تعتبر الفطائر من أقدم وأشهر الأطباق الشعبية التي تشتهر بها محافظة "درعا"، هذا الطبق الذي ارتبط بتراث المحافظة منذ القديم وخاصة في الريف الحوراني عند استقبال الضيف.

السيدة "منى الرفاعي" من أهالي محافظة "درعا" تحدثت عن أكلة "الفطائر" بالقول: «تعتبر "الفطائر" واحدة من أهم الأكلات الشائعة التي يشتهر بها الريف الحوراني، فهي من المظاهر التراثية التي ما زال العديد من أهالي القرى والريف يقومون بتحضيرها وصنعها بأشكال وأحجام متعددة تعود لسيدة المنزل وخاصة من الجيل القديم، حيث تقام عليها معظم الولائم العزائم الخفيفة، لما لها من طعم شهي، بالإضافة إلى ذلك المشهد الدافئ عندما كانت تجتمع النساء ليتبادلوا الحكايات، ويتذوقوا "الفطائر" بأنواعها المختلفة وبمذاقها المميز».

لا توجد مناسبة ولا فصل معين للفطائر فهي من الأطعمة الشعبية والمحببة على نطاق واسع في حوران، بالإضافة إلى أنها تحضر في جميع الأوقات وذلك بتقديمها مع اللبن، وتعتبر من الأطباق الشهية والدسمة

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 1/1/2009 منزل الجدة "وسمية المصطفى" التي تعرف باسم "أم نصر" في قرية "اليادودة"، وهي من النساء اللاتي يشتهرن في قريتها بإعداد الأطباق الشعبية القديمة، والتي حدثتنا عن طريقة إعداد "الفطاير" بالقول: «الفطاير من الأطباق الشعبية المعروفة عندنا، فهي تستعمل كطبق رئيسي تتفنن سيدات القرية بتحضيره في مناسبات عديدة، فهو غير مرتبط بتاريخ معين أو عيد، بل يحدده الاحتفاء بالشخص الضيف، وله طقوس اجتماعية خاصة، حيث تجتمع نساء الحي ويقمن بمساعدة بعضهن البعض، فإعداده يتم في جو تسوده المحبة والتعاون في غرفة صغيرة يطلق عليها غرفة المؤونة والتي يتواجد فيها غالباً الفرن لشي الفطائر».

أثناء تحضير "الفطائر"

أما عن طريقة إعداد عجينة "الفطاير" تضيف الحاجة "أم نصر" بالقول: «في البداية ينخل الطحين بشكل جيد، وذلك لتصفيته من أي شائبة تحضيراً لعجنه بالماء الدافئ، بعد الانتهاء من عملية نخل الطحين يوضع في إناء ويصب عليه الماء الدافئ تباعاً، وتتم عملية عجنه يدوياً ويضاف إليه الخميرة وحبة البركة، وأهم ما يميز عجينة "الفطاير" هنا هو تركها لينة بخلاف عجينة الخبز أو الكعك وذلك بهدف سهولة مدها على صاج الفرن، وبعدها تترك العجينة لتختمر لأكثر من نصف ساعة، وعندما يصبح العجين جاهزاً يرق على شكل أرغفة صغيرة أو كبيرة حسب رغبة سيدة المنزل».

تتابع: «يوضع في داخل الرغيف "الحشوة" التي تريد السيدة حشوها في داخله، بعدها يوضع في الفرن لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق حتى ينضج، ومن الضروري أن يكون الفرن قد أشعل قبل دقائق حتى نتمكن من نزع الرغيف بسهولة من الفرن، وبعد نضجه وإخراجه من الفرن، نقوم بدهنه بزيت الزيتون لتصبح الفطاير جاهزة للتناول.

وتقوم السيدات بتوزيع البعض منها على الجيران والأقارب في الحي الواحد، فللفطائر أنواع عدة منها "فطاير بالكشك" ويضاف إليها اللحم والبندورة، و"فطاير بالبندورة" وتتكون من البندورة واللحمة، ونوع آخر أيضاً وهو "الفطاير بالسبانخ" وتتكون من السبانخ واللحمة، وتؤكل عادة مع اللبن، ويفضل البعض أكلها مع الشاي الساخن بعد أن تبرد».

وتختم الجدة "وسمية أم نصر" حديثها بالقول: «لا توجد مناسبة ولا فصل معين للفطائر فهي من الأطعمة الشعبية والمحببة على نطاق واسع في حوران، بالإضافة إلى أنها تحضر في جميع الأوقات وذلك بتقديمها مع اللبن، وتعتبر من الأطباق الشهية والدسمة».

الفطائر الحورانية

(*) تم تحرير المادة بتاريخ 2009.