إلى الشمال الغربي من مدينة "درعا" وعلى بعد /55/ كم منها تطالعنا مدينة "انخل" التي تتربع على مساحة قدرها /1250/ هكتاراً وعدد سكان /33500/نسمة.

وقد لعبت "انخل" دوراً هاماً في العصور القديمة وخاصة في الفترة الرمانية، حيث تحفل اليوم بآثار تدل على مكانتها وتعاقب الحضارات عليها، فريق eDaraa قام يوم الخميس 3/7/2008 بزيارة الى مدينة "انخل" للتعرف على المدينة ومعالمها الاثرية، حيث التقى هناك السيد "احمد جديع العيد" رئيس مجلس مدينة "انخل" في الحوار التالي:

  • ما سبب تسمية مدينة "انخل" بهذا الاسم؟
  • احمد العيد

    ** تعد مدينة "انخل" من اهم المدن القديمة في جنوب سورية، وأصل التسمية مرتبط بعدة روايات منها كثرة شجر النخيل حيث سادت زراعته فيها في فترة من الفترات، وما دل على ذلك اكتشاف تمثال من البرونز في المدينة يعود الى العصر الروماني وهو عبارة عن تمثال لرجل واقف يرتدي ملابس تغطيه حتى الاسفل ويحمل بذراعه اليسرى التي تبدو مثنية غصن نخيل، ويعتقد ان التمثال لإله الخصب "جينوس" وهو موجود حالياً في المتحف الوطني.

  • ما اهم الزراعات في مدينة "انخل"؟
  • قصر العلوه

    ** يوجد في "انخل" /6000/هكتار ارض زراعية وتشتهر المدينة بزراعة الحبوب واشجار الزيتون بالاضافة الى الخضار، ما جعل اغلب الاهالي يعملون بالزراعة.

    نحن في مجلس المدينة نقدم خدمات عديدة للمواطنين مثل تعبيد وتزفيت الطرقات وشقها واصلاح اجهزة الانارة اضافة لمشاريع الصرف الصحي والارصفة والطرق، وتتميز المدينة بنظافة شوارعها حيث يوجد فيها خمس جرارات تقوم بتنظيف الشوارع وترحيل النفايات بشكل واسع.

    ياسر ابو نقطة

  • ما المعالم الاثرية الموجودة في المدينة؟
  • ** تكثر في ارجاء المدينة الابنية الاثرية كالمنازل والمعابد الدينية الاسلامية والمسيحية، ولعل اهم المعالم الاثرية في المدينة قصور: "زين العابدين والعلوه وبيت آل الفروان".

    وللتعرف بشكل اوسع على هذه القصور التقى موقعنا الباحث الاثري "ياسر ابو نقطة" وكان الحديث التالي:

    بالنسبة لقصر "زين العابدين" يعود تاريخ هذا القصر الى العصر الروماني ويدل على ذلك مواصفاته المعمارية ومطابقته مع بعض البيوت الفخمة في عدد من قرى ومدن "حوران" حيث يبدو انه لأحد اثرياء المنطقة او لحاكمها، ويعتبر هذا القصر من اجمل القصور الاثرية في الجنوب السوري لما يتميز به من اتساع وضخامة وكثرة تفاصيل، وحالته الممتازة التي وصل فيها الينا، اما عن سبب التسمية فتعود لعائلة "زين العابدين" التي سكنته في العصر الحديث وكانت توليه الاهتمام الكبير حيث صار يتناقل على لسان الجميع اسم قصر "زين العابدين".

    اما بالنسبة لقصر "العلوه" فهو بناء من الحجر البازلتي الاسود ويعود بناء هذا القصر الى العصر الروماني كما يتميز بعدة مواصفات اولها وجود معالم وآثار ترقى لعدة عصور منها البيزنطي والاسلامي بمراحله المختلفة ويدل على ذلك الصلبان النافرة والغائرة التي تحملها بعض الحجارة التي تؤكد انه سكن في العصر البيزنطي، اما الغرف الطويلة فهي من العصور الاسلامية والدليل الاهم على ازدهار الفترات الاسلامية في هذا العصر وجود عدد من القاعات في القسم الشرقي من الكتلة الشمالية حيث يزيد عرض جدران هذه الغرف على /120/ سم وارتفاع يتجاوز /8/ م مع وجود بروزات مربعة ومستطيلة على سطوح اغلب الحجارة الضخمة، والميزة الثانية لهذا البناء كونه يضم قاعدتين مركزيتين في الوسط متطابقتين بالشكل والمضمون. اما الميزة الثالثة فهي ان هذا القصر قد سكن في فترات متعاقبة كان لها الاثر الكبير في بنيته المعمارية من خلال اضافة عدد من القاعات اليه وبناء مستويين علويين فوق الطابق الاصلي، اما الخاصة الرابعة فهي احتواء حجارته وجدرانه على الطبقة التي كانت تغطي الجدران ووصول نماذج نادرة منها الينا وبحالة جيدة.

    والمعلم الثالث في مدينة انخل هو بيت "آل الفروان" وهو عبارة عن كتلة طويلة تتجه غرب شرق فيها قاعة مركزية في الوسط، ويقع هذا البيت في وسط المدينة ويحتوي على بعض القاعات والزخارف الرائعة التشكيل كما ان حجارته كبيرة الحجم منحوتة بعناية وبني هذا البيت على طراز العمارة في المنطقة.