تشهد مدارس المحافظة في هذه الفترة ظاهرة سلبية تشكل تناقضاً واضحاً بين تأكيدات وزارة التربية وما نشهده في المدارس "الانقطاع المبكر" لطلبة الشهادات العامة عن الدوام المدرسي بدأ يشكل عائقاً كبيراً أمام الأسر ذات الدخل المحدود والتي تعتمد على المدرسة في تقديم المعلومة الصحيحة لأبنائهم، فما أن يأتي الأول من "نيسان" حتى يهجر طلاب الشهادتين منازلهم معتكفين في المعاهد الخاصة التي وحسب الكثير من الطلاب تقدم المعلومة الأثمن في الوقت الحرج، ورغم أن وزارة التربية تعمم على مديرياتها والمدارس في كل عام، ضرورة الالتزام بعدم انقطاع طلاب الشهادات عن الدوام حرصاً على سير العملية التربوية والوصول بالطلبة إلى أفضل مستوى تحصيلي واستكمال المنهاج المقرر وتجنيبهم الانقطاع المبكر عن المدرسة تقيداً بأحكام الأنظمة الداخلية للمدارس والتي بدورها تنص على عدم السماح لطلبة الشهادات بالانقطاع عن الدوام إلا في الأيام الثلاثة التي تسبق الامتحان الفصلي الثاني للصفوف الانتقالية ويستمر ذلك حتى موعد الامتحانات العامة.

السيد "منهل محاميد" مدير التربية المساعد لشؤون التعليم الأساسي تحدث لموقع eDaraa بتاريخ 7/4/2009 عن دور مديرية التربية في الحد من هذه الظاهرة فقال: «هناك خطة موضوعة من قبل الوزارة تطبق في كل عام بحيث لا تنتهي المناهج قبيل الامتحان بفترة طويلة مما قد يساعد على الانقطاع المبكر، إلا أن الانقطاع المبكر أصبح عرفاً لدى الكثيرين من أبنائنا الطلبة وأسرهم، بحجة أن فترة الانقطاع قد تسمح للطالب بالتركيز على دراسة مناهجه وهذه فكرة "مغلوطة" تماماً، لأن المدرسة تقوم بمتابعة إعطاء المناهج إلى أقصى فترة ممكنة وبالتالي يمكن للطالب الاستفادة من خبرات مدرسيه طول السنة الدراسية بدلاً من العطلة والخضوع لجلسات الدروس الخاصة».

لا ندري لم العجلة في الانقطاع هل لرغبة من قبل الطلاب للتحضير الفعلي للامتحان رغم أن الدوام لمصلحتهم في ذلك ولا يعارض هذه الرغبة بل يدعمها ويخدمها لتوضيح جوانب مهمة في المنهاج قد لا تعطى حقها خلال العام الدراسي أم لأمور أخرى قد تفرض عليهم الانقطاع المبكر كالتشجيع للالتحاق بالمعاهد الخاصة عبر الدورات الاسعافية

ويتابع قائلاً: «وللحد من ظاهرة الانقطاع تقوم مديرية التربية ممثلة بمدارسها في كل عام بوضع عقوبات للطلاب المنقطعين كحرمانهم من التقدم للامتحان باسم المدرسة، ونشدد في كل عام على عدم السماح للطلاب بالانقطاع وفي كل عام تبقى المدارس والمدرسين على جاهزية تامة لكن بعد إعطاء المناهج بشكل كامل ليست هناك أي حجة تمكننا من السيطرة على الطلاب، في كل عام تعمم الوزارة على مديرياتها والمدارس ضرورة الالتزام بعدم انقطاع طلاب الشهادات عن الدوام حرصاً على سير العملية التربوية والوصول بالطلبة إلى أفضل مستوى تحصيلي واستكمال المنهاج المقرر وتجنيبهم الانقطاع المبكر عن المدرسة تقيداً بأحكام الأنظمة الداخلية للمدارس والتي بدورها تنص على عدم السماح لطلبة الشهادات بالانقطاع عن الدوام إلا في الأيام الثلاثة التي تسبق الامتحان الفصلي الثاني للصفوف الانتقالية ويستمر ذلك حتى موعد الامتحانات العامة».

الطالبة "اسراء الحسن"

المرشدة الاجتماعية "مريم دمارة" اقترحت حلاً لهذه المشكلة فقالت: «من الممكن بمزيد من المتابعة والاهتمام تجنيب طلبة صفوف الشهادات الانقطاع عن الدوام في وقت مبكر من العام الدراسي كوضع برامج تدريسية يومية خلال هذه الفترة كمراجعة، واستذكار بعض المواد الدراسية الهامة ومنها العلمية مثلاً التي تحتاج لمزيد من الشرح والتوضيح من قبل المدرسين هذا في حال إتمام المنهاج الدراسي ولفت النظر للمواضيع الهامة مع الأخذ بعين الاعتبار كامل محتويات المنهاج لتجبر الطلاب على الالتزام بالدوام».‏

"ميساء العلي" مدرسة لغة عربية قالت: «لا ندري لم العجلة في الانقطاع هل لرغبة من قبل الطلاب للتحضير الفعلي للامتحان رغم أن الدوام لمصلحتهم في ذلك ولا يعارض هذه الرغبة بل يدعمها ويخدمها لتوضيح جوانب مهمة في المنهاج قد لا تعطى حقها خلال العام الدراسي أم لأمور أخرى قد تفرض عليهم الانقطاع المبكر كالتشجيع للالتحاق بالمعاهد الخاصة عبر الدورات الاسعافية».

"محمود الرشيد" تربوي

الطالبة "إسراء الحسن" تقول:

«إن المناهج لا تعطى في المدرسة كما يجب والأسباب متعددة، منها عدم التزام المعلمين بقواعد الإعطاء السليم والتسميع ومشاهدة الوظائف وإيصال المعلومة بشكلها الصحيح وبسبب ذلك يتولد لدى الطالب هاجس الخوف وشبح الرسوب، فنتوجه إلى الدروس الخصوصية، فالمعلم في المعاهد الخاصة يختلف بشكل جذري عن المعلم في المدرسة، ففي المعاهد يُعطى الدرس بشكل مبسط ومفصل بحيث تصل الفكرة على أكمل وجه، فأصبح الحل هو اللجوء إلى المعاهد لتحصيل العلم والانقطاع عن المدرسة وذلك لعدم تضييع الوقت».

ويقول "محمود الرشيد" تربوي: «إن الإنقطاع عن المدرسة معضلة تواجه العملية التربوية ولها عدة أسباب، أهمها ازدحام الصفوف وعدم توفر الأجهزة والوسائل المناسبة وعدم التهيئة الصحيحة للمعلم لاستخدام هذه الطرائق إن وجدت وعدم المتابعة الجادة للطلاب بالاختبارات الفصلية أو الشهرية وعدم وجود متخصصين بشكل كافٍ للإشراف على سير العملية التعليمية، كل هذه الأمور ساهمت بانتشار ظاهرة الانقطاع واللجوء إلى الدورات الخاصة التي تعتبر البديل الأمثل عن المدرسة».

ويضيف: «ولكن هذا الكلام لا يعمم على مدارس المحافظة وبالتالي فإن الطالب لا يشعر بالفائدة المرجوة التي تعادل ولو جزءاً من الوقت الذي يمضيه في المدرسة، هذه الأسباب بالإضافة لعدم ثقة الطالب بالمدرسة دفعته للجوء إلى الدورات الخاصة ففي المعاهد يكون انتباه الطالب واهتمامه أكثر، وهنا نحن أمام مشكلة يعيشها الطالب كما يعيشها أولياء الأمور الذي يكابدون من أجل تأمين أجور المعاهد الخاصة التي لا ترحم أحداً، كما أصبح الطالب يعاني من دوام المدرسة الذي يستهلك نصف يومه والدورات التي تستهلك نصفه الآخر، وبالتالي يجب التضحية إما بالمدرسة أو الدروس الخصوصية نظراً لضيق الوقت واقتراب الامتحان فيضحي طلابنا بالمدرسة وذلك لعدم جديتها في رأيهم».