هي واحدة من القرى القلائل التي ما زالت تحافظ على الكثير من أصالة وبساطة الريف الحوراني، حيث الحجر البازلتي هو الأساس في البناء، والحفاظ على التراث في هذه القرية لا يظهر فقط من خلال الأبنية بل يتضح أيضاً عبر التمسك أهلها بالعادات والتقاليد القديمة في مختلف مناسباتهم الاجتماعية.
إنها قرية "خبب" إحدى قرى منطقة "الصنمين" والتي تقع إلى الشرق منها بأحد عشر كيلومتراً ومسافة 60 كم إلى الشمال من مدينة "درعا" وهي المطلوب قطعها للوصول إلى هذه القرية التي تبعد أيضاً عن مدينة "دمشق" جنوباً بمسافة أقل بخمسة كيلومترات من سابقتها.
الرسام الراحل "ألفرد حتمل"، الرسام العالمي "بيرو هاري فواز الحاتم"، الشاعر والكاتب الراحل "شاكر البشارة"، الكاتب الدكتور "عادل فريجات"، والكاتب "منير الذيب"
مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ (27/8/2009) والتقت السيد "فرح الذيب" من أهالي قرية "خبب" والذي تحدث عن تاريخها بالقول: «يعود السكن الحديث في القرية إلى أكثر من 270 عاماً، وقد سميت "خبب" نظراً لموقعها الجغرافي على عتبات اللجاة الوعرة حيث لا تستطيع الجياد أن تتجاوز سير الخبب وما الخبب إلا مرحلة التهيؤ للركض عند الجياد».
بدوره الباحث "منير الذيب" شقيق السيد "فرح" أفاد بأن «"خبب" تضم كاتدرائية تعتبر مركز أبرشية الروم الكاثوليك بالنسبة للمحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى كنيستين واحدة قديمة والأخرى حديثة ودير لراهبات المحبة (البيزنسون)، ولا تزال القرية تشهد ترابطاً اجتماعياً وثيقاً لا مثيل له في غيرها من المناطق، ففي حفلات الزفاف مثلاً يجتمع المدعوون عند أهل الفرح قبل موعده بثلاثة أو أربعة أيام، وفي يوم العرس يحضر المنسف الحوراني هو الطبق الأساسي في الضيافة، وهذه العادات والتقاليد مازال أهل القرية يحافظون عليها لأنهم يعتبرونها كموروث شعبي قديم».
وعن أهم الشخصيات التي برزت من قرية "خبب" يذكر السيد "منير": «الرسام الراحل "ألفرد حتمل"، الرسام العالمي "بيرو هاري فواز الحاتم"، الشاعر والكاتب الراحل "شاكر البشارة"، الكاتب الدكتور "عادل فريجات"، والكاتب "منير الذيب"».
ولتأكيد المعلومات التاريخية المتعلقة بقرية "خبب" تحدث لنا الباحث "محمد العيشات" من دائرة آثار "درعا" بالقول: «ذكر اسم القرية بعدة أسماء منها "حبابا" "خبابا" "آبب" وأصل الجذر آشوري أكادي (آبابي) بمعنى ناضر وساطع، ما يدل على غناها القديم بالمياه والينابيع والتربة الخصبة، والاسم القديم للبلدة هو "إبيبا" منقوش على حجر في الجدار الغربي للبناء العلوي لأحد البيوت في وسط القرية، أما اللغة التي كتب بها فهي اليونانية وتاريخ هذا النقش يعود إلى 213 م ويوجد نقش آخر في أحد البيوت أيضاً وتاريخه يعود إلى سنة 303م».
يضيف: «إن انتشار الأبنية التي تعود لمختلف عصور التاريخ يؤكد قدم الاستيطان البشري فيها، والبعض من تلك الأبنية والمخلفات المادية تعود لفترة الألف الأول قبل الميلاد أي إلى الفترة الآرامية وإن الكثير من المباني يعود للعصور الكلاسيكية "اليوناني والروماني والبيزنطي"، حيث تمتد أصول سكانها إلى عرب "غسان وكندة" ومنذ القرن الثاني للميلاد وتدل آثارهم عليهم، أما سكانها الحاليون فقد جاؤوا من إمارتهم الغسانية في "صلخد" بلدتهم القديمة عام 1656-1721 وهم امتداد للقبائل العربية الغسانية أي ما يطلق عليهم الغساسنة الأصليين والذين نزحوا من "صلخد" في "جبل العرب"».
السيد "عاهد البدوي" رئيس مجلس القرية تحدث عنها بالقول: «يبلغ عدد السكان (6500) نسمة ومساحة المخطط التنظيمي /6500/ هكتار، تتوسط المسافة تقريباً بين مدينتي "دمشق" و"درعا" وهي محاطة بعدد كبير من القرى وأهمها: "تبنة" و"محجة" من الغرب، و"إيب" و"كريم" من الشرق، ومن جهة الجنوب "الزبيرة" و"سور"، ومن الشمال هناك "بصير" و"جباب"».
وعن الواقع الخدمي للقرية يشير: «تضم القرية عدداً من المراكز الخدمية وهي (مجلس قرية- مركز هاتف- وحدة بيطرية- وحدة إرشادية- مركز صحي- جمعية فلاحية- ناد رياضي- صالة استهلاكية- مركز ثقافي- ناد اجتماعي ثقافي، ويتم بناء ورشة لخدمات الكهرباء)، ويقوم المجلس بتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية المتعلقة بالطرق والصرف الصحي والنظافة.
من ميزاتها اعتماد سكانها على المهن الوظيفية بشكل أساسي نتيجة لارتفاع نسبة المتعلمين منهم، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يعملون بالتدريس من أهالي القرية بألف شخص وعدد الشهادات الجامعية فيها بأكثر من (800) شهادة بمعدل خريج جامعي لكل سبعة أو ثمانية أشخاص، هذا الكم من الموظفين والمتعلمين يعملون في مناطق مختلفة من القرى والمناطق المجاورة للقرية وبعدد لا بأس به في مدينة "دمشق"، وتوجد في القرية ثانوية عامة منذ عام 1946 تعتبر من أوائل المدارس الثانوية في محافظة "درعا"، بينما يعود تاريخ أول مدرسة رسمية في القرية إلى عام 1798م».
(*) تم تحرير المادة في عام 2009.