوظاً في أعداد المسجلات في صفوف الأول الثانوي وهذا مؤشر على أن التعليم الفني بات في غيبوبة نتيجة إهماله الكبير، وتغير صورته في مخيلة الكثير من أسر المحافظة.

ورشة الخياطة

فـ"منير الحسين" الذي شاهدناه يصر على سحب شهادة ابنته لنقلها إلى التعليم التجاري، نقل لنا صورة واضحة عما يدور في مخيلة العائلات "الحورانية" فقال: «التعليم المهني لا مستقبل له والدليل على ذلك آلاف الخريجات العاطلات عن العمل، وأنا لا أريد لابنتي أن تبقى عاطلة عن العمل بعد كل هذا التعب والتدريس».

مديرة الثانوية النسوية الأولى بـ"درعا" السيدة "نجوى خالد الجاموس" تحدثت عن قيمة التعليم النسوي للفتاة من ناحية تنمية مداركها ورعاية مؤهلها في عملها وبيتها ومع أبنائها في المستقبل: «الثانوية تعمل على إعداد كم لا بأس به من الطالبات المتقنات للحرف التي تدرس في الثانوية لتقدمهم للمعهد النسوي الذي يخرج كل سنة أكثر من /150/ متخرجة، لذا على الجهات المعنية أن تنظر بأمرهن وتنصفهن في مسألة المسابقات».

وعن الإقبال في هذا العام تقول "الجاموس": «الإقبال لا بأس به لكنه ضعيف بالنسبة للأعوام السابقة، فكما نشاهد.. الأمر أصبح معضلة حقيقية تنتظر الحلول قبل أن نخسر كافة المسجلين في التعليم الفني».

وعن الأسباب الكامنة وراء قلة التسجيل تقول: «الأمر واضح لا يحتاج إلى تفكير، قلة فرص العمل والمسابقات وإلغاء الاختصاصات الأخرى مثل "التدبير المنزلي" وبقاؤنا على اختصاص الخياطة، كلها ساهمت في هذا الوضع الصعب، فهذا العام لم يزد عدد الملتحقات بصف الأول الثانوي عن (40) طالبة، في حين وصل في العام الماضي إلى (130) طالبة وهذا فرق كبير».

وعن أبرز الحلول المطروحة في الأفق لردم هذه الفجوة تقول: «لا بد من إيجاد حد معين للمقبولات في التعليم التجاري وبالتالي نضمن حقنا ببقية العلامات مثلاً من 140 فما دون، ولا بد من الإعلان عن مسابقات لتعيين الخريجات ولو بإعطاء ساعات درسية، إضافة إلى إعادة النظر في خطط الوزارة ومناهجها والاختصاصات المتوفرة، ولا ننسى أن التعليم المهني مكلف جداً والدولة تتحمل مصاريفه طوال العام الدراسي».