تشهد مدينة "درعا" اقبالاً متزايداً من قبل الشباب والشابات على تعلم اللغات الأجنبية، وذلك لأسباب متعددة مثل متطلبات الدراسة أو السفر أو للحصول على وظيفة جيدة.

وساهم دخول الجامعات الخاصة وافتتاح معاهد تعليم لغات على مستوى عال بزيادة الإقبال على تعلم اللغات، أيضاً؛ الطلاب بمختلف مستوياتهم التعليمية ابتداءً من طلاب التعليم الإلزامي وحتى طلاب الجامعات والدراسات العليا يحتاجون إتقان لغتين على الأقل، وهذا كان يدفع الكثير منهم إلى السفر إلى "دمشق" للالتحاق بأحد المعاهد أو المراكز الخاصة بتعليم اللغات الأجنبية، ولكن افتتاح هذه المعاهد في مدينة "درعا" وفر على الطلاب الوقت والمال، يقول الطالب "نعيم المجاهد" طالب في المرحلة الثانوية:

قررت تعلم اللغة الالمانية واتقانها حتى استطيع السفر الى المانيا لمتابعة دراستي في اختصاص الهندسة، حيث إن ألمانيا من الدول المتقدمة في هذا المجال

«في الحقيقة كان أخي الذي يكبرني بعامين يضطر للسفر إلى "دمشق" ليلتحق بأحد المعاهد الخاصة بتعليم اللغات، ولكن أنا لم أضطر إلى ذلك وخاصة بعد افتتاح أكثر من معهد ومركز على مستوى جيد يضاهي معاهد "دمشق" وتدرس أكثر من لغة أجنبية وليس فقط اللغة الانكليزية؛ اعتقد أنني وكثير من أصدقائي لن نضطر للسفر مسافة بعيدة بعد الآن من أجل تعلم اللغة الانكليزية».

السيد محمد ابازيد

المعاهد التي افتتحت في "درعا" لم تركز فقط على تعليم اللغة الانكليزية، بل أضافت إليها اللغات الفرنسية والألمانية والأسبانية والتركية؛ وذلك بسبب الإقبال على تعلم هذه اللغات ليس من الطلاب فقط وإنما من أجل بعض التجار الراغبين بمراسلة الشركات الأجنبية، الشاب "يحيى مسالمة" طالب في "معهد اللغات" في "درعا" تحدث عن سبب تعلمه والتحاقة بالمعهد بالقول: «قررت تعلم اللغة الالمانية واتقانها حتى استطيع السفر الى المانيا لمتابعة دراستي في اختصاص الهندسة، حيث إن ألمانيا من الدول المتقدمة في هذا المجال».

السيد "محمد ابازيد" من مواليد 1969م صاحب "معهد اللغات" في مدينة "درعا" تحدث لنا عن الإقبال على تعلم اللغات وخاصة من قبل الطلاب والتجار حيث قال: «كانت اللغة الانكليزية فقط هدف الطلاب والطالبات في مدينة "درعا"، أما الآن فاصبح هناك تهافت من قبل الاطلاب على باقي اللغات الاجنبية الاخرى وذلك من أجل السفر للعمل أو متابعة الدراسة ومن أجل ثقافة اللغات.

السيد بشير النصار

لكن مازالت اللغة الانكليزية إلى الآن هي الأكثر طلباً وذلك لعدة أسباب أهمها أنها لغة الكمبيوتر والانترنت كما انها اللغة السائدة الأولى في العالم؛ وتعد المدخل لباقي اللغات، وحتى الجامعات الخاصة تحتاج للغة الانكليزية، لذا نجد إقبالاً من طلاب الجامعات الخاصة القريبة من مدينة "درعا".

أما اللغات "الفرنسية" و"الألمانية" وغيرها فتجد أن الإقبال عليها ليكون من أجل أهداف واضحة مثل السفر إلى وجهة معينة أو مراسلة الشركات أو الحصول على فرصة عمل وغيرها من الأسباب.

كما أحب أن اشير إلى أن دخول الانترنت وإبرام الصفقات التجارية عن طريق الانترنت أسهم في زيادة المتقدمين لتعلم اللغات بنسبة مرتفعة جداً وخاصة من قبل التجار والموظفين في الشركات التجارية للحصول على فرص أفضل لأعمالهم وتجارتهم».

السيد "بشير النصار" موجه للغات في مديرية التربية والتعليم في مدينة درعا تحدث عن بعض الأسباب التي ساعدت على ازدهار تعلم باقي اللغات الأجنبية إلى جانب اللغة الانكليزية، فقال: «في عام /2003/ بدأ تطبيق المنهاج الدراسي للغة الفرنسية كلغة اجنبية ثانية بدءاً من الصف السابع الاساسي حتى الثالث الثانوي، في البداية كان يسيطر على الطلاب احساس بالقلق بسبب دخول لغة اجنبية ثانية إلى المناهج، ولكن بعد تطبيق المناهج تبين أنه تم قبولها من قبل الطلاب وأصبح لديهم رغبة في تعلم اللغة الفرنسية والاطلاع على الثقافة التي تحملها هذه اللغة».