«المرأة الحورانية الحقيقية هي تلك المرأة التي كانوا يطلقون عليها تسمية (أخت الرجال)، و"أم موفق" التي أمامك هي من البقية الباقية لذلك النموذج الحي من النساء الحورانيات». عبارة جاءت على لسان السيدة "عائشة عبد الرحمن" (أم موفق) أثناء حديث صرحت به لموقع eDaraa بتاريخ 28/3/2009 بعد تابعها مرات عديدة على مسرح دار الثقافة بـ"درعا" في الحفل الموسيقي الذي أقامته الدار حيث كان لنا معها الحوار التالي:

* من هي "أم موفق"؟

** أنا امرأة حورا نية من مواليد قرية "الشيخ مسكين" 1948 تزوجت رجل من سكان قرية "المسيفرة" شرق مدينة "درعا" وأقيم فيها أنا وعائلتي تربيت على العادات التي ورثتها عن أمي الكرم وقوة الشخصية والثقة بالنفس وحب الحياة وانه لا يوجد عيب إلا العيب وأنا أربي أولادي على ذلك.

  • امرأة في الستين من العمر ومازلت رشيقة وممتلئة بروح الشباب ما السر في ذلك؟
  • أم موفق ترقص على انغام المجوز

    ** الشباب يعني الحياة وأنا أحب الحياة وبالتالي أين ما يكون الشباب أكون في الحفلات وفي الملاعب والمباريات والمسابقات وأنا موجودة معهم أشجعهم وأصفق لهم وأرقص أمامهم.

    * ماذا عن نظرة المجتمع؟

    ** يعتبرونني متمردة على الواقع والمجتمع وبنفس الوقت لا تخلو مناسباتهم من دعوة لي للحضور فلا يكتمل الفرح إلا بوجودي وبسماع صوت زغاريدي وأنا الوجه الحقيقي للمرأة الحورانية الأصيلة والأصلية بكل ما تعنيه الكلمة فالمرأة الحورانية في الستينيات والسبعينيات هي نصف المجتمع إذا لم تكن كله، تجدها ربة المنزل والعاملة التي تساعد زوجها في الحقل وهي التي تكرم الضيف إذا غاب رجلها وكانت تدبك مع الرجل جنباً إلى جنب في الأعراس فالمرأة الحورانية التي تعلمت على الصبر وقوة الجلد مثال للعطاء.

    أم موفق

  • ماذا يعني لك الزي الحوراني وأنت تتمايلين على أنغام "عبد الحليم حافظ"؟
  • ** لو كان "عبد الحليم" مازال حياً لكان الآن من جيلي أو أكبر قليلاً، ويا ليته بقي إلى الآن على قيد الحياة، لقد تربيت على سماع "عبد الحليم وفريد وأم كلثوم" فليس غريباً أن أرقص على أنغامهم وبالزي الحوراني وإن لامني اللائمون.

    أم موفق ترقص على موسيقى عبد الحليم

  • ما رأيك بالجيل الحالي من الشباب؟
  • ** يعجبني فيهم الروح المرحة وحبهم الكبير للحياة وهذا ما يربطني بهم وأعتبرهم جميعاً أولادي فمن لا يرقص ويغني مع أولاده (الله يحميهم).

    * كلمة أخيرة؟

    ** أقول لفتاة هذا الزمان أنني عشت حياة ملأى بالتعب والشقاء وعملت في الأرض والحصاد، ولكنني لم أنس أنني أنثى في المأكل والملبس والحياة الاجتماعية، وعلى فكرة قمت بترشيح نفسي للبرلمان الدورة السابقة، صحيح أنني لم أوفق ولكن كان لي شرف المحاولة في أن أثبت للمجتمع أنني امرأة حورانية بالمعنى الصحيح.