يملك نادي "داعل" الرياضي -وهو الذي يعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي- من العراقة القدر الكافي الذي يجعل من وضعه الحالي غصةً في قلوب أبناء هذه المدينة التي تكاد تكون الرياضة هاجسهم ومتنفسهم الوحيد.

فقبل فترة ليست بالبعيدة كانت كرة "داعل" اسماً يتلألأ في المسابقات المحلية، وكانت رقماً صعباً في مختلف المناسبات التي شهدتها المحافظة، اليوم اختلفت الأمور بشكل أصبح معها هذا النادي وكما هو معروف في العرف الرياضي مجرد بوابة عبور للفرق المتنافسة.

يعود تأسيس نادي "داعل" الرياضي إلى عام 1956 وكان آنذاك يحمل اسم نادي "الريف الرياضي"، ثم اتبع هذا النادي اتحاد الشبيبة وصار اسمه "نادي الشبيبة" وبعد انفصال الأندية عن اتحاد الشبيبة تمّ إلحاقها بالاتحاد الرياضي ومنذ ذلك الوقت حمل النادي اسم نادي "داعل الرياضي"

للوقوف على تفاصيل حال نادي "داعل" الرياضي التقى موقعeDaraa بتاريخ 25/7/2009 السيد "محمد الشحادات" رئيس النادي فكانت البداية مع التاريخ حيث يقول: «يعود تأسيس نادي "داعل" الرياضي إلى عام 1956 وكان آنذاك يحمل اسم نادي "الريف الرياضي"، ثم اتبع هذا النادي اتحاد الشبيبة وصار اسمه "نادي الشبيبة" وبعد انفصال الأندية عن اتحاد الشبيبة تمّ إلحاقها بالاتحاد الرياضي ومنذ ذلك الوقت حمل النادي اسم نادي "داعل الرياضي"».

رئيس النادي السيد محمد الشحادات

وعن الوضع الحالي للنادي يخبرنا السيد "محمد الشحادات" فيقول: «مر النادي بفترة استقرار استطاع أن يسطع فيها اسمه وينال شهرةً واسعةً على مستوى المحافظة، أما اليوم فقد تراجع بشكل كبير ومع ذلك مازال النادي قائماً ويعمل على تجاوز هذه المحنة.

فالبنية التنظيمية للنادي أو مجلس إدارته والمؤلف من سبعة أعضاء مازال مستمراً والجميع على رأس عملهم، وبالنسبة للمشاركات فبحسب الإمكانات مازلنا نشارك في مختلف الأنشطة والمسابقات الرياضية التي تشهدها المحافظة والمنافسات التي تقام في المناسبات الوطنية والأعياد، وهذه المشاركة ليست مقتصرة على كرة القدم فقط بل هناك الكثير من الألعاب مثل: (الكرة الطائرة، والكاراتيه، والدراجات، وبناء الأجسام، والعديد من الألعاب الفردية الأخرى). ولكن دوماً وفي كل محفل فإن هذه المشاركة متعلقة بالإمكانات المتاحة للنادي».

المدرب محمد الشرع

وعن الوضع المالي وممتلكات النادي يقول: «بالنسبة للمنشآت لا يوجد للنادي أي منشأة، كما أنه لا يوجد مقر ولا ملعب لكرة القدم، وأهم ممتلكات النادي هو عبارة عن سند تمليك لقطعة أرض مساحتها 95 متراً مربعاً تمّ الإعلان عنها من أجل التقدم والعمل على استثمارها ولكن إلى الآن لم يتقدم أحد.

أما بالنسبة للوضع المالي فلا يوجد للنادي أية مخصصات مالية سوى 5000 ل .س فقط، ويعاني النادي من بعض الديون كما يعاني من انعدام الاستثمارات التي يمكن أن يعود ريعها بالفائدة عليه، كان هناك بعض المراكز التدريبية التابعة للنادي ولكنها أصبحت الآن تابعة للاتحاد الرياضي وقد كانت هذه المراكز توفر للنادي على أقل تقدير أجور المشاركة بمختلف البطولات ومع إلحاقها بالاتحاد الرياضي قلت المشاركات وأصبحت محدودة جداً، لذلك أتمنى أن يتم استعادة هذه المراكز حتى يتسنى للنادي المشاركة في البطولات القادمة».

السيد خالد قطليش

الأستاذ "محمد الشرع" مدرب كرة القدم الحالي للنادي يقول عن الوضع الحالي: «مما لاشك فيه أن النادي يعيش صعوبات وأزمات كثيرة في هذه الفترة ولكن الشيء الأكيد أن جميع هذه الأزمات منبثقة عن العامل المادي الذي أوصل النادي إلى ما هو عليه الآن،

فأولاً وقبل كل شيء كيف يمكن للنادي أن يستمر دون أن يكون هناك ملعب لممارسة اللعبة وإجراء التدريبات اليومية،

وكيف يمكن تنمية المواهب وصقلها مع الغياب الكامل للأدوات التي يمكن أن تفيد في هذه المهام،

كما أنك لا تستطيع أن تتواصل مع مختلف اللاعبين الذين شغلتهم الدنيا وشغلتهم أعمالهم فلا أحد سيفاضل بين عمله وقوت أولاده وبين كرة القدم إن كانت لمجرد التسلية ولا طائل منها، وهذا الأمر نعانيه بشكل واضح مع فئة الرجال فبعد أن نكون قد اهتممنا بفئة الأشبال والشباب وما إن يصلوا إلى فئة الرجال حتى يتشتتوا وينشغلوا بأمور الدنيا ويتركوا الكرة، هذا الوضع جعلنا نفقد الكثير من المواهب والخامات الكروية التي ربما كانت ستفعل الكثير لو قدر لها الاستمرار، كما أننا ما زلنا نفقد هذه المواهب والتي تعج بها مدارس المدينة، وذلك أيضاً بسبب نظرة الكثير من الأهالي إلى أن ممارسة الرياضة ما هي إلا مضيعة للوقت».

وعن أهم التطلعات للعودة بالنادي يقول: «نتمنى أن يكون هناك استثمارات مخصصة باسم النادي أسوة بالأندية المجاورة والتي تستعين بها لتسيير أمورها، وهذا الأمر يمكن حله بمساعدة البلدية بمنحنا بعض الاستثمارات التي تعود لصالحها في المدينة. كما نتطلع إلى مبادرة البلدية بتنفيذ مشروع الملعب في قطعة الأرض المخصصة لهذا الشيء، هذه الأشياء لابد أنها ستسهم في العودة بالنادي وأيضاً برجوع لاعبيه الذين تشتتوا فمنهم من ترك ومنهم من وجد ضالته في الأندية المجاورة».

"موسى أحمد الشحادات" أحد لاعبي النادي له رأي حيث يقول: «قديماً كان نادي "داعل" ذا مكانة مرموقة وتهابه جميع الفرق وكان على درجة عالية من المنافسة، أما الآن فقد اختلفت الأمور بشكل كبير جداً ووصلت حداً لم يعد هناك ما يسمى نادي "داعل"، ومع هذه الأوضاع استغلت الأندية الأخرى الموقف وبدأت بتقديم العروض والمغريات لأبناء النادي للعب في صفوفها، وكنت أحد الذين قدمت لهم مثل هذه العروض من قبل نادي "ابطع"، وفي مثل هذه الظروف كان من الطبيعي جداً أن أوافق دون أي تردد».

"خالد فوزي قطليش" أحد حكام المحافظة ومن اللاعبين القدامى في النادي يستذكر أجمل لحظات النادي ويقول: «منذ أن حمل النادي اسم "نادي داعل" وأنا ألعب في صفوفه حيث انضممت إلى فئة الشباب ونظراً للمستوى الجيد لبعض اللاعبين الشباب، تم ترفيعهم إلى فئة الرجال وكنت واحداً من ضمنهم، كان النادي وقتها في أعلى مستوياته ويضم أفضل اللاعبين على الرغم من صغر سنهم، حيث تأهل النادي ثلاث مرات إلى تجمع الأندية من أجل المنافسة والصعود إلى الدرجة الثانية ممثلاً عن المحافظة، تعد هذه المرحلة أفضل ماعاشه النادي والتي بدأ بعدها بالاختفاء لأسباب كثيرة في مقدمتها المادية وأيضاً كثرة الذين تولوا منصب رئيس النادي الأمر الذي جعله يعيش حالة من التشتت غابت معها المشاركات والإنجازات ولم يبق سوى التغني بالأيام الغاربة».