ازدادت أعداد الخيول العربية الأصيلة بمحافظة "درعا" في السنوات الأخيرة، رغم تعرض مربيها للعديد من الصعوبات التي تعيق تربيتها.

يقول السيد "أنس حسن" مربي خيول أصيلة لموقع "eDaraa": «تعد تربية الخيول العربية الأصلية مجدية اقتصادياً في حال توافر مقوماتها، لارتفاع أسعارها ورغبة الكثيرين من عشاقها باقتنائها بغض النظرعن استخدامها فى رياضة الفروسية، إلا أن تربيتها تتطلب وجود اسطبلات في المناطق الزراعية، في الوقت الذي لا يسمح ببنائها إلا في الأراضي الصخرية وخارج الحدود التنظيمية، علماً أنها لا تستطيع العيش في الأماكن الصخرية، ناهيك عن عدم وجود مضمار للسباق في المحافظة، لتتمكن الخيول من الجرى والسباق والتدرب على كل أشكال القفزعلى الحواجز، الأمرالذى دفع البعض لنقلها لمسافات طويلة خارج حدود المحافظة لتدريبها».

تحظى الخيول العربية الأصيلة بمخصصات علفية من قبل المؤسسة العامة للأعلاف، حيث يخصص للرأس الواحد منها /100/ كيلو غرام من مادة النخالة و/200/ كيلو غرام من الشعير شهريا

وقال السيد "محمد منصورالمفعلاني" مربى خيول أصيلة من بلدة "النعيمة": «تلقى تربية الخيول العربية الأصلية في "حوران" كل الرعاية من قبل "مربيها"، إلا أنها تعاني من عدم وجود أطباء بيطريين مختصين بالخيول الأصيلة في المحافظة، ما يجبر المربين على الاستعانة بأطباء من "دمشق" للإشراف الدوري على صحتها ومعالجة أمراضها، وهذا يشكل عبئاً إضافياً علينا».

وحول واقع تربيتها تحدث الدكتور "أسامة المسالمة" رئيس دائرة الخيول في مديرية زراعة "درعا"، بتاريخ 15/2/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «يتزايد الاهتمام بتربية الخيول العربية الأصيلة عاماً بعد عام، لمكانتها المتميزة عند سكان المحافظة، ولكفاءتها بمختلف أشكال رياضة الفروسية كالجري والقفزعن الحواجز والسباقات، ويبلغ عدد رؤوس الخيول الأصيلة في "درعا" نحو/176/ رأساً من كل الأنساب المعروفة منها /40/ رأساً قيد التسجيل، مع الإشارة إلى أن عددها غير ثابث لارتباطه بعمليات البيع والشراء إلى خارج حدود المحافظة، وتربى في أماكن متعددة أهمها "درعا المدينة، النعيمة، صيدا، نوى، جاسم، بصر الحرير، اليادودة، الحارة وغيرها"».

وفيما يخص تسجيل المواليد الجدد قال "المسالمة": «نقوم بتسجيل الولادات الحديثة وفق الإجراءات والتعليمات المتعلقة بتسجيل الخيول العربية الأصيلة، عن طريق تنظيم أضابير خاصة بالمواليد الجديدة، وشهادات تلقيح وتقديم شهادات النفوق ونقل الملكية والفراغ عند البيع والشراء، والإشراف على التسهيلات لتقديم الأعلاف اللازمة للقطيع.

وتقديم الاستشارات الفنية الطبية، علماً أن تسجيل المواليد الجديدة من الخيول يخضع للجنة مركزية في "دمشق" تعمل على أخذ عينات من شعر المواليد، وترسلها إلى "المانيا" لفحصها والتأكد من نسبها، لتسجيلها بعد ذلك فى منظمة الخيول العالمية "الواهو" التى مقرها "لندن".

حيث يسجل الخيل واسمى الأب والأم ورسنها وزمرة دمها، علماً أن الخيول السورية توشم بوشم خاص على عنقها من جهة اليسار، تمييزاً لها عن خيول الدول الأخرى الأعضاء في المنظمة، في الوقت الذي تخضع لرقابة كاملة عند الحمل، حيث يتطلب انجاب الخيل الأصيل وجود الأبوين معا من أحد انساب الخيل المعروفة، ولا تسجل المواليد التي لا تنجب من أبوين أصيلين في سجلات وزارة الزراعة ومنظمة "الواهو"».

وفيما يتعلق بالمقننات العلفية المقدمه للخيول العربية الأصلية أضاف "المسالمة: «تحظى الخيول العربية الأصيلة بمخصصات علفية من قبل المؤسسة العامة للأعلاف، حيث يخصص للرأس الواحد منها /100/ كيلو غرام من مادة النخالة و/200/ كيلو غرام من الشعير شهريا».

وعن جمعية الخيول الأصيلة في المحافظة ذكر السيد "حسن عبود" رئيس جمعية الخيول العربية الأصلية: «أنشت جمعية للخيول العربية الأصلية "بدرعا" عام/1994/م، لتقديم الدعم للمربين وتلبية احتياجاتهم، تتبع لاتحاد فلاحي "درعا"، وتضم /64/ مربياً للخيل، تمكن بعضهم من الحصول على جوائزمتقدمة، في عدد من السباقات المحلية في مهرجانات "تدمر وأوغاريت والمحبة والربيع"».

وحول أنساب وصفات الخيول الأصيلة يقول "عبود": «تنحدرالخيول العربية الأصلية في "درعا" من خمسة أنساب معروفة "العبية والصقلاوية والكحيلة والمعنقية والحمدانية"، وتتصف بإرتفاعها الذي يتراوح بين /140- 150/ سم، وجسمها المصقول ورأسها الصغير وجبينها العريض وعنقها الطويل الجميل والعيون الواسعة والذيل المرتفع والظهر القصير وعمرها الطويل، حيث يؤكد الباحثون أنها تعيش حتى الأربعين عاماً، وتستمر في الإنجاب حتى الثلاثين، وتتميز بوفائها لفارسها».

وتابع "عبود" الحديث بالقول: «إن اختيار الخيول وتفضيلها يتم حسب ألوانها بحيث تكون الأفضلية لفرس "الكميت" ذي اللون الأحمر والأسود، ثم الورد المتداخل بين الأشقر والكميت، والأبلق "وهو الفرس ذو اللون الأبيض والأسود"، بمعنى الأبيض الملطخ بلطخات سوداء أو الأسود الملطخ بلطخات بيضاء، ومن ثم "الأدهم والأغر والسابح"».

وفيما يخص تسمياتها قال السيد "حسين الرفاعي" باحث في تاريخ وتراث "حوران": «نظراً لأهمية الخيول الأصيلة، يطلق عليها أصحابها الأسماء التي تكون أحياناً مشتقة من صفات الحصان أو الفرس، كأن يسمى الحصان "كحيلان إذا كان لونه أسود، و"الأشهب" إذا كان لونه أشهب، وتسمى الفرس "شامة" إذا كانت سوداء، و"الزرافة" و"الغزالة" إذا كان لونها يوحي بهذه الأسماء.

وقد يرتبط الاسم بالنسب "كالصقلاوية"، وهناك خيول تسمى بأسماء الأماكن مثل "شام"، و"مرجاوية" وغيرها، بالمقابل كثيراً ما ينادى على الخيال ويخاطب حسب لون ما يركب من الخيل، كأن يقال خيال الزرقا أو الحمرا أو الصفرا».