إحدى قرى "حوران" المأهولة بالسكان، عرفت باسم مدينة "إنخل" لكثرة أشجار النخيل التي سادت زراعته فيها في فترة من الفترات، تميزت بآثارها التي تدل على مكانتها وتعاقب الحضارات عليها.

مدونة وطن "eSyria" زارت قرية "إنخل" بتاريخ 20/8/2009 والتقت السيد "ناظم العيد" من أهالي القرية والذي تحدث عنها بالقول: «"أنخل" إحدى قرى ريف محافظة "درعا" الصغيرة، وهي قرية عريقة وقديمة،ومقصد لكثير من الزوار من مختلف المناطق، حيث يرجح الكثيرون سبب التسمية إلى كثرة أشجار النخيل التي كانت موجودة فيها، والدليل على ذلك العثور على تمثال لرجل يحمل سعفة نخيل والتمثال موجود في المتحف الوطني بـ"دمشق"».

أشهر الأماكن هي قصر "زين العابدين" أو "الحريري" وقصر "الفروان" ودار "عللوه" والجامع "العمري" القديم

الأستاذ "أحمد العيد" رئيس مجلس البلدة، والذي تحدث عن موقعها وحدودها الإدارية مشيراً بالقول: «تقع بلدة "إنخل" شمال غرب "درعا" بـ50 كيلومتراً حيث يحدها من الغرب بلدة "جاسم" و"الحارة"، ومن الشمال "الصنمين"، ومن الجنوب "نوى" و"الشيخ مسكين"، ومن الشرق "القنية" و"محجة" ويبلغ عدد سكان البلدة 34200 نسمة حتى تاريخ 1/1/2009».

السيد "احمد العيد" رئيس البلدية

السيد "أيهم الزعبي" من أهالي القرية يذكر بالقول: «يشتهر أهالي البلدة بزراعة الخضار الصيفية، وخاصة البندورة والبطاطا وتصديرها لدول الخليج، وتنتشر زراعة أشجار الزيتون في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث أصبح محصول زيت الزيتون يغطي احتياجات البلدة بالإضافة إلى تربية المواشي والأبقار».

وعن النهضة العمرانية والخدمات الموجودة في البلدة يضيف: «تشهد المدينة نهضة عمرانية كبيرة أحد أسبابها وجود قسم من أهالي البلدة في الخارج بداعي السفر في الخليج العربي وتحسن المردود الزراعي في الفترة الأخيرة.

قصر زين العابدين

كما تحوي البلدة شبكة صرف صحي تم تنفيذ حوالي 70% منها، بالإضافة إلى شبكة طرق، حيث تم تعبيد وتزفيت 60% منها ونحن جادون في تنفيذ الأقسام المتبقية منها، كما يوجد في البلدة مركز صحي متطور ومركز هاتف ووحدة مياه وورشة كهرباء وصالة للمواد الاستهلاكية ومركز ثقافي حديث ومتطور.

يوجد أيضاً في البلدة ثانوية مهنية تجارة وفنون نسوية و15 مدرسة للتعليم الأساسي، كما يوجد فيها 15 صيدلية وفرن احتياطي و4 أفران خاصة».

قرية "أنخل" من غوغل إرث

وعن الأماكن الأثرية الموجودة في القرية يقول: «أشهر الأماكن هي قصر "زين العابدين" أو "الحريري" وقصر "الفروان" ودار "عللوه" والجامع "العمري" القديم».

وخلال تواجدنا في البلدة قمنا بزيارة المركز الثقافي حيث التقينا الأستاذ "ياسين الخطيب" الباحث والمحقق اللغوي الذي تحدث عن الواقع الثقافي في البلدة والمراكز الثقافية في المحافظة بالقول: «المراكز الثقافية بشكل عام لها رسالة وتسعى لإيصالها إلى الناس من خلال جهود الأشخاص القائمين عليها، فهي نقاط إشعاع لتركيز دعائم المجتمع المدني وخاصة في الأرياف السورية، وعلى الرغم من انتشار روح المدنية ما زال هناك روائح الجاهلية، فوجود المراكز الثقافية في الأرياف تغير اتجاهات أهل الريف وتمكن الجيل من التمسك بتراثنا وقوميتنا وهويتنا العربية».

وعن الواقع التعليمي تحدث لنا مدير الثانوية في البلدة الأستاذ "أحمد الزامل" قائلاً: «تعتبر بلدة "إنخل" من البلدات المتقدمة علمياً بالمقارنة مع البلدات الأخرى في المحافظة وعدد الطلاب المتواجدين في القرية أصبح كبيراً نوعاً ما، حيث تحتوي الثانوية على 18 شعبة من الصف الأول الثانوي حتى الثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، ويكاد لا يخلو بيت في البلدة من أحد الأشخاص الذين يحملون شهادات جامعية عالية وفي مختلف الاختصاصات».

السيد "عبد الغفار الفروان" الذي التقيناه مع مدير الثانوية أشار بالقول: «إن أهالي البلدة مستعدون لتعليم أولادهم وليس هناك شخص في البلدة يبخل على أولاده في التعليم وإيصالهم إلى الحصول على شهادات عليا ولو كان ذلك على حساب رغيف الخبز».

تجدر الإشارة في النهاية إلى أن الأستاذ "ياسين الخطيب" قد تكلم لنا عن أصل كلمة "انخل" دون التأكيد على صحة المعلومة التي قالها لنا بحسب رأيه فأرجع أصل كلمة "انخل" إلى "أنجيل" وهي كلمة "يونانية" وحرف الجيم في اليونانية يلفظ خاء فأصبح اسمها "انخل".

(*) تم تحرير المادة في عام 2009.