لا صباح من دون رؤية "أبو قصي"، ولا إعلام وأخبار دون مطالعة ما يعرضه العم "محمد أحمد عبد الرحمن"، الذي أصبح بحكم الواقع من أفضل الشخصيات وأكثرها شعبيةً "بدرعا".

"أبو قصي" من مواليد العام /1962/م محبوب من كافة الشرائح التي تتردد يومياً إلى محله الصغير، الواقع على الطرف الشرقي لساحة "بصرى" في قلب مدينة "درعا"، ليقرؤوا ما تحمله الصفحات من أخبار وأحداث.

أبيع وسطياً في اليوم الواحد ثلاثمئة عدد من الصحف اليومية، أي تسعة آلاف في الشهر، وخلال عشر سنوات من عملي أمسكت بيدي ثمانية عشر مليون صحيفة

«أحلى أبو قصي» صاح زبون من سيارة أجرة كانت تقله بسرعة، وآخر وقف أمامنا وقال: «الآن حتى تذكرتم "أبو قصي" إنه حبيبنا».

يجهز الواجهة في الصباح

وعن أسباب شعبيته الكبيرة يقول: «الحمد لله فالمحبة من الله، لكن غذيها في التعامل الطيب والكلمة الحسنة، ولا أغضب بالطبع ممن يقلبون كافة الصحف صفحةً صفحةً دون أن يشتروا، فحقهم أن يروا ما سيشترونه».

وعن خصوصيات عمله يتابع "أبو قصي": «كنت في السابق موظفاً في الشركة العامة للري ومياه الشرب "ريما" وعملت فيها لمدة اثني عشر عاماً، قبل الاستقالة، لأفتح بعدها محلي المتواضع، أكثر مبيعاتي من الصحف، واشتركت في مئتين وعشرين مطبوعةً أطلع على أغلبها صباح كل يوم».

ينتظر رزقه

أما المدهش حقاً فهي ذاكرة هذا الرجل التي تحتفظ بالأرقام وبدقة تدعو للإعجاب: «أبيع وسطياً في اليوم الواحد ثلاثمئة عدد من الصحف اليومية، أي تسعة آلاف في الشهر، وخلال عشر سنوات من عملي أمسكت بيدي ثمانية عشر مليون صحيفة».

ويتابع سرد ذكرياته قائلاً: «جاءتني في أحد الأيام سيدة حملت كل الصحف الموجودة في الواجهة ووضعتها على الميزان، وقالت لي أريد أن آخذها لمسح الزجاج، فضحكت وقلت لها إنها تباع بالواحدة ولكل منها سعر مختلف، لكن لدي صحف قديمة غير مرتجعة فبإمكاني أن أعطيك كميةً منها».

وسط زبائنه

"أبو قصي" الحاصل على شهادة معهد متوسط هندسي من "دمشق" عام 1983، متزوج ولديه ثلاثة أولاد ذكوراً "قصي" و"أحمد" و"عبد الله" وأخت لهم، شغلت مرةً المكتب الفني في بلدية تجمع "درعا" للنازحين.