"زيزون" قرية الأرض الخضراء والمياه، حيث كل زائر حينما يشاهد شلالاتها تنحدر إلى أعماق "وادي اليرموك" و"خالد بن الوليد" ودفن الغزو الصليبي، تحكي لنا قصة تاريخ لآلاف السنين، حينما يقف الإنسان على ضفاف اليرموك ليستمتع بالرياح المنطلقة عبر "اليرموك" والتي قبلت وجنات "خالد بن الوليد"، وهي نفس الرياح ونفس الشلالات تقبل وجنات كل زائر للقرية التي تتربع على آخر منطقة مع الحدود الأردنية، تبعد عن "درعا" مسافة 15 كلم وتربطها مع المناطق المحيطة بها شبكة طرق نظامية.

موقع eDaraa بتاريخ 2/4/2011 زار قرية "زيزون" والتقى

تشتهر القرية بزراعة الأشجار المثمرة والفواكه وأشهرها هو "الليمون، الرمان والدراق والأجاص والخوخ"، وهناك التين، و"الزيتون"، كما تشتهر المنطقة بالحليب والجبن واللبن الرائب لكثرة تربية الأهالي للماشية فيها، وتزرع بعض المحاصيل الزراعية ومنها الحبوب بشكل رئيسي وخاصة القمح، والشعير، وتشتهر أيضاً بتعدد الماشية وأهمها الأغنام، والماعز، والأبقار، وتربية النحل

المواطن "محمد الحشيش" أحد سكان القرية، والذي تحدث عن البلدة من حيث الزراعة والثروات الموجودة فيها فقال: «تشتهر القرية بزراعة الأشجار المثمرة والفواكه وأشهرها هو "الليمون، الرمان والدراق والأجاص والخوخ"، وهناك التين، و"الزيتون"، كما تشتهر المنطقة بالحليب والجبن واللبن الرائب لكثرة تربية الأهالي للماشية فيها، وتزرع بعض المحاصيل الزراعية ومنها الحبوب بشكل رئيسي وخاصة القمح، والشعير، وتشتهر أيضاً بتعدد الماشية وأهمها الأغنام، والماعز، والأبقار، وتربية النحل».

السيد عبد المهدي الحشيش

السيد "حمزة مثقال الحشيش" مختار القرية تحدث بلمحة عن تاريخها "زيزون" بالقول: «سبب تسمية القرية يعود إلى أحد الملوك الذي سكنوا المنطقة، وكان له قصر في قلب نهر "زيزون" حالياً، وله بنت اسماها "زيزونا" وتعود تسميتها لبنت الملك الذي كان حاكم في المنطقة قبل الرومان خلال عهد الإغريق وحضارة الإغريق، ويبلغ عدد سكان القرية ما يقارب /3000/ نسمة ومساحتها الإجمالية 5400 دونم، جميعها مروي عدا منطقة البعلة التي تبلغ مساحتها 350 دونما، ويوجد فيها أودية صالحة للزراعة أخذ قسم منها لبناء سد الوحدة».

وعن أهل "زيزون" وبحيرتها يقول السيد "منصور علي الفريج": «تسكن القرية عائلة الحشيش وهي من أكبر العائلات في القرية والعديد من العائلات من أبناء "القنيطرة" التي تسكن قرية "عمورية" التابعة لزيزون ومنهم عشيرة "الفريج والعقرباوي، والنميرات والرفاعية والدبوس والشقران"، وتجمع أهالي القرية قيم أخلاقية واجتماعية متعددة أهمها الكرم والشجاعة والوفاء.

بحيرة زيزون

ودليل ذلك ازدياد عدد السياح الذين يقصدونها صيفاً وهم يتحدثون عن حكايا الكرم والمروءة والوفاء عندهم، ويوجد في القرية بحيرة وهي حالياً مكاناً للتنزه الشعبي وهي مقصداً للمصطافين والزوار، وفي وسطها الكثير من الينابيع الصغيرة التي تغذي البحيرة والمنطقة».

وعن العادات والتقاليد يتحدث الدكتور "عبد الحكيم الحشيش" بالقول: «لا يختلف أهل هذه البلدة في عاداتهم وتقاليدهم عن عادات وتقاليد المناطق المحيطة بهم في أفراحهم وأحزانهم مع غيرهم غير أن العلاقات بين الناس- التي كانت تحكمها ضرورة التبادل في التعاون في العمل الزراعي، وفي بناء مساكنهم لأنه ليس في وسع أي منهم القيام بما هو في حاجة إلى القيام به بنفسه دون مساعدة الآخرين- سائدة، وهناك عادات وتقاليد قديمة مثل بنت العم لابن العم، وبعدما أصبح هناك انفتاح بعد التطور العلمي وأصبح هناك انفتاح ووعي حضاري وثقافي، وأدراك الأهالي بأن بنت العم لابن العم أمر خاطئ من ناحية علمية ودينية. عادات متوارثة من أبائنا وأجدانا ما زالت مستمرة فالميسور يقدم معونات نقدية وعينية للمحتاجين، عدا المشاركة في الأفراح، حيث الفرح يكون للجميع والعزاء نفس الأمر يشارك فيه الجميع، ويتواجد خلاله أهل القرية طوال فترة العزاء مع أهل الفقيد، ومن الناحية المادية يقوم أهل القرية بمساعدة وتقديم المعونة للفقراء والمحتاجين بشكل دائم».

السيد منصور الفريج

وعن أول من سكن منطقة "زيزون" يقول السيد "عبد المهدي الحشيش": «أول من سكن المنطقة هم عائلة "الحشيش" منذ 300 عام، وينحدرون من نسل "عباس بن شهاب بن شاهر بن صحن" وأول من سكنها "العباس" وولده "محمد" وحفيده المجاهد الكبير "ياسين العلي" ومن بعده آباؤه وأحفاده، الذي أقنعته عشائر من الأردن وسورية على أن يقيم فيها، وقالوا له "زيزون" أرض المياه ومنابع المياه، وقالوا له على أرض النبع انزل يا "علي"، المعنى أجعل من أرض "زيزون" موقع سكنك.

وعندما احتل الفرنسيون سورية لم يستطيعوا دخول قرية "زيزون" لأنها قلعة حصينة وبوابتها النضالية الشيخ "ياسين العلي" الذي وزع السلاح على المجاهدين في جنوب سورية.

وحيث اشتركوا في معركة "الدلي" وتثبت ذلك وثيقة من الجنرال "غورو" ورقمها 86، وبعد قتل الوزراء في "خربة غزالة" جاء الجنرال "غورو" وعقد مؤتمرا في "الشيخ مسكين" مع زعماء حوران، وكان بينهم الشيخ "ياسين العلي"، وقال الجنرال غورو لزعماء حوران لماذا لم تستقبلنا جماهير حوران، وكان أول المتكلمين من زعماء حوران الشيخ "ياسين العلي" فقال للجنرال من طبائعنا العربية أن نستقبل الضيوف بالأحضان، ولكنكم مستعمرون ولا يسعنا إلا أن نوجه فوهة البندقية إلى صدوركم».

المهندس "محمود جعارة" رئيس مجلس بلدة "تل شهاب" التي تتبع لها قرية "زيزون" حدثنا عن المشاريع الخدمية للقرية فقال: «تشتهر القرية ببحيرتها وينابيعها الطبيعية وشلالاتها، وخصوبة تربتها وجوها المعتدل، الذي يصلح لزراعة جميع أنواع الخضراوات والأشجار المثمرة، وتربطها شبكة طرق مع كافة المناطق المحيطة بها، مع قرى "اليادودة ودرعا والمزيريب وتل شهاب".

تم تخديم البلدة بمعظم خدمات البنية التحتية من صرف صحي ومياه وكهرباء وهاتف إضافة إلى المدارس، والقرية مخدمة بمياه الشرب والري من خلال الآبار الارتوازية، بالإضافة لتوافر خدمات الكهرباء والهاتف بشكل جيد، ويوجد فيها وحدة إرشادية، و3 مدارس ابتدائية و/2/ إعدادية، كما يوجد معسكر لمنظمة الطلائع يقام عليه معسكرات للطلائع بفصل الصيف».