مع مطلع الألفية الجديدة شهدت معاهد تعليم اللغات إقبالاً غير مسبوق ليس تجاه اللغة الانكليزية فحسب وإنما نحو الكثير من اللغات الحية. ولأسبابٍ متعددة منها: رفع المستوى الثقافي، ولإغراض السفر والعمل ومساعدة الصغار في البيت.

موقع eDaraa التقى بتاريخ 10 آب 2009 بعض الطلاب المقبلين على تعلم اللغات الأجنبية ومنهم "عاطف محمد الحريري" بكلوريا أدبي الذي قال: «إن سبب إقبالي على تعلم اللغة الفرنسية لرفع مستوى لغتي لأكون قادراً على العمل في سلكها عما قريب، إضافةً للنقص الكبير في عدد مدرسيها».

هناك إقبال كبير لتعلم اللغة الانكليزية بشكلٍ خاص والسبب في حاجتنا لها في الكثير من مناحي حياتنا وضعف المستوى المدرسي والجامعي

لكن "نجوان المهاوش" القادمة من بلدة "خربة غزالة" والتي تحمل شهادة البكلوريا الأدبي تؤكد أن ما دفعها لتعلم الفرنسية هو حبها للغة والمتعة الكبيرة التي تشعر بها أثناء تلقيها للدروس. مؤكدةً أنها لا تعاني من أي عوائق أو صعوبات في طريقها تجاه إتقان اللغة.

يتعلمون اللغات بشغف

ورأت "الهام الخوالدة" ابنة قرية "السهوة" الواقعة على طريق "بصرى": «سأكتفي حالياً في إتقان لغة واحدة، لكن ذلك لن يمنعني في المستقبل وعند توفر الظروف المناسبة من تعلم لغة ثانية كالألمانية أو الاسبانية». وعن سبب خضوعها لدورة لغة أكدت لسمعة المعهد الطيبة من بعض أصدقائها وزملائها.

الخوف من الخطأ

السيدة "توندرا الكراد" مدرسة لغة انكليزية في معهد خاص (حاصلة على شهادات عالية من جامعات هنغارية في الأدبين الفرنسي والانكليزي) قالت: «لاحظت بعد عملي في التدريس بمعاهد "درعا" أن إقبالاً ملحوظاً من أبناء "درعا" تجاه تعلم اللغات وهذا مؤشر جيد، عن باقي المحافظات لا أعلم ما هي الصورة لكنني أسمع عن "دمشق" و"اللاذقية" أن أمور التعليم ممتازة وهذا ما يشجع بالطبع انفتاح الطلاب على حضارات العالم الأخرى. فمن المفترض أن يتقن الإنسان لغتين إلى ثلاثة ليبدع في عمله أو حتى يحتفظ بمكان عمله. أكثر الصعوبات التي تواجهنا عدا عن شرود بعض الطلاب بأمورٍ أخرى، هي مشكلة الخجل من الخطأ. وأحاول قدر استطاعتي التغلب على المشكلة من خلال تبيان فوائد الوقوع في الخطأ بكتابة المفردات على اللوح وشرحها وتدوينها».

الدكتور فاروق الحاصباني

إيصال الفكرة

الدكتور "فاروق الحاصباني" الذي يحمل شهادة دكتوراه في الأدب الفرنسي من جامعة "واشنطن"، والذي يدير معهد "الفاروق" للغات تحدث لموقع "eDaraa" عن كيفية إيصال الفكرة للطلاب بما يلي: «لا مشكلة لدينا في التحدث باللغة العربية أثناء الحصة التدريسية وذلك كلما دعت الحاجة، فنحن نتبع الطريقة التواصلية أي حسب مستوى ورغبة طالبنا، مدعمين ذلك بالوثائق والصور والوسائل المساعدة، لدينا في المعهد لغات فرنسية وانكليزية وألمانية وروسية وأحياناً نقدم الايطالية إذا دعت الضرورة».

وعن أسباب توجه الطلاب لتعلم اللغات تابع الدكتور "فاروق": «الخوف من المجهول والرغبة في اكتشاف العالم. ومرد ذلك واضح للغاية في أن العالم أصبح قرية صغيرة متواصلة ثقافياً واقتصادياً، من خلال الانترنت والاستثمارات الاقتصادية».

القواعد هي الأساس

«هناك إقبال كبير لتعلم اللغة الانكليزية بشكلٍ خاص والسبب في حاجتنا لها في الكثير من مناحي حياتنا وضعف المستوى المدرسي والجامعي». هذا ما بدأ به المهندس "محمد أبازيد" مدير معهد (انفنيتي) للغات حديثه مجيباً عن أسباب توجه طلاب "درعا" لتعلم اللغات الحية والانكليزية منها بشكلٍ خاص. وتابع بالقول: «منهاجنا (أميركان هيد وي) وهو الأنسب لرفع سوية طلابنا من الطبقات المثقفة كالمهندسين والأطباء الذين أصبح أغلب عملهم ينحصر مع شركات تطلب اللغة شرطاً للتعامل. أما النسبة الأكبر والتي أقدرها شخصياً بحوالي 30% فهي طبقة الباحثين عن عمل في الخارج. أما الطلاب فتتراوح أعمارهم بين 12-18 سنة ما يدل أنهم يعانون من مشاكل في مدارسهم».