حبا الله حوران بطبيعة غناء, جمعت ما بين خضرة السهول وعذوبة الينابيع وكثرة الأودية.

في قرية تل شهاب والتي يجتازها على امتداد مساحتها من جهة الغرب وادي الزيدي متجهاً إلى قرية زيزون ليلتقي هناك بوادي اليرموك، يتربع وسط الوادي غدير العرائس الذي ارتبط اسمه بطقوس الفرح، حيث جرت العادة في الماضي في قرية تل شهاب القديمة، على اتباع طقوس خاصة فيما يتعلق بحمام العريس قبل زفافه، وحول هذه الطقوس وأثرها الاجتماعي يحدثنا السيد أبو قاسم من أهالي قرية تل شهاب: أبلغ من العمر 72 عاماً وقد شهدت في مرحلة الطفولة هذه العادة حيث إن المكان شاهد حي يسرد لنا بحيثياته ارتباطه بفترة زمنية معينة، والعادات التي كانت قائمة في تلك الفترة, غدير العرائس شهد مواسم فرح عدة من خلال العادات التي كانت تتبع قبل زفاف العريس, إذ كان يتم في يوم العرس اصطحاب العريس على ظهر الخيل من قرية تل شهاب القديمة، حيث كان يعيش جميع السكان في تلك الفترة في القرية القديمة، وكانت ترافق انطلاقتهم من بيت العريس الأغاني والأهازيج الشعبية حتى وصولهم إلى الغدير وقيامهم بمساعدة العريس على الاستحمام وارتداءه لباس العرس على سبيل مشاركته بالفرح, وأثناء العودة كان يجري سباق للخيل العربية الأصيلة والتي كان لها حضورها القوي وهي مظهر من مظاهر العز والفروسية ومن الأغاني التي كانوا يرددونها أثناء حمام العريس:

يا ترف يا دقاق الهيل

يا راكب من فوق محنى(الخيل)

يا عز النشامى ظهور الخيل

والي يموت عمره دنا

رحلت هذه العادة عن حياة أهل القرية منذ أكثر من ستين عاماً لتترك صور وذكريات جميلة تتداعى إلى خواطر الآباء بمجرد ذكر اسم الغدير، ولتظهر بطقوس أخرى بمجتمعنا الحديث إذ يقوم أحد أقارب العريس ولا سيما في القرى بدعوته إلى منزله مع الشباب للقيام بهذا الطقس.