يتحكم بذاكرتك أمام كل صورة ومشهد يلتقطه فيسافر بك إلى المكان الذي ثبته بصرياً بكاميرته، ويحرك مخيلتك لتنسج خلال وقت قصير ودون أن تشعر قصة لما شاهدت بمساحة صغيرة، مدغدغاً أمنية صغيرة تعتمل في قرارة نفسك تحضك على أن تكون في مرمى عدسته.

سنوات عمل وإبداع طويلة قدم خلالها العديد من معارض التصوير الضوئي المختلفة بجميع أرجاء المحافظة، جعلته من الشخصيات الثقافية المهمة جداً في المحافظة. "أحمد رفاعي" لديه لحظات من الزمن لا يدعها تعبر دون أن تترك شيئاً من عبقها.

شاركت في مهرجانات المحافظة وأهمها مهرجان "بصرى"، والمشاركة بمعرض الشبيبة والطلائع والمراكز الثقافية وشاركت أيضاً بمعرض فني بـ"دمشق"، وفي الاحتفالات الوطنية وكانت أجمل الصور التي التقطتها هي بالأسود والأبيض

ولد الفنان "أحمد" عام 1969 في مدينة "درعا" يمتلك أستوديو خاصاً للتصوير والفيديو يعشق تصويره الكبار بالسن، ويرتاده دائماً من عاشوا ذكريات الشباب بالصور الأبيض والأسود، يملك مكتبة صور قديمة لزبائنه لا يملكها غيره.

يمارس معشوقته

موقع eDaraa في 24/6/2009 التقى بفنان التصوير الفوتوغرافي "أحمد رفاعي" في الأستوديو الخاص به فقال عن عشقه لهذا الفن: «بدأت الموهبة الفنية بالظهور لدي في فترة مبكرة وكانت على شكل هواية أمارسها، وظل حلم التصوير يراودني بامتلاك آلة تصوير منذ الصغر لأفهم عالم التصوير وأدخل عميقاً في أسراره وخباياه، وظلت هذه الرغبة دفينة في وكانت أول هدية اشتريتها لنفسي من نوع "Zenet"، وفي حينها كنت أصور المناظر الطبيعية في المدينة والقرى، بعدها اتبعت دورة تصوير في "دمشق"، وبدأت بممارسة مهنة التصوير وما زلت أقوم بكافة مراحل العملية التصويرية بنفسي بما يتضمنها التحميض وطبع الصور بالأدوية التي تشمل أحماض يدوية قديمة، التي ما زالت محببة عند بعض الزبائن لكونها ترمز إلى الماضي».

ويضيف الفنان "الرفاعي" «شاركت في مهرجانات المحافظة وأهمها مهرجان "بصرى"، والمشاركة بمعرض الشبيبة والطلائع والمراكز الثقافية وشاركت أيضاً بمعرض فني بـ"دمشق"، وفي الاحتفالات الوطنية وكانت أجمل الصور التي التقطتها هي بالأسود والأبيض». وعن تمسكه بهذين اللونين اللذين يعتبران رمزاً للتناقض والتضاد يقول:

الرفاعي مع الكاميرا

«الأبيض والأسود يملكان ألواناًً داخلية نفسانية متعددة،

ويعطيان وضوحاً ورونقاً في معالم الصور أكثر من التصوير بالألوان، أشعر أنهما يجيدان رواية القصص عن المجتمع والحياة الإنسانية.. بفرحها وبمعاناتها أكثر من الصور الملونة».

البحث عن اللحظة المناسبة

أما عن لحظات ما قبل ضغط زناد الكاميرا وما يشوبها عند الزبائن من ارتباك حيناً وجمود حيناً آخر.. وضحك وابتسام وإغماضة رمش.. يقول: «أحاول دائماً الابتعاد قدر الإمكان عن وضعيات التصنع أمام الكاميرا وعند قيامي بتصوير أي شخص أحاول التحدث معه لمدة معينة لأتمكن من أخذ بعض من شخصيته وماذا يجري بداخله من خلال لغة عيونه وحركة شفاهه وقسمات وجهه وحركة جسمه، وأتحين الفرصة المناسبة لالتقاط الحالات العفوية».

فيما يخص الحالة التوثيقية، ومدى أهميتها في حياة كل مدينة يضيف "الرفاعي": «يجب على المعنيين في المحافظة توثيق صورها لتبقى خالدة تراها جميع الأجيال المتعاقبة، لكونها غنية بطبيعتها الخلابة والأوابد الأثرية المنتشرة في معظم قرى ومدن المحافظة إضافة للحياة الاجتماعية والجوانب التراثية وخصوصاً مدينة "بصرى" الأثرية، ومواقع الفسيفساء التي عثر عليها، وكل هذا يحتاج إلى توثيق من خلال تصوير كل مدينة وقرية، والاهتمام أيضاً بفلكلور وتراث المحافظة الغني ولباسها التراثي الأصلي»‏.

السيد "عبدالله المصري" مدرب وطني بالكاراتيه صديق الفنان "أحمد" يقول عنه: «إنه أحد فناني التصوير الذين لهم سمعة وجولات في المحافظة، يظهر عمله كأنه نبض في قلب الزمن، يبدو في الوقت نفسه كأنه سابح في فضاء المطلق، يتحلقون حوله مأخوذين بصوره الضوئية ذات الأبعاد الحاملة لهمومه وأفكاره وانطباعاته، فهو بالتأكيد يرى أكثر مما ترى العدسة»‏.