غدت صناعة الجلابيات والعبايات الحورانية من أهم الصناعات التي تنتشر في محافظة "درعا"، وتدل على تراث المحافظة المعروفة جغرافيا بسهل "حوران" واحد أنواع اللباس الشعبي الذي ترتديه المرأة الحورانية، وأصبحت صناعة واسعة وفرت فرص عمل لأسر عديدة في المحافظة بعد ازدياد المشاغل والتي زادت على 25 مشغلاً، أدخلت وسائل حديثة ومتطورة لصناعة الجلابيات سواء بعملية التطريز أو التفريغ عن طريق أجهزة الكمبيوتر.

موقع eDaraa زار العديد من المشاغل و"سوق الحامد" اكبر أسواق الملابس بـ"درعا" في 12/1/2011 للاطلاع على واقع صناعة الجلابيات النسائية وانتشارها بالمحافظة فقال لنا "محمد العبود" صاحب محل للجلابيات: «شهدت صناعة الجلابات والعبايات خلال السنوات الأخيرة بعد انتشار هذه الصناعة بشكل كثيف وفتح أبواب التصدير لدول الخليج والأردن ولبنان؛ تغيرات ملحوظة من خلال تطور آليات العمل والصناعة وإدخال تقنيات الكترونية وخطوط إنتاج متطورة تساهم بصناعة ونوعية حديثة جميلة ترتاح وترغب لها السيدة والمرأة داخل وخارج القطر، ما ساهم بانتعاش السوق واتساع شهرة الأنواع التي تنتجها المحافظة حيث أصبحت مرغوبة في كل مكان».

شهدت صناعة الجلابات والعبايات خلال السنوات الأخيرة بعد انتشار هذه الصناعة بشكل كثيف وفتح أبواب التصدير لدول الخليج والأردن ولبنان؛ تغيرات ملحوظة من خلال تطور آليات العمل والصناعة وإدخال تقنيات الكترونية وخطوط إنتاج متطورة تساهم بصناعة ونوعية حديثة جميلة ترتاح وترغب لها السيدة والمرأة داخل وخارج القطر، ما ساهم بانتعاش السوق واتساع شهرة الأنواع التي تنتجها المحافظة حيث أصبحت مرغوبة في كل مكان

بينما قال التاجر "بسام العبود" صاحب محل مختص بالجلابيات والعبايات في سوق الحامد: «سابقاً منذ سنوات طويلة لم تخرج مشاهد التسوق للنساء في المحافظة من "سوق سويدان" أقدم الأسواق في المحافظة، حيث كان يرتاده جميع الزبائن باحثين عن النوعية والجودة لشراء العباية أو الجلابية وحتى الثوب النسائي العادي بالإضافة للشرش التي كانت تستورد من مدن الأردن المحاذية لمحافظة "درعا"، لكن الفترة الحالية بعد دخول التقنيات الجديدة في عالم الصناعة وانفتاح التجار والصناع في المحافظة على الأسواق والتجارة، دفعت بالعديد التجار أبناء محافظة للدخول بسوق الجلابيات واقتباس أصول الصنعة بعد تطوير أدواتهم وإدخال عليها وسائل حديثة فشهدت نجاحاً كبيراً وأصبح سوقها احد أهم الأسواق والصناعات في المنطقة».

أحد المشاغل في المحافظة

بينما قال المهندس "فرحان فارس" صاحب مشغل وصالة لعرض المنتجات من الجلابيات والعبايات: «يعتمد التجار وأصحاب المشاغل على استيراد القماش الأجنبي رغم ارتفاع أسعاره، ومنه المروى جيت والجنز والسلاب والتويه والمالنج والخاويه من أجل تحقيق حالة التنوع والجمالية بصناعة الثوب.

والمنافسة حالياً قوية في الأسواق المحلية أو الخليجية، لكن تجار المحافظة نجحوا في انتشار هذه الصناعة، وهذا ما حقق لهم انتشاراً في الأسواق العربية، وتختلف ألوان الجلابيات والملابس التي تصنع خلال فصول السنة ومن منطقة إلى أخرى، فتكون الألوان في فصل الصيف معظمها "عرايسي" الأبيض والزهري حتى تعكس أشعة الشمس وتمنع وصولها إلى الجسم، بينما في فصل الشتاء تكون أغلب الألوان داكنة لتمتص الضوء وتحتفظ بالدفء.

بسام العبود صاحب محل للجلابيات

وتختلف رغبات الزبائن حسب نوع القماش والخيوط والتطريز والحبكة والزركشات، بالإضافة لنوعية التفصيل فهناك السادة والمزركش بالرسومات والتطريز والبريق.

يعمل لدي في المشغل 10 عاملات وينتج المشغل في اغلب الأحيان بين 30 إلى 40 قطعة يومياً، وأهم الآلات التي نستعملها الدرزات والحبكات والرشة ومن اجل التطريز نستعمل مكنات الكترونية».

المهندس فرحان فارس

السيد "إبراهيم الكفري" أمين سر اتحاد الحرفين بـ"درعا" وضعنا بصورة عامة لإعداد المشاغل في المحافظة ومناطق انتشارها فقال بهذا المجال: «أصبحت الجلابية المحبوكة في محافظة "درعا" مرغوبة أكثر من غيرها في السوق الخليجي، نظراً لجودتها وأسعارها التنافسية والمغرية، وهذا الأمر لم يأتي من فراغ إنما نتيجة نجاح أبناء المحافظة بهذه الصناعة الحديثة على أسواقنا بعد اشتداد المنافسة مع المنتجين والمصنعين في الخليج.

ويبلغ عدد المشاغل المتواجدة والمنتشرة في المحافظة ما يزيد على 30 مشغلا تنتج الجلابيات بأنواعها والثوب العربي والعباية، وتقدم هذه المشاغل أنواعاً متعددة بألوان وأشكال مختلفة تتناسب مع أذواق وآراء الزبائن».

بينما تحدث لموقعنا السيد "إبراهيم الشعابين" رئيس دائرة التراث الشعبي في مديرية الثقافة بـ"درعا" عن الثوب واللباس الذي كانت ترتديه المرأة سابقاً في "حوران" فقال: «الثوب الحوراني والجلابية والعباية ارتدته نساء "حوران" قبل سنوات طويلة، حيث كانت ملابس المرأة الحورانية متنوعة حسب عمرها، حيث ارتدت الثوب الطويل الذي يغطيها حتى قدميها ويسمى "الشرش"، وهو مصنوع من المخمل أو الجوخ المطرز بالزخارف الملونة عند العنق والأكمام والحوافي السفلى من الثوب، وله فتحة واسعة عند الصدر تبدأ هذه الفتحة من العنق وحتى منتصف الجسم. وتضع على رأسها العصبة وهي منديل من الحرير له ألوان متعددة مربع الشكل ومشرب بخيوط من القصب، ويعقد طرفه من الخلف وتتهدل على الظهر والكتفين، ويسمى هذا المنديل الحطة أو البوشية».