"سهيل- الكنة- الوسم- الثريا" أسماء لفصول طالما عرفها واتبعها أبناء "حوران" واستعملوها في حياتهم اليومية، حيث استمدوها من ذاكرة كبار السن الذين اعتمدوا في معيشتهم وحياتهم على المواشي، واتبعوا عدة طرق ليعرفوا بها الفصول والمواسم.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ /20/ تشرين الثاني /2013/ التقت الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد" الذي تحدث عن هذه الفصول فقال: «"سهيل - الكنة - الوسم - الثريا" فصول اتبعها أبناء "حوران"، وعرفوا منذ قديم الأزمان أن الشهور القمرية لا تتواءم، مع فصول السنة لذلك عمدوا إلى اتباع طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم وتكون سنة شمسية، وجعلوا بداية هذه السنة من طلوع "سهيل" وهو يوافق /24/ من شهر آب، وسميت السنة "السهيلية"، وقد اختاروا سهيلاً لأن ظهوره بداية للانفتاح الفصلي، بمعنى أنهم سكان منطقة جافة تهب عليهم في الصيف ريح السموم، وطلوع سهيل عندهم يعني الكثير، حيث تهب ريح الجنوب الرطبة فتخفف من لهيب الهواء الساخن اللافح، ويبدأ طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل، ويفيء الظل بعد أن كان منعدماً خلال الصيف، وتبدأ الأغنام إحساسها بالراحة فتدر اللبن بوفرة، فتغنى الكثير من الشعراء بقصائدهم وهنا يقال:

"القيظ" يستعد فيه أهالي القرى والبدو إلى الرحيل وجمع ما يلزمهم لمؤونة الشتاء، مثل شراء الدبس والطحين والتمر، وبعض ما يلزمهم من المدينة مثل السكر والشاي والقهوة، وتكون "العدول" معدة لها إعداداً جيداً لحفظها وبقائها مدة طويلة واستعداداً لفصل الشتاء، وبعدهم عن القرى والمدن، وفي الشتاء يعتمدون على حليب الأغنام والإبل، وعلى ما وفروه من السمن من الفصل الماضي، أما الربيع فتكثر فيه الخيرات وتقارب الناس، ويكون الغنم أكثر ثراء وعطاء في هذا الفصل، حيث يوزعون المناهج للذين لا يوجد لديهم غنم، وفي القرى يسكنون المنازل والبيوت والحوائر المبنية من الطين والجص، ريثما يقضون فيها شهور القيظ وأيام الصيف، وشهور القيظ لا تزيد على أربعة أشهر أو خمسة، ويسمى المنزل الذي يقطنونه في أيام القيظ "المقيظة"

"عـذب السجـايا وعـودة بأول الكـنة / متى تزين السـوالف وآخذ علـومه

الحاج "محمد المحمد"

وأسـامحه عن خطـاة الجرح والـونة / واعـاتبة لو يصد شـوي وألـومه"».

"المربعانية والشبط والحميم"، من أهم المواسم عند أبناء "حوران" وهنا قال السيد "محمد المحمد" أحد كبار السن في مدينة "درعا": «"المربعانية" من أهم المواسم لدى أبناء "حوران"، وتسمى أيضاً أربعينية الشتاء لأن مدتها أربعون يوماً، من 6/12 حتى 14/1، فيها يشتد البرد الذي يدخل عظم الإنسان، وقد تنزل فيها أمطار غزيرة، ومن المواسم "الشـــبـط" وهو موسم البرد الرطب غير الجاف، يتخلف مطره وفيه يجمد الماء من برودة الطقس ويشتد فيه الشتاء، يكثر فيه هبوب الرياح الشمالية والشمالية الغربية بصورة مفاجئة ويشوب الجو فيها بعض الرطوبة، فأوله محرق وآخره مورق، فالجو فيه يكون بارداً رطباً غير جاف إلا أن البرد يبدأ بالانحسار تدريجياً الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر، وتبدأ أوراقها بالظهور فتحرث الأرض الزراعية، مع بداية خروج "المربعانية" واخضرار الأرض، فيشبع الحلال قليلاً ومدتها /26/ يوماً من 15/1 حتى 9/2، و"الحميم" من المواسم ويسمى أيضاً "برد العجوز" أو "بياع الخبل عباتة"، وهو موسم ربيعي حيث تزدهر المزروعات، وسمي برد العجوز لمقولة أن العجوز جزّت صوف غنمها اعتقاداً منها بذهاب البرد، وعاد البرد وقتل الغنم، مدتها /26/ يوماً من 8/3 حتى 2/4».

طبيعة مع تعدد الفصول

"القيظ" هو الصيف يستعد فيه البدو في منطقة "اللجاة والمسمية" في "حوران" إلى الرحيل وجمع ما يلزمهم لمؤونة الشتاء وهنا تابع السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «"القيظ" يستعد فيه أهالي القرى والبدو إلى الرحيل وجمع ما يلزمهم لمؤونة الشتاء، مثل شراء الدبس والطحين والتمر، وبعض ما يلزمهم من المدينة مثل السكر والشاي والقهوة، وتكون "العدول" معدة لها إعداداً جيداً لحفظها وبقائها مدة طويلة واستعداداً لفصل الشتاء، وبعدهم عن القرى والمدن، وفي الشتاء يعتمدون على حليب الأغنام والإبل، وعلى ما وفروه من السمن من الفصل الماضي، أما الربيع فتكثر فيه الخيرات وتقارب الناس، ويكون الغنم أكثر ثراء وعطاء في هذا الفصل، حيث يوزعون المناهج للذين لا يوجد لديهم غنم، وفي القرى يسكنون المنازل والبيوت والحوائر المبنية من الطين والجص، ريثما يقضون فيها شهور القيظ وأيام الصيف، وشهور القيظ لا تزيد على أربعة أشهر أو خمسة، ويسمى المنزل الذي يقطنونه في أيام القيظ "المقيظة"».

السيد "خالد عويضة"