الخبرة الاجتماعية المستمدة من الواقع التاريخي للبيئة الحورانية، جعلت المرأة الحورانية تتميز عن غيرها في بعض الجوانب الحياتية، فتميزت بالجانب العملي والزراعي والصناعي والطبي والخلقي، وهي لا تترك الأمور للظروف بل تنطلق من واقعها الاجتماعي، فتبقى عاطفةً ودموعاً، سيدة في الحديث الناعم الشيق، نموذجاً في الوفاء.

الجانب الخلقي من أهم الجوانب في حياة المرأة الحورانية وهنا يقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 آذار 2014 السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «من أهم الجوانب في حياة المرأة الحورانية الجانب الخلقي، لذا تجلت بقسط كبير من الخلق وسموه، ورثت هذا من الجدات الحورانيات النبيلات اللواتي رصعن التاريخ الإنساني بحلية الفضل والشرف والخلق القويم، وتمتاز المرأة الحورانية بصفات خلقية جيدة منها الصبر والجلد في مكافحة مرارة الحياة، ومجالدتها مجالدة مخلوق عنيد، لشظف العيش وخشونته والصبر على الشدة، ولا تترك الأمور للظروف بل تنطلق من واقعها الاجتماعي، فتكون الموجهة اللبيبة الممارسة، وبهذا تبني أسرة صالحة تقية، محبة للخير والسلام».

كان للجانب الطبي حيز كبير لممارسته لدى المرأة الحورانية، فهي تقوم بأعمال التطبيب على الطريقة العربية، كما وتصنع بعض الأدوية لعدة أمراض معروفة، وهي تقوم بالقبالة "توليد النساء" ودون الحاجة إلى طبيب مختص أو قابلة قانونية، وأيضاً التجبير فالمرأة الحورانية طبيبة عظمية تجبر الكسور المتبدلة والمتفتتة، وهي تجيد صنع الكمادات واللزقات وتداوي الرمد والتهاب اللوزتين والملعة، ولدغة العقرب والأفعى وعضة الكلب

ومن الجوانب التي تميزت بها المرأة الحورانية الجانب الطبي؛ وهنا يقول السيد "إبراهيم الشعابين" الباحث في التراث الحوراني: «كان للجانب الطبي حيز كبير لممارسته لدى المرأة الحورانية، فهي تقوم بأعمال التطبيب على الطريقة العربية، كما وتصنع بعض الأدوية لعدة أمراض معروفة، وهي تقوم بالقبالة "توليد النساء" ودون الحاجة إلى طبيب مختص أو قابلة قانونية، وأيضاً التجبير فالمرأة الحورانية طبيبة عظمية تجبر الكسور المتبدلة والمتفتتة، وهي تجيد صنع الكمادات واللزقات وتداوي الرمد والتهاب اللوزتين والملعة، ولدغة العقرب والأفعى وعضة الكلب».

بعض ممارسات الحياة اليومية

أما في الجانب العملي فكان من أكثر الجوانب الذي مارسته وبرعت فيه المرأة الحورانية ومازالت إلى وقتنا هذا؛ وهنا يقول السيد "حسين العقلة الشمري": «البيئة الحورانية منحت المرأة الحورانية جسداً حديدياً وقوة مخلوق جبار عنيد، فضربت أروع الأمثلة على أنها مخلوق نافع منتج يضع كافة قدراته في سبيل ما يخدم الأسرة، فهي ربة منزل ممتازة فعالة وعاملة مجدة تشارك زوجها في كل مجالات عمله، تساعد زوجها في الحراثة والحصاد وتهيئ التنور "الفرن الحوراني"، وتحلب المواشي، وتهيئ معالف الدواب، وتجلب الحطب، وتملأ الخوابي، وبرعت المرأة الحورانية في صناعة وتجهيز مؤونة البيت السنوية كالبرغل والفريكة والسمن و"القاورما" اللحم والدهن المحفوظ، وكل ما يلزم البيت من المواد المتوافرة "كالجميد والمكدوس واللبنة" وغيرها من المواد التموينية، والمرأة التي لا تجيد صناعة مؤونة البيت السنوية وتجهيزها هي في عرف الجارات امرأة ناقصة أي امرأة لا تجيد التدبير.

والمرأة الحورانية شجاعة مقدامة غير هيابة، وقد نذرت حياتها لبيتها وأسرتها ووطنها، كما أرضعت أولادها حب الوطن والبطولة والشجاعة والعزة والوفاء، وحقنت بناتها فطرياً بالشرف والطاعة والحب».

محمد فتحي المقداد

الجانب الفني لم يكن كبقية الجوانب الحياتية التي تميزت بها المرأة الحورانية فكانت تجيد قسماً هاماً من الفلكلور؛ وعن هذا المجال يقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث والفن الحوراني: «المرأة الحورانية كانت تجيد قسماً هاماً من الفلكلور وأهمهما الرقص الشعبي والغناء الشعبي. وهما ركنان هامان من الجانب الفني، فالرقص الشعبي ظاهرة طبيعية في حياة المرأة الحورانية، بل وفي حياة المرأة في كل العالم فقد أتقنته وتوارثته عبر القرون الطويلة. وما زال حياً شيقاً جذاباً، ولم تطله يد المعاصرة والحداثة بالتغيير كثيراً؛ لأنه مستمر في الزمان والمكان بشكله وهيئته وأداته الرئيسية الشبابة أو المجوز والدف. أما الدبكة الحورانية فتؤدى من قبل النساء بمهارة وخفة ورشاقة، وعندما تؤدي الدبكة الحورانية من الرجال والنساء معاً فهي دبكة "حبل المودع"، وتشارك في بقية أنواع الدبكات، عدا مشاركتها الرئيسية في "الهجيني والشروقي والدحة"».

جانب آخر تفردت المرأة الحورانية في تأديته وإتقانه وساهم في تقديم وتوفير العديد من الأدوات الخاصة بالمنزل؛ وعن هذا المجال تقول السيدة "عائشة الزعبي": «كان للمرأة الحورانية فعالية كبيرة في الجوانب العملية فهي تغزل الصوف بالمغزل القديم، وتتقن صناعة البسط من الصوف أو الخرق البالية، وتصنع الحصير من مادة السل أو الحلفاء، والسل والحلفاء كلاهما نبات ينبت بكثرة على ضفاف الأنهار والسيول، وصنعت المرأة الحورانية العطور الطبيعية بنفسها فكانت تقوم بتركيب ومزج العناصر الداخلة في تركيب العطر مثل: القرنفل والمسك والعنبر وعود الند والزباد والمحلب بالزيت الصافي وتتطيب به، وتتزين المرأة الحورانية بالثياب النظيفة وتكحل عينيها بالكحل العربي الأسود، وتحرق البخور الأصلي فترطب به أجواء المنزل. كما تستخدم الريحان عن طريق تجفيفه وسحقه ومزجه مع عناصر أخرى في تعطير الأطفال، وقد سميت العطور في حوران "المعشق" أو "الريحة" لأن رائحتها تبقى عالقة لفترة طويلة».

تجهيز الخبز