تشتهر "سورية" بتنوع كبير وتشيكلة واسعة من النباتات والأعشاب الطبيعية التي تستخدم طبياً وغذائياً، "الخبيزة" من الأكلات الشعبية المشهورة في "حوران"، وهي نبات موسمي يظهر في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وله مذاق طيب وفوائد صحية عديدة.

يقول السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التراث الحوراني لموقع "eDaraa": «تحظى محافظة "درعا" كبقية المحافظات بربيع جميل، فتنبت فيها النباتات الطبيعية البرية بكثرة، ومن أهم هذه النباتات والأكثر شهرة في المحافظة "الخبيزة"، وهي عشبة يبلغ ارتفاعها ما بين /5 - 20 سم/، أوراقها مستديرة، ساقها طويلة مكسوة بشعيرات دقيقة مع الساق، وأزهارها صغيرة ذات لون بنفسجي معرقه تظهرعند منبت الورقة بمعدل /2 - 4/ زهرات.

تطبخ "الخبيزة" بعدة طرق منها "الهوس" حيث تفرم بعد تنظيفها، ويضاف إليها الزيت المقلى والبصل، و"المغمومة" وهي من الأكلات التراثية ويضاف إليها البرغل

توجد "الخبيزة" في السهول والوديان وفي مناطق المحافظة كافة، وتكثر في "نوى، جاسم، زيزون، تل شهاب، العجمي، تسيل، الشجرة، الشيخ مسكين، إنخل، كويا، بيت أره وغيرها من المدن والبلدات"».

الباحث نضال شرف

وحول هذه النبات وطريقة جنيه تحدثت السيدة "فاديا هلال" من أهالي مدينة "الشيخ مسكين" بتاريخ 2/4/2011 لموقع "eDaraa" قائلةً: «عرفت "الخبيزة" منذ القدم كطعام ودواء للعديد من الأمراض، وهي من أفضل الأكلات في "درعا"، حيث نخرج بشكل جماعي لجنيها، ونأخذ معنا مناديل كبيرة لنملأها بحصيلة ما جنيناه وقطفناه على مداراليوم، ونحملها على رؤوسنا ونقطع المسافات الطويلة من أجل الحصول عليها، كما نذهب إلى الأودية والسهول لجني أوراقها، وبعدعودتنا إلى المنزل نقوم بتنظيفها من الأعشاب الأخرى والأوراق التالفة، ونغسلها بالماء جيداً لتنظيفها من التراب والغبار، ثم نقوم بتقطيعها لتكون جاهزة للطبخ».

وعن طريقة طبخها قالت "هلال": «تطبخ "الخبيزة" بعدة طرق منها "الهوس" حيث تفرم بعد تنظيفها، ويضاف إليها الزيت المقلى والبصل، و"المغمومة" وهي من الأكلات التراثية ويضاف إليها البرغل».

السيدة فاديا هلال

وفيما يخص رحلة جنيها وارتباطها بالتراث الحوراني ذكرت السيدة "عائشة مسلم" من أهالي مدينة "جاسم": «تخرج النساء إلى السهول والوديان لجني "الخبيزة " والأعشاب الأخرى، وتعتبرفرصة مناسبة لتبادل الأحاديث والأقاويل وتناول أخبار البلدة، مع ترديد الأهازيج الشعبية بين الفينة والأخرى، ناهيك عن كونها رحلة وفسحة في آن واحد للخروج من جو المنزل الخانق، وفي هذه المناسية تردد النسوة والفتيات الكثير من الأغاني الشعبية المتوارثة عن الأجداد والتي تتعلق بالخبيزة فيقال:

"طلعنا على السهل انّقي خبيزة

السيدة عائشة مسلم

خلي الجناية مثل الهريسه

ادلع يا وليفي وأنوي عالجيزة

كرمى للنبي ويلي يحبونا".

ومن الأمثلة التي تقال فيها: "الراية البيضة للخبيزة والشومر البدرية"، و"حدا عليا الوديان عويرظ والشريعة"».

وفيما يتعلق بالفوائد الصحية "للخبيزة" يقول الدكتور "علي بطحة" اختصاصي أمراض داخلية: «تسمى "الخبيزة" ربيع المعدة لكونها مفيدة للمعدة وللجهازالهضمي، ولها استعمالات صحية كثيرة منها: يستفاد من ورقها في معالجة العديد من الأمراض كالتقرحات في الأمعاء، وتخفيف آلام اللوزتين والرشح (منقوعاً) للغرغرة وللشرب، ويعالج نوبات الربو، ويعمل منها شراب مغلي يفيد في إدرار البول وتهدئة المسالك البولية في نفس الوقت، ولمعالجة أمراض الصدر والسعال.

ويزيل التهابات القصبات الهوائية، فيما تفيد أورقها في معالجة الالتهابات الجلدية، وكملطف لأمراض وآلام البطن والمغص، والحساسية الجلدية والطفح الجلدي، ويكافح أمراض اللثة واللسان حيث يستعمل كمضامض فموية».