يتميز العرف القبلي والعشائري بقوانين وعادات وأحكام ثابتة متعارف عليها، كانت تستخدم لحل جميع ما يصادف أفراد هذه القبائل، تتميز بشموليتها، ومن هذه العادات "الخوي" الذي له حق عند أهالي "حوران" مثل حق الجار والضيف.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني بتاريخ 19 كانون الأول 2013، فقال عن "الخوي": «العرف العشائري أسلوب ونهج مازال يلجأ إليه أبناء "حوران"، معتمدين على أثره الفعال في أوساط المجتمع التي تربطها الروابط العشائرية، ومن أهم أدوات العرف العشائري "الخـوي"، وله حق عند أبناء البادية و"حوران" مثل حق الجار والضيف وهو رفيق الدرب، وينقسم إلى عدة أقسام وفروع أهمها (خوي الطريق وخوي الدنيا)، "فخوي الدنيا" يسمى أخاً، وهو الذي تطول رفقته فيكون بينه وبين رفيقه تكافل وتضامن في نوائب الأيام، وهنا يردد الشعراء:

تزداد أهمية رفيق الطريق وحرمته إذا كان غريباً مع أحد رجال العشيرة في مضاربها، فهذا تجب حمايته على كل العشيرة وليس على رفيقه فحسب، وإذا تم الاعتداء عليه وهو في حماية هذا الرفيق فهذا ما يسمونه "قطع الوجه"، وهذه من أعظم الجرائم التي لا يمكن التجاوز عنها بأي حال من الأحوال

"خوينا ما نصلبه بالمصاليب / ولا يشتكي منا الجفا والعزاري"».

السيد خالد عويضة

ويقول الحاج "محمد المحمد" أحد كبار السن في مدينة "درعا": «من الأسماء التي تطلق على "الخوي" لدى أبناء "حوران" والبادية سابقاً، "خوي الجنب" ويعني رفيق الطريق الذي يجب تقديره واحترامه ومراعاته، وهو الرفيق أو المرافق، وهذا أمر مهم، من سار معه البدوي في أي رحلة أو سفر وترحال سبع خطوات أصبح "خويه"، ووجب عليه أن يقاتل معه ويحميه ولو قاتل أخاً له، فالخوي أو الرفيق له مكانة يجب الحفاظ عليها، وعليك حمايته والدفاع عنه ومشاركته في الأكل والشرب، ومراعاته والحرص عليه وعدم تركه في الخلاء وحيداً إن أصيب أو مرض، ومن الشعر الذي يقال فيه:

إذا كنت ربا للذلول فلا تدع / رفيقك يمشي خلفها غير راكب

رفيق الدرب

أنخها وأركبه فإن حملتكما / فذاك وإن كان العقاب فعاقب».

تزداد أهمية رفيق الطريق وحرمته إذا كان غريباً وهنا يتابع السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «تزداد أهمية رفيق الطريق وحرمته إذا كان غريباً مع أحد رجال العشيرة في مضاربها، فهذا تجب حمايته على كل العشيرة وليس على رفيقه فحسب، وإذا تم الاعتداء عليه وهو في حماية هذا الرفيق فهذا ما يسمونه "قطع الوجه"، وهذه من أعظم الجرائم التي لا يمكن التجاوز عنها بأي حال من الأحوال».

خوي الطريق تكافل وتضامن

أما "الخوة" فإنها تختلف في مضمونها عن "الخوي"، وتأخذ معنى مغايراً مع أنها من جذر واحد، ويمكن تقسيم "الخوة" إلى عدة أقسام وهنا يقول السيد "إبراهيم الشعابين" الباحث في التراث الحوراني: «يمكن تقسيم "الخوة" إلى عدة أقسام منها "الخوة" التي تكون بين العشائر البدوية، وسكان القرى في المناطق القريبة من مضارب وسكان البدو، وغالباً ما تكون غلالاً أو نقداً وذلك لقاء امتناع العشائر المتقاضية لـ"الخوة" عن الاعتداء على القرى وسكانها ونهب غلالها، وكذلك حمايتها من القبائل الأخرى، وكان من أنواع "الخوة" بين العشائر والقبائل أن تتقاضى العشائر القوية مقابلاً مادياً سواء من المواشي أم غيرها من القبائل الضعيفة التي تطلب حمايتها من كل اعتداء واسترداد أسلابها إذا اجتاح ربوعها الغزاة».

وللـ"الخوي" و"الخوة" في العرف القبلي قوانين وعادات وأحكام يقول عنها السيد "حسين الشمري" أحد سكان مدينة "درعا": «يتميز العرف القبلي بقوانين وعادات وأحكام ثابتة متعارف عليها كانت تستخدم لحل جميع ما يصادف أفراد هذه القبائل من مشكلات أو تجاوزات أو اعتداء على النفس أو الحقوق، وتتميز بشموليتها وهي مستمدة من البيئة التي يعيشونها، ومن أبرز أنواع العرف التي يعمل بها عرف "الخوي"، وهو رفيق الدرب والطريق الذي له خصوصية ومكانة هامة لدى أبناء الريف والقرى التي تستمد علاقاتها من تاريخها وعاداتها، يعمل به وتنفذ أدواته وعاداته وطرقه،

وهنا يقول أحد الشعراء:

"الخوى والضيف والجار النزيل / الثلاث البيض ما تبغا دليل

خذ نصايح تشبه اللولو الأصيل / من هواجيس الرجال الفاقهين"».