لعل الطب النسائي في سهل "حوران" ظل لقرون حكراً على النساء اللواتي لم يكن صاحبات شهادة اكاديمية في هذا المجال، إلى أن استطاع الدكتور "نادر البيطاري" تسجيل اسمه كأول طبيب اختصاص "نسائية" في محافظة "درعا"، فهو رجل طموح ذو إرادة وهمة عاليتين، تميز بالجد والنشاط والمثابرة خلال ثلاثة عقود من العمل.

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "10/3/2011" السيدة "منى الطعاني" إحدى مريضات الدكتور "البيطاري" فقالت: «تكررت زيارات والدتي رحمها الله للدكتور "نادر" منذ أن افتتح عيادته عام /1980/ لتنجب تحت إشرافه طفلتين، ونتيجة ما تميز به من إبداع وتفان في العمل وأخلاق عالية في رعاية المرضى، ذاع صيته في أرجاء المحافظة وجئت من دمشق حيث كنت أقيم مع زوجي لتبدأ زياراتي له».

لم أكتف بهذا فبعد سفر الدكتور "نادر" للمملكة العربية السعودية عانيت ما عانيت من سوء وضعي الصحي إلى أن بدأت أستشيره على الهاتف ليقدم لي خبرته بكل احترام وتواضع، فلم يقل بمدح طبيب كما قيل عنه

وتابعت: «في حملي الأول عانيت العديد من المشكلات إلى أن قام هو بتشخيص حالتي ومعالجة مرضي لأنجب ابنتي الكبرى التي أصبحت هي الآن من السيدات اللواتي يترددن لعيادته، ونظراً لما شعرت به من راحة وأمان بقيت تحت رعايته وإشرافه في الحملين المتتاليين».

السيدة منى الطعاني

وأردفت "الطعاني": «لم أكتف بهذا فبعد سفر الدكتور "نادر" للمملكة العربية السعودية عانيت ما عانيت من سوء وضعي الصحي إلى أن بدأت أستشيره على الهاتف ليقدم لي خبرته بكل احترام وتواضع، فلم يقل بمدح طبيب كما قيل عنه».

وعن مراحل حياته قال الدكتور "نادر البيطاري": «بعد أن حصلت على الشهادة الابتدائية عام /1961/ في مدينة "طفس" وبسبب عدم وجود إعدادية هناك، انتقلت إلى مدينة "درعا" لأدرس في "الإعدادية الشرقية" التي أصبحت فيما بعد "معهد إعداد المدرسين"، ونلت الثانوية العامة بالقسم العلمي عام /1967/ من "ثانوية درعا"، الثانوية الوحيدة آنذاك، ثم انتسبت إلى كلية الطب البشري في "جامعة دمشق" وتخرجت فيها عام /1973/».

الدكتور نادر البيطاري

وعن اختصاصه تابع ليقول: «بداية عام /1974/ سافرت لألمانيا الغربية للاختصاص "بالتوليد وأمراض النساء وجراحتها" وعدت إلى سورية عام /1980/ وافتتحت عيادة خاصة بي وعملت في "مشفى درعا الوطني" لمدة سنتين ونصف "مدة خدمة الجيش الإلزامية"، حيث تم انتدابي للعمل هناك».

وأضاف: «بدأت مع كل من الزملاء الدكتور "حيدر الضماد" والدكتور "نزار الأسود" العمل على بناء مستشفى خاص يعتبر الثاني في المحافظة، بعدها سافرت إلى المملكة العربية السعودية للعمل كاستشاري بالتوليد وأمراض النساء، ثم أصبحت المدير الطبي إضافة لرئيس قسم النساء والولادة».

وأشار "البيطاري" إلى الصعوبات التي واجهها فقال: «بداية لم يكن هناك الوعي الكافي لدى النساء وعائلاتهن بضرورة زيارة طبيب النسائية، وإن حضرت المريضة فغالباً ما كانت تحضر بعد فوات الأوان أي بعدما تصاب بالعديد من المشاكل الصحية، فعدم رغبتهن إجراء الكشف النسائي من قبل طبيب كان يمنعهن من الحضور».

وتابع : «كان الحوامل يذهبن للولادة عند الداية أو القابلة التي لم تكن تقوم بتحويل المريضة للطبيب الاختصاصي إلا في الحالات الشديدة الصعوبة أي بعد حدوث مضاعفات لكل من الحامل والجنين، إلا أنه ومع الزمن زاد الوعي عند معظم النساء وأزواجهن وأصبحن يقبلن بإجراء كافة الفحوصات المطلوبة وحتى العمليات، كما بدأن يلتزمن بالإرشادات والوصفات الطبية».

وعن عائلته حدثنا ليقول: «إن السعادة العائلية تبعث الطمأنينة في النفس وتساعد على تحمل المشاق وصعوبات الحياة، ومما لا شك فيه أن زوجتي قد لعبت دوراً هاماً وأساسياً لتخلق في البيت جواً من المحبة تسوده الرعاية ويشيع فيه العطف والعدالة ليثمر عن ذلك استمرار نجاحي ونجاح أولادي، حيث لي من الأبناء أربعة أطباء باختصاصات متنوعة وابنة تحمل شهادة بالتعويضات السنية واختصاص آخر بالإعلام ولي حفيد واحد».