بهدف تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسر الفقيرة التي تعيش في المناطق النائية، تم منح أكثر من /100/ امرأة قروضاً ليفتتحن مشاريعهن الخاصة، وذلك في سبع قرى في محافظة "درعا".

القروض التي وزعت ضمن برنامج "مشروع تمكين المرأة" في محافظة درعا، راعت حاجة هذه القرى، وعن ذلك تقول السيدة "شيخة الشعبان" من قرية "الطيحة" /والتي استفادت من المشروع/ وافتتحت أول مشروع تديره سيدة في مجال البنشرة وغيار الزيت:

البرنامج يهدف إلى تحسين نوعية حياة الناس وسلوكياتهم وأنماط حياتهم والاحتياجات الأساسية للتنمية، وتشجيع ودعم الرعاية الذاتية وتنمية المرأة الريفية لحماية وتعزيز الصحة وخاصة للأطفال والنساء. وتم تشكيل لجان تمكين المرأة في جميع القرى المستهدفة، وتم تقسيم القرى إلى قطاعات صحية وخدمية وتعليمية وزراعية من أجل أطلاق مشاريع متناسبة مع احتياجاتها، وما زال الإقراض مستمراً لغاية 2011

«بادرت إلى التسجيل في مشروع تمكين المرأة من أجل تحسين وضعي الاقتصادي والاجتماعي في قرية "الطيحة"، من خلال افتتاح محل بنشره وغيار زيت للسيارات، وهو أول مشروع تديره سيدة ريفية في المحافظة، أسعى منه إلى تحسين حالتي الاقتصادية وحالة بعض الشباب العاطلين عن العمل بعدما قمت بتشغيل أربعة شباب من القرية في المشروع، وحالياً أسعى لتوسيع المشروع بعد سداد أقساط القرض بعدما أنهيت الدورة التدريبية لريادة الأعمال التي استفدت منها في كيفية إدارة العمل ونجاحه».

السيدة عبير الأسعد

‏وتحدثت إلينا السيدة "سورية الخميس" صاحبة محل ألبسة وديباجات افتتحته عن طريق المشروع بالقول: «منحني مشروع تمكين المرأة قرضاً قدره 200الف ليرة سورية، وقمت من خلاله بافتتاح محل ألبسة وديباجات ليساهم في تحسين وضعي المادي لي ولأسرتي.

وسبق لي قبل المشروع المشاركة بدورة استمرت لثلاثة أشهر، تعلمنا فيها كيفية إدارة المشاريع ودراسة الجدوى الاقتصادية منها، وطبقنا كل ما نهلناه في الدورة في إدارة المشروع ما ساهم في نجاحه، وحتى على الصعيد الاجتماعي تعلمنا طرق الإسعافات الأولية وحقن الأبر، وكيف تكون المرأة متمكنة ودورها الريادي في المجتمع، وإنها صاحبة القرار في الحياة، وليست صفراً على الشمال، فالمعروف عن الريف أن الرجل هو كل شيء في المجتمع».

مشاريع الخياطة

وقالت لموقع eDaraa بتاريخ 11/10/2011 السيدة "عبير الأسعد" عضو الفريق الوطني بمشروع تمكين المرأة والحد من الفقر: «البرنامج يهدف إلى تحسين نوعية حياة الناس وسلوكياتهم وأنماط حياتهم والاحتياجات الأساسية للتنمية، وتشجيع ودعم الرعاية الذاتية وتنمية المرأة الريفية لحماية وتعزيز الصحة وخاصة للأطفال والنساء. وتم تشكيل لجان تمكين المرأة في جميع القرى المستهدفة، وتم تقسيم القرى إلى قطاعات صحية وخدمية وتعليمية وزراعية من أجل أطلاق مشاريع متناسبة مع احتياجاتها، وما زال الإقراض مستمراً لغاية 2011».

وعن الهدف من القروض الممنوحة وشروط منح القروض تقول: «القروض الممنوحة من مشروع تمكين المرأة لهذا العام تهدف إلى تمكين المرأة، ورفع المستوى المعيشي للأسر الريفية وفق عدد من المعايير، وتأسيس مشروعات تنموية محلية، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً ومشاركتها في عملية التنمية المجتمعية، حيث يقدم المشروع قروضاً متناهية الصغر للمرأة دون فائدة تتراوح قيمة القرض الواحد من 100 إلى 200 ألف ليرة على أن يكون عمر المرأة بين 18 و55 سنة، وغير مشمولة بالتأمينات الاجتماعية، وغير موظفة وتحمل شهادة محو أمية على أقل تقدير، وخضع أطفالها لبرنامج التلقيح الوطني وليسوا متسربين من التعليم الأساسي، وتحمل سند إقامة من المختار. وتبدأ المرأة بتسديد الأقساط بعد فترة سماح تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر حسب طبيعة المشروع».

حمزة الشبلاق مدير الشؤون الاجتماعية والعمل

المهندسة "جهينة الأحمد" رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة "درعا" تحدثت عن آلية عمل المشروع التابع لوزارة الزراعة بالقول: «أهم هدف للمشروع هو تأهيل المرأة، ودمجها في عملية التنمية، لتتمكن من إيجاد دخل إضافي للأسرة من خلال استثمار مشاريع صغيرة مدرة للدخل، وتمكين المجتمع المحلي بواسطة إكسابه القدرة على المشاركة بفاعلية في جميع مراحل الأنشطة الإنمائية، ويتضمن مشروع تمكين المرأة توفير خدمات الإقراض لإحداث مشروعات خدمية وتنموية ذات مردود اقتصادي تساهم في زيادة دخل الأسرة المستهدفة، وبشروط معينة لتسويق منتجاتها وربطها بسوق العمل وتعزيز دور المرأة في عملية صنع القرار على مستوى المجتمع المحلي».

يستهدف المشروع النساء الريفيات الأشد فقراً وهنا تقول: «يستهدف المشروع بالدرجة الأولى النساء الريفيات الأشد فقرا على مستوى قرى وبلدات المحافظة اللواتي يمتلكن الخبرات والمهارات اللازمة. ومنذ انطلاق المشروع قمنا بتدريب 219 امرأة في 25 قرية، وتم إقراضهن عن طريق المصارف المختصة.

ويتم العمل هذا العام 2011 في سبع قرى ضمن خطة العام المقترحة 20 قرية، والقرى التي تم العمل بها هي "جملة، معرية، الدلين، الغارية الشرقية، الغارية الغربية، محجة، الحارة"، والمشاريع التي اختارتها نساء المشروع تشمل تربية ثروة حيوانية من أغنام، أبقار، دواجن، نحل، ماعز، ومشاريع خدمية بقالية، عصرونية، مطعم شعبي، خياطة، تنسيق زهور، أو أي عمل تملك المرأة فيه خبرة».

والتقينا السيد "حمزة الشبلاق" مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة الذي قال: «المشروع عبارة عن حزمة من الخدمات تتضمن تحديد رائدات الأعمال، عن طريق إقامة دورات تدريبية تأهيلية وتثقيف صحي ودورات محو أمية، وأخرى حول الاقتصاد الأسري بهدف إنشاء مشاريع زراعية صغيرة وخدمية ومهن يدوية في القرى المستهدفة.

حيث افتتحنا منذ انطلاق المشروع أكثر من 250 مشروعاً في قرى "نافعة والشجرة والطيحة وحيط وعين ذكر والناصرية والعالية"، وصل عدد المتدربات فيها إلى 300 متدربة خضعن لدورات تثقيفية وصحية ومحو أمية لتقديم خدمات تنمية اجتماعية من خلال تأمين قرض اقتصادي يساهم في زيادة دخل الأسرة المستهدفة، وزيادة دور المرأة في عملية صنع القرار على المجتمع المحلي، ووصل إجمالي القروض الممنوحة من مشروع تمكين المرأة أكثر من 9.5 ملايين ليرة سورية».