يدخل "خبز الصاج" في الكثير من الأكلات الشعبية الحورانية ومناسف الأعراس الكبيرة، فهو تقليد وموروث عريق يعود تاريخه إلى مئات السنين حيث يعدّ الطبق الرئيس على الموائد الحورانية وفي غذائهم اليومي.

السيد "خالد عويضة" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2014 عن "خبز الصاج"، فقال: «هو من أنواع الخبز العربي الذي يصنع من دقيق القمح الكامل، حيث يخبز الدقيق مع الماء والملح، ويتم رق العجين على شكل دائرة كبيرة قد يصل قطرها إلى حوالي متر واحد، ويتكون من طبقة واحدة رقيقة ثم يخبز على الصاج إلى أن ينضج، وعندما يصبح لونه أشقر نقوم بإزالته ووضعه بمنسف خاص له. ويتكون الصاج من وعاء معدني مستدير الشكل قطره نحو 70 سنتمتراً، له حدبة تبدأ من عند حافته، وتأخذ في الارتفاع حتى تصل في وسطه إلى ارتفاع نحو عشرة سنتمترات، ويصنع من حديد رقيق حتى يسخن بسرعة وتكون عملية الطهو عليه سهلة وسريعة، ويتميز "خبز الصاج" بسهولة هضمه وطيب طعمه».

يعد من أهم الموروثات الشعبية في محافظة "درعا" خلال عقود طويلة من الزمن، وجاءت أهميته من طبيعة المسكن الحوراني القديم الذي يصلح لتواجد واستعمال هذه الموروثات بتعدد أشكالها وأنواعها ومنها هذا النوع من الخبز الذي يدخل في العديد من أنواع الأكلات الشعبية المعروفة والمتداولة في المحافظة ومنها "اللزاقيات، والمعيسة"

الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" أضاف: «أبناء المجتمع الحوراني يفضلون تسمية الخبز الحالي بـ"خبز الصاج"، حيث كان يعد خلال العقود الماضية الطبق الرئيس على الموائد الحورانية وفي غذائهم اليومي حتى لو غابت جميع أصناف الأطعمة، كما كان وما زال الخبز التراثي الذي يحظى باهتمام واسع خصوصاً مع بدء وصول الأفواج السياحية إلى مدن محافظة "درعا" ذات الطابع الأثري، كمدينة "بصرى" وغيرها من المواقع الأثرية التي تشتهر فيها المحافظة، حيث تجد السياح دائماً يقفون أمام الخباز لشرائه وأكله ساخناً وأخذ الصور التذكارية قرب النار، فأصبح سلعة تراثية تقدم للسائح في هذه الأماكن الأثرية».

الخبز على الصاج

الحاج "محمد المحمد" أحد كبار السن في المحافظة قال: «كان أجدادنا وآباؤنا يحضرونه يومياً في الصباح الباكر فوق نار الحطب، وهو خبز رقيق غير مخمر سهل التحضير، كانت تحضره النساء المتقدمات في السن واللواتي يجتمعن في المناسبات وخصوصاً في الأفراح والأعراس، ليتم وضعه على أكلتي "الهفيت، والمناسف"، حيث يضعن الخبز تحت الأرز أو البرغل ويوضع فوقه "المليحي" "الشوربة واللحم"، ليعطي جمالاً يدل على الكرم وطيب الضيافة من أصحاب وعائلة العريس».

السيد "حسين الشمري" تحدث بالقول: «يعد من أهم الموروثات الشعبية في محافظة "درعا" خلال عقود طويلة من الزمن، وجاءت أهميته من طبيعة المسكن الحوراني القديم الذي يصلح لتواجد واستعمال هذه الموروثات بتعدد أشكالها وأنواعها ومنها هذا النوع من الخبز الذي يدخل في العديد من أنواع الأكلات الشعبية المعروفة والمتداولة في المحافظة ومنها "اللزاقيات، والمعيسة"».

الباحث محمد فتحي المقداد
الخبز الأكثر شهرة