الآلة التي استعملها الفلاح الحوراني لحراثة أرضه في الماضي ومازال حتى اليوم، رغم وجود آلات الحراثة الحديثة، تجرها الدواب بواسطة وتصنع من الخشب أو المعدن، وتتكون من عدة أقسام لها وظائف محددة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 كانون الأول 2014، السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني الذي تحدث عن "عود الحرث" في منطقة "الشجرة" أكثر الأراضي خصوبة في "حوران" ويقول: «هو آلة لحراثة الأرض وقلع الأعشاب وقلب التربة وتنظيفها، تصنع من الخشب وتجرها الحيوانات حيث تربط إلى الدابة بواسطة "الشرعة"، وعند الحراثة على دابتين يربط إلى "النير" وعندها يدعى "فدان"، حيث يجر على زوج من البقر أو من الحمير، وقد تجره دابة واحدة حصان أو حمار، وعلى الرغم من وجود الآلات الحديثة حالياً إلا أن "عود الحرث" ما زال منتشراً في معظم مناطق "حوران" وخصوصاً في المنطقة الغربية و"اللجاة"، وكان له طقس خاص وموعد محدد للصنع، فيشعر الفلاح بالعلاقة الحميمة بينه وبين الأرض عن طريق المحراث القديم».

كان الفلاح قديماً يصنع "عود الحرث" من الخشب، ثم أصبح معدنياً، وما زال المحراث موجوداً حتى يومنا هذا، وكان بدائي تجره الدواب هو الآلة الوحيدة التي استعملت للحراثة في ذلك الزمن، فلم تكن آلات الحراثة الجديدة منتشرة، ويتكون "عود الحرث" من عدة أجزاء منها: "الكدانة"؛ وهي عبارة عن خشبة سميكة ذات ضلعين على شكل رقم ثمانية، وعند الحراثة توضع "الكدانة" على رقبة الدابة لجر المحراث، وتستند على كتفي الدابة على مخدة أسطوانية غليظة مصنوعة من الجلد والقش

أما السيد "محمود الدوس" أحد كبار السن في المنطقة فيقول: «كان الفلاح قديماً يصنع "عود الحرث" من الخشب، ثم أصبح معدنياً، وما زال المحراث موجوداً حتى يومنا هذا، وكان بدائي تجره الدواب هو الآلة الوحيدة التي استعملت للحراثة في ذلك الزمن، فلم تكن آلات الحراثة الجديدة منتشرة، ويتكون "عود الحرث" من عدة أجزاء منها: "الكدانة"؛ وهي عبارة عن خشبة سميكة ذات ضلعين على شكل رقم ثمانية، وعند الحراثة توضع "الكدانة" على رقبة الدابة لجر المحراث، وتستند على كتفي الدابة على مخدة أسطوانية غليظة مصنوعة من الجلد والقش».

السيد خالد عويضة

ويتابع: «من أجزاء "عود الحرث" المهمة "القلادة"، وهي عبارة عن طوق أسطواني من الجلد المحشو بالقش يوضع على رقبة الحيوان، يلبّس الجزء الخارجي منه بقطعة من الجلد، والجزء الداخلي يلبس بقطعة من الخيش، و"القلادة" تلامس رقبة الحيوان الذي يجر المحراث البلدي، وتحميه من احتكاك "الكدانة" برقبته، إضافة "للسكة" وهي قطعة من الحديد ثقيلة الوزن حادة الرأس ولها جناحان، وتقوم بحراثة الأرض بفضل وزنها وحدة رأسها، وضغط الفلاح على "الكابوسة"، وقوة الدواب أيضاً، و"الكابوسة" هي مقبض علوي مثبت باتجاه أفقي، تساعد الفلاح على ضغط المحراث في الأرض، و"الشرعة" من أقسامه المهمة وتصنع من جلد الحيوانات لتثبيت "البرك" بـ"النير"، و"الأرياح" عبارة عن حبلين يصلان بين "الكدانة" والمحراث البلدي، يمتدان على جانبي الدابة وبهما يجر "عود الحرث"».

وعن الحيوانات المستعملة للحراثة يقول السيد "محمد أبو عزيزة": «تعددت استعمالات الحيوانات في الحراثة بالترافق مع "عود الحرث"، فكان الاستعمال حسب الدواب المتوافرة لدى المزارع أو العامل الذي سيقوم بعملية الحراثة، وأهم الحيوانات: "الخيل والبقر والحمير والبغال"، وكانت أقوى أنواع الحيوانات لهذه المهمة "الأبقار"، وعادة ما تكون الحراثة على زوجين من البقر والحمير وبغل أو حصان، وفي حال استعمال زوجين من الدواب، كان هناك دابة احتياط لتحل محل الدابة المتعبة، وكان كل فلاح يملك "عود الحرث" وتوابعه، ويبدأ دوام العمل في الحراثة في الصباح الباكر وينتهي مع غروب الشمس، وكان الأقارب والجيران إضافة للحراثة يمضون اليوم بكامله يتبادلون الأحاديث مع بعضهم بعضاً، وينشدون الأغاني التي تشتهر في "حوران"».

عود الحرث

أما السيد "زهير الجندي" أحد أبناء مدينة "نوى" التي تنتشر فيها آلة "عود الحرث" فيقول: «مع حلول فصل الربيع في كل سنة، يبدأ مشوار المزارعين في التحضير لحراثة الحقول والأراضي المخصصة للزراعة، وبعد أن تكون الأرض رطبة بعض الشيء، بهدف إيجاد طبقة ناعمة من التربة تحفظ الرطوبة صيفاً، يبدأ "عود الحرث" عمله بتقلب الأرض، يجره ثوران أو بغل أو حمار، حيث كانت عدة الفلاح الرئيسة في العمل واعتماده عليها في الحراثة آلة "عود المحرث" الخشبي الذي كان وما زال أحد الأدوات الرئيسة والمهمة في بيت كل فلاح، وكان كل فلاح يعدّل أدواته حيث تحقق علاقة أكثر فاعلية بين قبضة الفلاّح والتربة وجسد الدابة، فسكة العود كانت تعمّق الثلم وتبرّد الأرض وتقلب التربة، وهذا لا يفعله الجرار الزراعي».

العود الخشبي