واد مهيب و هيبته تطغى على جماله، فهو واد عميق وملتو ينحدر من قرية صغيرة ليغسل قدميه في النهر، فرغم صغره لكنه كثير الزوايا والأسرار وفي هذا الوادي من الصخور الشامخة والمنحدرات المخيفة والوهاد العميقة، ما لا يرغب الناس في النزول إليه، ومع ذلك فهو يقول لكل زائر ومحب لطبيعة تعال إلي بأفكارك وتصوراتك، هذا الكلام هو وصف بسيط لوادي "السعدية" الذي كان لموقع eDaraa زيارة خاصة من نوعها له

حيث الطبيعة باحت بكل أسرارها، وللتعرف أكثر على هذا الوادي التقينا احد الأشخاص الذين يرتادون الوادي منذ طفولته وهو السيد "اسماعيل قعبور" من سكان بلدة "جلين" الموجود فيها الوادي حين كان يقوم باصطياد الأسماك من النهر بدأ حديثه معنا قالاً: «يعتبر وادي "السعدية" من الأودية الغزيرة بالمياه مقارنة مع وادي "العرائس" الذي يتبع له هذا الوادي، غير معروف لدى الكثير من الناس لأن الشهرة الكبيرة هي "لوادي العرائس" أو الوادي الكبير في حين أطلق تسمية "الوادي الصغير" على وادي "السعدية" ،

تنتشر في الوادي أشجار الزيتون والتوت البري والتين والقصب وبعض أنواع الزهور البرية

وقد كان الوادي مكانا لاستراحة الخيول العربية أثناء معركة "اليرموك" لجأ إليه القائد "خالد بن الوليد" ولازال الوادي محافظا على غزارته حتى الان حتى أن مياهه تخرج من بين الصخور دافئة "شتاء" وباردة "صيفا" وتزداد غزارته في فصل الشتاء فيرتفع منسوب المياه فيه و يصب مياهه في نهر "اليرموك"».

وادي السعدية

أما عن سبب شهرة الوادي باسم وادي "السعدية" يقول: "القعبور": «يعود سبب التسمية حسب المتعارف والشائع إلى العائلة التي استقرت وسكنت فيه وقاموا باستثمار أراضيه هم عائلة السعدي ثم غلب أسم العائلة على تسميته فأصبح اسمه وادي "السعدية"».

وعن أكثر الأشجار المزروعة في الوادي يقول "القعبور": «تنتشر في الوادي أشجار الزيتون والتوت البري والتين والقصب وبعض أنواع الزهور البرية».

اسماعيل قعبور

وعن عدم إقبال الناس على زيارة الوادي يقول "القعبور": «اعتقد أن السبب الرئيسي هو المنحدرات الموجودة فيه، فهي خطيرة حيث يصعب على الأطفال وحتى النساء النزول إليه، ولا يحضر إلى هذا الوادي سوى الشباب الذين بإمكانهم النزول بحذر ونزول بعض الأطفال مع أبائهم فوق سن العاشرة حيث هو مجازفة محفوفة بالمخاطر».

وخلال تواجدنا في الوادي كان هناك بعض زواره حيث تكلم إلينا السيد "مالك الحوراني" عن زيارته للوادي بالقول: «الزيارة الأولى لي لهذا الوادي كانت منذ خمس سنوات، وكانت عن طريق احد أصحابي وفوجئت بوجود مثل هذا الوادي في بلدنا فالمياه العذبة والصافية، والمناظر الخلابة وتدفق المياه من بين الصخور تبعث في النفس الراحة و الطمأنينة، و تنسى خطورة النزول إليه بمجرد مشاهدة هذه المناظر الطبيعية فأينما نظرت وقعت عينك على الجمال».

المياه تتدفق من الصخر

الشاب "رأفت المصري" مغترب سوري في دول الخليج العربي التقينا به خلال الزيارة قال: «شاهدت صور هذا الوادي على جوال احد أصحابي ولم اصدق أن هذه المناظر طبيعية، وموجودة بالفعل، إلى أن قمت بزيارته، وتأكدت من صحة الصور التي شاهدتها، يجب علينا المحافظة عليه من التلوث وعدم رمي النفايات في مثل هذه الأماكن».