اهتم أهالي منطقة "حوران" بمكونات البيت الرئيسة، وخصوصاً "بيت الشعر" الذي يغزل من الصوف، ومن هذه المكونات المهمة "المعقاد"، الذي يعد خزانة قماشية لتوضيب الملابس.

للتعرف إلى "المعقاد" في بيوت الشعر، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الثاني 2014، التقت الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد" ليحدثنا: «بيت الشعر هو خيمة البدوي، كما تسمى "بيت الوبر"، فقد كان أهلنا يصفون الفتاة الحسناء بقولهم: "بنبنى عليها بيت شعر"، وفي الخيمة البدوية قطعة من النسيج تفصل بين "شق" الضيوف وبيت الحريم "المحرم"، وتسمى تلك القطعة "الزفة"، وربما أطلق بعضهم عليها اسم "الساحه"، والبدو يضعون فراشهم في المحرم في موضع أعلى من الأرضية، وتستطيع المرأة أن ترى وتسمع ما يحدث في "الشق"، إذا رغبت في ذلك ولكن عليها الحذر من البوح بأسرار الجلسات، ولا يجوز على القادم إلى المجلس القدوم من ناحية المحرم بل عليه أن يأتي من واجهة المجلس "الشق".

الخيمة وبيت الشعر اعتمد على السكن فيهما أهالي وسكان "حوران"، وكان العيش فيهما صعباً وقاسياً في الشتاء، حيث يحفرون في وسطها حفرة تشعل فيها النار وتسمى "النقرة"؛ ويشعلون فيها النار خلال السهرة، ويوضع عليها دلال القهوة، لتجلس الأسرة حولها، ومن أهم جوانب وأقسام وحاجيات البيت "المعقاد" "الغفرة" التي واظبت العائلات في "حوران" ومناطق "اللجاة" التي ينوجد فيها البدو الرحل على الاهتمام بـ"الغفرة"، واقتنائها في البيت لتوضيب الثياب للرجل والمرأة مثل: الثوب، و"الشرش، والعقال، والسلك"، وزينة المرأة، و"العرجة"

وكان فراش نوم البدوي بسيطاً، حيث كان يستخدم للنوم أحياناً ما يسمى "المعقاد" ويطلق عليه أيضاً "الغفرة"، وهي قطعة شبيهة بالبساط، تغزل من الصوف ثم تخاط بعد ذلك فتصبح كالكيس، وتستخدم مخزن للملابس حيث تضع فيها النساء والفتيات ألبستهن الخاصة، وتستعمل أيضاً عند البدو بمنزلة "فرشة وغطا" في آن واحد، إذ يدخل المرء في هذا الكيس "الغفره" فيكون هو في وسطها والقطعة السفلى من "الغفرة" هي مثل "الفرشة" والعليا مثل "اللحاف"، وتتسع هذه الغفرة لأكثر من شخص».

المعقاد

بينما قال السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «الخيمة وبيت الشعر سعادة في الربيع والصيف، للنوم في الهواء الطلق، وبعض الشباب ينامون في واجهة الخيمة من الشرق، حيث السماء الصافية صيفاً والنسمات العليلة، وفي الشتاء تبنى الخيمة من شعر الماعز، الذي يشد عند هطول المطر ويمنع تسرب هذه القطرات لداخل البيت، ويضاف للخيمة في الشتاء أكوام من الحطب مربطة جيداً وتصف من الغرب والشمال والجنوب، وأحد مكونات البيت الرئيسة "الغفرة"، وهي عبارة عن قطعة تضع فيها المرأة ألبستها وتعد خزانة قماشية وليست خشبية، وهناك فرق كبير بين الأغطية التي تُحشى بالصوف والتي تحشى بغيره من حيث الدفء والحرارة، وطبيعي أن أهل "حوران" وخصوصاً الذين يسكنون في بيوت الشعر يعرفون هذه الميزة أكثر من غيرهم بسبب استعمالهم اليومي لها».

قديماً اهتم أهالي المنطقة بـ"الغفرة" واقتنائها في البيت لتوضيب الثياب للرجل والمرأة، وهنا يبين السيد "محمد عزيزة" قائلاً: «الخيمة وبيت الشعر اعتمد على السكن فيهما أهالي وسكان "حوران"، وكان العيش فيهما صعباً وقاسياً في الشتاء، حيث يحفرون في وسطها حفرة تشعل فيها النار وتسمى "النقرة"؛ ويشعلون فيها النار خلال السهرة، ويوضع عليها دلال القهوة، لتجلس الأسرة حولها، ومن أهم جوانب وأقسام وحاجيات البيت "المعقاد" "الغفرة" التي واظبت العائلات في "حوران" ومناطق "اللجاة" التي ينوجد فيها البدو الرحل على الاهتمام بـ"الغفرة"، واقتنائها في البيت لتوضيب الثياب للرجل والمرأة مثل: الثوب، و"الشرش، والعقال، والسلك"، وزينة المرأة، و"العرجة"».

من أنواع المعقاد

ويتابع: «بيت الشعر في مناطق "حوران" من الداخل مقسم تقسيماً خاصاً كل قسم حسب استعماله عند البدو ووفقاً للعادات والتقاليد، وأحد أركانه المهمة "الغفرة"، ويكون غطاء بيت الشعر من السدو الذي لا يخلو من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف، أما في مواسم الأمطار فتتضخم خيوط الشعر وتضيق حلقاتها بفعل المياه، وبذلك لا تتسرب المياه إلى داخل بيت الشعر، وهنا تكون "الغفرة" بخير ولا يمكن أن تصلها مياه الشتاء، كما أنه عند إشعال النار بداخل بيت الشعر فإن الدخان يصعد إلى الخارج عن طريق الفتحات المتواجدة في سقفه، لكيلا تدخل رائحة النار إلى حاجيات المرأة الموضوعة في "المعقاد" أو "الغفرة"».

الغفرة الخزانة القماشية