فرضت مدارس المتفوقين الحديثة العهد نفسها على الجميع فباتت مطلباً ملحاً للعديد من أبناء المحافظة، فمع انطلاقة مدارس المتفوقين عام 1998 حقق طلاب المحافظة أحلامهم، بعد تجربة ناجحة في إحداث شعب خاصة بالمتفوقين، شهدت إقبالاً طلابياً كبيراً، في ظل الرعاية الكبيرة التي توليها لروادها.

سواء لجهة قاعات الحاسوب المفعلة والمخابر المجهزة علمياً ونخبة المدرسين المنتقاة بعناية، فكلها تشكل هواجس جذب للطلاب الذين يتزاحمون على أبوابها في كل عام دراسي جديد.

التفاعل التقني هو أبرز ما يميز المدارس الخاصة وهو ما يشكل وجهاً من أوجه تشابه كثيرة كحرية الاختيار للمدرسين وانتقاء الكفاءات التدريسية وتفعيل دور المخابر، والأنشطة الترفيهية والتعليمية للطلاب

إضافة إلى حصص الإثراء التي تشكل داعماً أساسياً للمستوى التعليمي للطلاب، فهي وبرأي البعض تشكل حالة من الرعاية المضاعفة للطالب، وتنمية القدرات والمواهب العلمية والذاتية والدفع نحو مزيد من التفوق، وهذا ما أثبتته نتائجها المتميزة طوال الأعوام السابقة على مستوى المحافظة والقطر في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي وحتى في أولمبياد المواد العلمية الذي ترعاه منظمة اتحاد شبيبة الثورة.

السيد "وائل المحمد" مدير الثانوية

فهذا العام استطاعت مدرسة المتفوقين بـ"درعا" أن تحصد 6 مراكز من العشرة الأوائل على مستوى المحافظة، eDaraa زار المدرسة بتاريخ 9/3/2009 والتقى السيد "وائل المحمد" مدير المدرسة الذي تحدث في البداية حول أسس ومعايير القبول في "المتفوقين" فقال: «هناك أسس ومعايير تحددها وزارة التربية في كل عام لقبول الطلاب المستجدين في المتفوقين، مثل الدرجة المستحقة في شهادة التعليم الأساسي، إضافة إلى امتحانات قبول خاصة تؤهل الطالب للدخول، وهذا يهدف إلى انتقاء نخبة جيدة من المتفوقين تصل إلى درجة التميز نستطيع أن نحافظ على تفوقهم حتى نهاية المرحلة الثانوية، لذا نكون حريصين على اختيار الطلاب ونشدد في امتحانات القبول».

وفي شرح مبسط عن ملامح المدرسة الحالية يقول "المحمد": «تتألف مدرسة المتفوقين بـ"درعا" من 13 شعبة صفية تحتضن أكثر من 400 طالب وهي في ذلك مطابقة للقوانين التي تسن على ألا يزيد عدد الطلاب على 30 طالباً في الشعبة الواحدة، وتحتوي على مخبر ممتاز وقاعة حاسوب، ومكتبة نسعى دائما إلى تطويرها، الشعب الصفية الحالية جيدة، ونتمنى أن تلقى مزيداً من التحديث».

المخابر المجهزة بأحدث التقنيات

وفي حديثه عن آلية اختيار المدرسين يقول: «هناك قوانين صارمة لاختيار مدرسي المواد في المتفوقين، لكن ليس على حساب المدارس الأخرى، ولا ننسى أن حاجة المدرسة أقل بكثير من الخبرات المتوفرة في حقل التعليم، وهنا أشير إلى أن هناك مدارس عديدة في المحافظة تحتضن خيرة المدرسين الذين يتمتعون بخبرات وكفاءات عالية، ونحن واحدة من كثير من المدارس نحن نختار المدرس الدؤوب على عمله، لأنه يتعب أكثر بكثير من مدرس المدرسة العامة، فهنا الجهد مضاعف، وفي كل عام نوفق في اختيار كادرنا التدريسي».

وحول أوجه التشابه بين المدارس الخاصة والمتفوقين يقول "المحمد": «التفاعل التقني هو أبرز ما يميز المدارس الخاصة وهو ما يشكل وجهاً من أوجه تشابه كثيرة كحرية الاختيار للمدرسين وانتقاء الكفاءات التدريسية وتفعيل دور المخابر، والأنشطة الترفيهية والتعليمية للطلاب».

احدى القاعات الدرسية

وعن تخصص مدارس المتفوقين بالقسم العلمي، يقول "المحمد": «كنا نتمنى أن تحتضن المدرسة متفوقي الشهادتين العلمي والأدبي، ونحن نطالب دائماً بإحداث شعب خاصة بالتعليم الأدبي، ونحن مستعدون لأي تعليمات تمكننا من ذلك، لأن مفهوم التفوق لا ينحصر فقط بالمواد العلمية».

وحول الخطوات التي تتخذها إدارة المدرسة تماشياً مع الإقبال الكبير والمتزايد من قبل الطلاب يقول: «كنا نتمنى أن تحدث أبنية مدرسية جديدة لمدرسة المتفوقين، لأن الاقبال يزداد بشكل تدريجي عاماً بعد عام، فهذا العام اضطرت إدارة المدرسة إلى إغلاق شعبة "الوورد لينكز" لافتتاح شعبة ثالثة لطلاب العاشر، كي لا توصد الأبواب أمام من عملوا على التفوق، طبعاً الحل يكمن في افتتاح شعب متفوقين في المدارس الواقعة ضمن المناطق التربوية كحد أدنى وهو ما قد يخفف الضغط الكبير الذي نعانيه في كل عام».