الأمل صانع النجاح، والطموح حافز على مواصلة العمل وعدم الوقوف عند حد اليأس. الحاج ياسين عبد الرحيم المقداد من مدينة بصرى واحد من بين

الكثيرين الذين يتمتعون بسمة قوة الإرادة، يعمل في شغل لوحات فنية تعكس مواضيعها تجارب حياته وأعماله التي امتهنها في فترة شبابه، فقد عمل في مهنة /تلبيس أحجار للمباني والقصور/ والاعتناء بالحدائق المنزلية وتربية الخيل.

بدأت موهبته الفنية منذ الطفولة، فكان يرسم على الألواح الخشبية مواضيع يغلب عليها طابع مرح الطفولة، وفي مرحلة شبابه توجه إلى عمل لوحات فنية مشغولة بالصدف والقصب البراق الناعم وخيوط القصب، متأثرا في عمله هذا بزياراته المتكررة لجزيرة أرواد وعشقه للبحر حيث دأب على جمع الأصداف وترصيع اللوحات بها، إلا أن التحدي الأكبر في حياته- حسبما يصف- إصابته بالشلل نتيجة تعرضه لإصابة أثناء أداء الواجب في حرب تشرين التحريرية. حيث تابع عمله رغم إعاقته إيماناً منه في أن الحياة لا تتوقف عند حد الألم بل على العكس، فاستمر في جلب الصدف من اللاذقية ولبنان وترصيع لوحات توجتها عبارات تحمل حكماً وأمثالاً وتجارب حياته مع الغير. كما ينظم السيد ياسين الشعر النبطي المحكي، ويمتلك حاليا مزرعة صغيرة يربي فيها الخيول العربية الأصيلة والإبل بمساعدة أبنائه إذ يصطحبونه بشكل يومي إلى المزرعة.

ويجد السيد ياسين المتعة في عمله بوجود حفيدته ابنة أربعة الأعوام حيث يعلمها دق المسامير على اللوحة وتغطيتها بخيوط من قصب وكذلك ترصيع سطح اللوحة بالصدف.