تجمع الحناء في مجتمعنا الحوراني ما بين الجمال والدواء، فنجد لها حضورٌ قوي ونلمس صدى ذلك في تقاليدنا ومناسباتنا وأفراحنا وحتى في الأغاني والأهازيج الشعبية.

ولكن كيف كانت الحنة سابقاً وكيف أضحت اليوم:

السيدة صالحة الأحمد : تحب الحنة كثيراً وهي تهتم دائماً بتخضيب شعرها لإضفاء الجمال والتألق إليه، وتقول بأن للحنة طقوس خاصة أثناء مواسم الأفراح ولكل عروس ليلة حنة تجتمع فيها الصبايا حيث يتم تخميرها في وعاء كبير لتكفي الكمية جميع الحاضرات وبعد المزج توضع في صينية خاصة وتترك لتتخمر بعدها تبدأ الحاضرات بحنة يدي العروس مع الأغاني والأهازيج الشعبية ومنها.

"حنيت أيدي ولا حنيت أصابعي يا محلا النوم بحضن المرابيع"

وتضيف السيدة صالحة بأن الحنة لا ترتبط بأعراسنا فحسب بل بأعيادنا وتتذكر طفولتها حين كانت الأمهات يضعن الحناء على أيدي البنات صباح العيد.

ولكن ماذا عن الحنة في العصر الحديث وكيف تهافتت موضة العصر على التفنن والإبداع في الرسم والنقش وتقديم الحنة المعجونة الجاهزة عدا عن حناء الطبع .

تقول الآنسة سمر مسالمة التي تدير مركز الليدي للتجميل في درعا:

أهتم جداً بفن نقش الحنة ولا سيما أنها تطورت وصارت بألوان عدة وروائح عطرية مختلفة وتنقش على كل يد العروس وأنا لا اشتري المعجونة الجاهزة بل أعدها وأخلطها هنا وهي عبارة عن حنة أصلية ممزوجة بألوان صحية ومعطرة .

و للحناء فوائد واستعمالات طبية يحدثنا عنها الدكتور أسامة محاميد قائلاً:

هناك الكثير من الأحاديث الشريفة تدعو للتخضيب بالحناء ومن فوائدها أنها محلل نافع من حرق النار ومعجونها مضمد للأورام الملتهبة وهو ينبت الشعر ويقويه وينفع في علاج البذور العارضة .

للجمال مساحات واسعة لا تعرف الحدود وراء الموضة وبحثاً عن الجمال سارت النساء اليوم فأقبلن على الصبغة بشتى ألوانها متجاهلات المضار الناجمة عن كثرة الاستعمال والتكرار وبالمقابل نجد عودة كبيرة منهن إلى الحناء لإعادة الألق والجمال.