"دير البخت" إحدى قرى سهل حوران التي تعاقبت عليها مختلف العصور، تقع في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة، كان يطلق على القرية اسم "تيماروس"، مر منها الخلفاء في ترحالهم وبني فيها قلعة تعود للعهد البيزنطي، يخترقها وادي "العرام" مضفياً عليها المزيد من الصفات التي يتمتع بها الريف، والتي جعلت منها منطقة للسياحة والسكن في الشتاء للتمتع بمناظرها.
مدونة وطن eSyria زارت هذه القرية بتاريخ 8/11/2012ولتسليط الضوء عليها التقت بعض أبنائها فكانت البداية مع السيد "يزن اليعقوب" رئيس مجلس بلدية "دير البخت" الذي تحدث عن الموقع والمساحة بالقول: «"دير البخت" تقع إلى شمال غرب مدينة "درعا"، وإلى الجنوب الغربي من سورية في سهل حوران، وتتبع إدارياً لمركز مدينة "الصنمين" ناحية "غباغب"، يبلغ عدد سكانها 9000 نسمة حسب إحصاء عام 2011، ويحدها من الجنوب مدينة "الصنمين"، ومن الشرق بلدة "موثبين"، ومن الشمال بلدة "غباغب"، ومن الغرب قرية "كفر شمس"، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 3850 هكتاراً، وفيها عدة عائلات أكبرها عائلة "الزعبي، واليعقوب"، بالإضافة لعائلة "الخطيب والمطلان والفتيح والرفاعي"، وهذه العائلات عريقة يمتاز أهلها بالكرم والطيبة، والرجولة والكفاح، ويوجد فيها مركز بلدية ووحدة إرشادية ومعمل للسجاد اليدوي، وثانوية رسمية وإعدادية وابتدائيتان».
يوجد في قرية "دير البخت" قلعة أثرية من ثلاثة طوابق تعود للعهد البيزنطي، وتعد القلعة من أشهر القلاع في المنطقة الجنوبية، بناؤها مستطيل الشكل أبعادها 26.5– 18.5، وتتميز ببنائها المكون من الحجر الأسود والأقواس الكبيرة بقطر 3 أمتار، وهي مثل باقي قلاع منطقه حوران، بنيت على ارتفاع منخفض لعدم توافر تلال في المنطقة. والقلعة مؤلفة من ثلاثة طوابق وفناء داخلي في الوسط، ومجموعة من الغرف والقاعات الرئيسية المحيطة بها، وقبة الدرج الذي ينقلنا إلى الطابق الأول والثاني
تعتبر قرية "دير البخت" قرية زراعية وهنا يقول المهندس "عاهد البدين" رئيس الوحدة الإرشادية في القرية: «مناخ القرية متوسطي، معتدل شتاءً يميل إلى الجفاف صيفاً، يبلغ معدل تساقط الأمطار فيها 250مم، وتسقط الأمطار في فصل الشتاء والخريف والربيع, وتحديداً في شهور تشرين الأول والثاني وكانون الأول والثاني وشباط. لذلك تعد قرية "دير البخت" قرية زراعية، حيث يعمل كل سكانها في الزراعة إلى جانب عملهم في الوظائف الحكومية, تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 14الف دونم، ومن أشهر المحاصيل الزراعية التي تزرع في القرية الحمص والعدس والشعير والقمح، بالإضافة للكرسنة والجلبانة، وتربى فيها المواشي بأعداد جيدة كالأبقار والتي يتجاوز العدد فيها 400 رأس، والأغنام 1500 رأس، والماعز 550 رأساً، ويمر في القرية "وادي العرام" الذي يسيل شتاءً في الشهور الممطرة، وينبع من تجميع مياه السيول وذوبان الثلوج من منطقة جبل الشيخ ويصب في نهر اليرموك، وهذا ما ساعد على الإقبال على الزراعات الشتوية».
للقرية العديد من الروايات والحكايات عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم وهنا يحدثنا السيد "أحمد اليعقوب" العامل في مديرية الآثار والمتاحف فيقول: «سابقاً كان يطلق على القرية اسم "تيماروس" ولهذه التسميه معان كثيرة فهي باللاتينية "بلد العمليات"، وبالرومانيه "طريق التقدير"، ولا تزال هذه التسمية شائعة بين أهالي القرية ويطلق الاسم على منطقة قريبة من القرية تقع إلى الشمال من القرية، ويقال أيضاً إن الاسم جاء نسبه لكثره الجبال الخراسانية البيضاء التي وردت أحد الأحاديث الشريفة، ويقال إن من بنى قرية "دير البخت" هو الخليفة "عبد الملك بن مروان"، حيث كان يمتطي ناقة اسمها "بخت" ويمر من القرية، وكان اسمها "دير ميخائيل" وكانت تتميز بارتفاعها وهوائها العليل، وأثناء مرور عبد الملك من القرية في إحدى رحلاته إلى الأردن أقام في "دير البخت" عدة أيام فاستهجن اسم القرية وأحب تغييره، وأطلق عليها اسم جديد هو "دير البخت"، نسبة إلى ناقته المحببة والمفضلة إليه، والتي كان يمتطيها في ترحاله. وهناك رواية أخرى في سبب تسميت المنطقه دير البخت، تقول إن "بختنصر البابلي" عندما اجتاح كنعان، مر في طريقه من بلاد الرافدين إلى أرض كنعان بمنطقة حوران، تحديداً المنطقة الواقعة بين "غباغب والصنمين"، وأقام فيها وبنى قلعة صغيرة، كمركز مؤن لجنده، ويعتقد أنه لاحقاً بني دير وازدهرت المنطقة وأطلق عليها "دير البخت"».
تعاقب على القرية مختلف العصور لذلك يوجد فيها قلعة أثرية هامة تعود للعهد البيزنطي وعنها تحدث الآثاري "إسماعيل الزوكاني" بالقول: «يوجد في قرية "دير البخت" قلعة أثرية من ثلاثة طوابق تعود للعهد البيزنطي، وتعد القلعة من أشهر القلاع في المنطقة الجنوبية، بناؤها مستطيل الشكل أبعادها 26.5– 18.5، وتتميز ببنائها المكون من الحجر الأسود والأقواس الكبيرة بقطر 3 أمتار، وهي مثل باقي قلاع منطقه حوران، بنيت على ارتفاع منخفض لعدم توافر تلال في المنطقة. والقلعة مؤلفة من ثلاثة طوابق وفناء داخلي في الوسط، ومجموعة من الغرف والقاعات الرئيسية المحيطة بها، وقبة الدرج الذي ينقلنا إلى الطابق الأول والثاني».
