تسمى الزيارة الأولى للعروس لبيت أهلها "ردّةً الرِّجْلِ"؛ أي إن رجل ابنتهم التي خرجت من بيتهم وعادت وردّتْ إلى مكانها الأصلي كزيارة بصحبة عريسها، وهي من العادات والطقوس المميزة في منطقة "حوران"، وتتم بعد الزفاف بعدة أيام.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الأول 2014، التقت الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد" الذي قال: «تعد عادات الأعراس والأفراح متقاربة في منطقة "حوران"، فإذا ما تزوّجت إحدى البنات، وزُفتْ إلى بيت زوجها، بعد احتفال متعدد الطقوس وتكون قد خرجت من بيت أهلها لأول مرة، إلى بيت جديد ووجوه جديدة عليها التأقلم مع هذا الواقع المستجّد عليها، مع حماتها وزوجها ووالده وإخوته وأخواته.

في المساء عندما يحين وقت العودة وانصرافهم، يقوم الأب بتقديم هدية قيمة يكون قد جهّزها مسبقاً لمثل هذا اليوم، ومعظم الأحيان تكون غرضاً تستخدمه ابنتهم في بيتها، ومن المتعارف أن هذه الهدية يشتريها الأب من "نقوط" ابنتهم عند خروجها من بيتهم لأنهم الملتزمون بسداد هذا "النقوط" لأصحابه في مناسباتهم، ولا علاقة للعريس بسداده، على اعتبار أن من قاموا بالنقوط هم "معازيم" أهل العروس من أقاربهم وجيرانهم وأبناء عمومتهم، وما يزيد من "النقوط" بعد شراء الهدية، يقوم الأب بتقديمه لابنته لتستعين به وزوجها على قضاء حوائجهم والتزاماتهم به

وخلال فترة العرس تنقطع تماماً عن جوّ أهلها السابق الذي اعتادته، وفي أول زيارة لها إلى بيت أهلها، يكون الشوق والحنين قد أخذ من نفسها مأخذاً عظيماً، فيكون قدومها مناسبة للأهل للقاء ابنتهم في بيتها الأول، مملوءاً بالشغف فما كان بالأمس قبل زفافها معتاداً، الآن أصبح من ذكريات الماضي، يطلق عليها أهل حوران "ردّةً الرِّجْلِ" أي إن رجل ابنتهم التي خرجت من بيتهم، ها هي عادت وردّتْ إلى مكانها الأصلي، ولكن هذه المرّة كزيارة بصحبة عريسها، ولها من الأهمية حيث يقوم الأب بذبح شاةِ أو أكثر على شرف ابنتهم وزوجها "نسيبهم"، فيبدون له كل الاحترام والاستقبال الحسن، على اعتبار أنه أصبح أحد أفراد عائلتهم، ويقوم والد العروس بدعوة أهل العريس للغداء في بيته مع العروسين، وهكذا يقضون يومهم كأسرة واحدة».

الترحيب بالضيوف

ويتابع: «في المساء عندما يحين وقت العودة وانصرافهم، يقوم الأب بتقديم هدية قيمة يكون قد جهّزها مسبقاً لمثل هذا اليوم، ومعظم الأحيان تكون غرضاً تستخدمه ابنتهم في بيتها، ومن المتعارف أن هذه الهدية يشتريها الأب من "نقوط" ابنتهم عند خروجها من بيتهم لأنهم الملتزمون بسداد هذا "النقوط" لأصحابه في مناسباتهم، ولا علاقة للعريس بسداده، على اعتبار أن من قاموا بالنقوط هم "معازيم" أهل العروس من أقاربهم وجيرانهم وأبناء عمومتهم، وما يزيد من "النقوط" بعد شراء الهدية، يقوم الأب بتقديمه لابنته لتستعين به وزوجها على قضاء حوائجهم والتزاماتهم به».

"ردة الرجل" عادة متأصلة في تراث وتقاليد أهل "حوران"، وهنا يضيف السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث "الحوراني": «هذه العادة المتأصلة في تراث وتقاليد أهل "حوران" موجودة في الريف والمدينة، وإن دلت على شيء فإنما تدل على القيم والعادات الأصيلة التي تربوا عليها، المتمثلة بالحفاظ على صلة الرحم. فبعد يومين من العرس يرسل أهل العروس طالبين زيارة ابنتهم، لتستطيع هي أيضاً زيارتهم، وهنا يقيم أهل العريس الولائم "غداء أو عشاء" في يوم الزيارة، ويأتي أهل العروس ويقدمون لها "النقوط" "أرباع ذهبية"، وتضمها العروس إلى أرباعها لتصنع منها طربوشاً، وبعد زيارة أهلها تقوم العروس وزوجها بـ"ردة الرجل"؛ تزور العروس أهلها للمرة الأولى كزوجة مع زوجها، وينتهي عرس الليلة الواحدة ليبدأ عرس الحياة الزوجية، والزيارات العائلية».

السيد خالد عويضة

"ردة الرجل" تؤكد محبة الأهل لبعضهم وتماسكهم وعلاقاتهم المتينة، وهنا يقول السيد "زهير الجندي" أحد سكان مدينة "نوى"، ويسكن في مدينة "درعا": «هذه العادة لها معاني ومدلولات كبيرة في حياة أهالي "حوران"، وخصوصاً الوجهاء وكبار السن؛ فهي تؤكد عمق أواصر القربى والعلاقات الاجتماعية بين الناس، وهي عادة لها مدلولات إنسانية تؤكد على محبة الأهل لبعضهم وتماسكهم وعلاقاتهم المتينة، وكسب رجل جديد إلى العائلة من جهة العروس، فهي تكون بالعادة عندما تزف العروس إلى بيت زوجها يقدم أهل العريس الطعام للضيوف ولأهل العروس، وبعد مرور قرابة أسبوع أو عشرة أيام حسب رغبة العريس يذهب العروسان وأهل العريس إلى بيت أهل العروس لتناول طعام الغداء، وتكون هذه أول زيارة لأهل العروس بعد انتهاء مراسم العرس وهذه الزيارة تسمى "ردة الرجل"، حيث تكون هذه الزيارة عبارة عن "ردة رجل" العروس لأهلها؛ أي العودة إلى بيت أهلها زائرة بعد زفافها، وهذا بمنزلة التصريح للعروس بالخروج من منزلها؛ حيث لا تخرج من منزل زوجها إلا بعد الزيارة الأولى لأهلها، وهذا يكون بسبب الحياء من لقاء أهلها بعد زواجها».