تعد زراعة شجرة "الفستق الحلبي" من الزراعات الناشئة في محافظة "درعا" حيث تنتشر زراعتها بمنطقة الحزام الأخضر وغباغب ودير العدس.

وتتميز ثمار هذه الشجرة بقيمة غذائية عالية إضافة إلى إمكانية استخدام قشور ثمارها الخارجية وأوراق أشجارها في صناعة الأسمدة العضوية ذات الخصوبة العالية، إضافة إلى دورها في مواجهة التصحر والحفاظ على التربة وحماية البيئة من مصادر التلوث من خلال اعتماد نظام الزراعة العضوية والابتعاد عن المكافحات والأسمدة الكيميائية.

جاءت فكرة زراعة أشجار الفستق الحلبي في سهل حوران لكون تربتها صفراء خفيفة كلسية والتي تتواجد في المناطق الهامشية لسهل حوران. ونعمل حاليا على تأمين أصناف جديدة ومحسنة من غراس الفستق الحلبي للحصول على منتج متميز كماً ونوعاً يتمتع بجودة عالية ومواصفات تسويقية تصلح للتداول في الأسواق الخارجية والداخلية مبيناً أن المديرية تنفذ برنامجاً إرشادياً شاملاً لزراعة محصول الفستق الحلبي لتعزيز خبرة ومهارات مزارعي المحافظة

موقع eDaraa التقى بتاريخ 31/12/2011 المزارع "حامد حشيش" أحد الذين قاموا بتجربة زراعة الفستق الحلبي في أرضه بمحافظة "درعا" حيث حدثنا عن هذه التجربة بالقول: «تزرع بذور الفستق الحلبي في المشاتل بعملية زراعية تدعى "التنضيد" حيث توضع البذور في المشاتل حتى تصبح غرسة.

المهندس وسيم المفعلاني

بعدها نأتي بها ونزرعها حيث أن زراعة شتل الفستق شبيهة جدا بزراعة شتل الزيتون ويجب أن تغذى الشتل بعد الزراعة تغذية معدنية تدعى تسميد لأنها تلعب دورا هاما في استقرار الإنتاج وزيادة المقاومة للأمراض والحشرات والحفاظ على قشرة الثمرة الخارجية في سنة الحمل وذلك لتتاح الفرصة للأشجار بتخزين أكبر كمية من العناصر فيبدأ الحمل بقوة.

وينصح عادة بإضافة كمية 50 كغ من السماد العضوي لكل شجرة مثمرة من الفستق الحلبي حيث يرش السماد على سطح التربة قبل الحراثة ثم يقلب وتكرر إضافة السماد كل 2- 3 سنوات حسب خصوبة التربة واحتوائها على المادة العضوية».

ثمار الفستق الحلبي

وعن أهم الصعوبات والمعوقات التي تعترض زراعة الفستق الحلبي ذكر "حشيش" أنها تتمثل بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وتعرض المحصول للكثير من الظروف الطبيعية كالصقيع والجفاف وظهور العديد من الأمراض والأفات الحشرية الخطيرة الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الانتاج داعياً إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لمزارعي الفستق الحلبي وتأمين كادر متخصص في الوحدات الإرشادية قادر على تقديم كافة الاستشارات الزراعية الناجحة والكفيلة بتطوير واقع زراعة الفستق الحلبي والنهوض به

المهندس الزراعي "وسيم مفعلاني" المشرف على مشروع زراعة الفستق الحلبي في مدينة "درعا" تحدث عن مناسبة المنطقة لزراعة شجرة الفستق الحلبي ونجاح التجربة فيها: «جاءت فكرة زراعة أشجار الفستق الحلبي في سهل حوران لكون تربتها صفراء خفيفة كلسية والتي تتواجد في المناطق الهامشية لسهل حوران.

ونعمل حاليا على تأمين أصناف جديدة ومحسنة من غراس الفستق الحلبي للحصول على منتج متميز كماً ونوعاً يتمتع بجودة عالية ومواصفات تسويقية تصلح للتداول في الأسواق الخارجية والداخلية مبيناً أن المديرية تنفذ برنامجاً إرشادياً شاملاً لزراعة محصول الفستق الحلبي لتعزيز خبرة ومهارات مزارعي المحافظة».

وأضاف "مفعلاني": «على الرغم من الإنتاجية العالية والمرود الاقتصادي الجيد لزراعة الفستق وتحملها للظروف المناخية القاسية فإن أهم الأسباب التي تحول دون انتشار زراعة الفستق على مساحات كبيرة بدرعا تتمثل بعزوف الفلاحين عن زراعتها نظرا لطول فترة إثمار الأشجار والتي تصل إلى 7 سنوات مقابل سنتين لبعض الأصناف كالرمان واللوزيات.

بلغ عدد أشجار الفستق الحلبي في محافظة "درعا" 13622 شجرة، ويتحدث السيد "بسام الحشيش" وهو مشرف على مشاتل الفستق الحلبي في "درعا"عن البيئة المناسبة لشتل الفستق الحلبي أن شجرة الفستق الحلبي تتحمل الحرارة المرتفعة في الصيف والشتاء كما أنها تتحمل قلة الأمطار وتنمو حيث تنمو الزيتون والكرمل.

أما بالنسبة للرطوبة الجوية فيتحمل الفستق الحلبي جفاف الجو إلى حد كبير ويساعده على ذلك أوراقه الشمعية وسماكة قشرته غير أنه يستفيد من الرطوبة الجوية المرتفعة لتعويض حاجته للماء.

ويضيف: «وقد وجدنا أن شجرة الفستق الحلبي تنمو بين خطي عرض من 30_40 وتنتج زراعتها ضمن مجالات متفاوتة حيث ارتفاع معدلات الأمطار وتجود زراعتها في المناطق الجافة وتتميز بأنها شجرة تتحمل الظروف الجافة وارتفاع درجات حرارتها صيفا وانخفاضها شتاءً كما أنها تقدر احتياجات شجرة الفستق الحلبي من ساعات البرودة بحوالي من 600 _700 ساعة برودة ويفضل أن تكون أعلى من ذلك».

من الجدير بالذكر أن سورية تحتل المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي والرابعة عالميا بإنتاج الفستق الحلبي والبالغ سنوياً نحو 60 ألف طن في حين تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الفستق الحلبي 56 ألف هكتار وعدد الأشجار نحو 10 ملايين شجرة المثمر منها 6.5 ملايين شجرة.