يعد مشتل "تل شهاب" الزراعي بـ"درعا" لإنتاج غراس الزيتون المتخصصة بطريقة الإكثار الخضري بالعقل الغضة، المركز الرئيس لتوزيع غراس الزيتون في المحافظة، لكونه أقدم المراكز الموجودة في الوطن العربي، ويعد مخزونا مهما واستراتيجيا في المحافظة التي شهدت زراعة الزيتون في الفترة الأخيرة إقبالاً كبيراً، ويوفر المركز حقول الأمهات الخاصة المصنفة لكل صنف من أصناف الزيتون المنتشرة بالمشتل، ويحتوي أيضاً على أصناف موثوقة الأصل.

موقع eDaraa في 9/1/2011 التقى المواطن "محمد مناجرة" أحد المزارعين الذين قاموا بزراعة المزيد من غراس الزيتون بحقله بعد استلامها من مشتل "تل شهاب" فقال لنا: «بعد نجاح زراعة الزيتون بالمحافظة لأسباب عدة أهمها عدم حاجتها المتزايدة للماء ضمن الأراضي المروية، ووفرة الإنتاج وبالتالي زيت الزيتون، اتجهنا لزراعة كميات جديدة في القرية بعد اقتلاع عدد من أنواع الأشجار غير المثمرة، والتي لم تعد تعطي القليل قياساً بما يقدم لها، ونتيجة توفر الغراس المكفولة في مشتل "تل شهاب" بعد توفر حقول الأمهات المصنفة، أخذت هذه الزراعة منحاً جديداً سيزيد من الغلال والإنتاج في المستقبل».

يبقى المشتل الأخير مشتل أمهات "اليادودة"، وهو مشتل متخصص لحقول أمهات الزيتون حسب الأصناف، وهي موثقة منها الصوراني والقيسي والجلط والاسطنبولي، يتم من خلال المشتل توزيع الغراس والعقل على المراكز والمشاتل في المحافظة

السيد "نايف الحشيش" رئيس العمال في مركز "تل شهاب" حدثنا عن كيفية إنتاج الغراس في المشتل والمراحل التي تمر فقال لنا: «تقوم العاملات في المركز تحت إشراف المهندسين بعد اعتماد الصنف المراد زراعته، بأخذ العقل الغراسية من أمهات أشجار الزيتون وإخضاعها لمعالجة ضمن الغرف الزجاجية تحت حرارة مناسبة بعد قص العقل على ارتفاع 15 سم، وتكون سماكة العقلة ما بين 5 إلى 10 مم، تنزع أوراقها ويبقى زوجان من الأوراق، وتجرد بحزم لكل حزمة 50 عقلة، وتبقى لمدة 45 يوماً في النفق.

رئيس مركز تل شهاب

بعد 15 يوماً تظهر علامات التكلس، ثم تؤخذ وتوضع في جفنات بلاستيكية لمدة 45 يوماً بالظل، بعدها تزرع في أكياس في حقول التربية، ثم تروى بالماء وبعد عام كامل تصبح جاهزة للزراعة، ويتم توزيعها على المواطنين بعد زراعتها بأحواض خاصة في المركز».

المهندس "يوسف الشحادات" رئيس مركز "تل شهاب" الزراعي وضعنا بصورة عامة للمشتل فقال لنا: «تبلغ مساحة مشتل "تل شهاب" الذي تم تأسيسه عام 1948 من أقدم المشاتل في الوطن العربي 214 دونماً تتوزع بين مساحة مستثمرة للغراس وبساتين أمهات، بالإضافة لأحواض إسمنتية وأنفاق بلاستيكية وأبنية وقسم الأرصاد الجوية، وتم إنشاء المشتل لكون الزراعة عصباً هاماً في نمط الحياة.

حقول الأمهات

ولطبيعة المحافظة الزراعية ولا سيما في إنتاج غراس الزيتون، ينتج مختلف الأصناف المتنوعة، وتبدأ عملية التوزيع في شهر تشرين الثاني من كل عام، حيث تعلن مديرية الزراعة بـ"درعا" عن بداية بيع الغراس للمزارعين والمواطنين كل حسب الحاجة المطلوبة وبأسعار رمزية».

مشاتل عديدة في المحافظة تنتج أصنافا مختلفة من الغراس المثمرة في المحافظة حدثنا عنها المهندس "بسام الحشيش" رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية الزراعة بـ"درعا" فقال بهذا المجال: «في البداية سأتطرق لموضوع زراعة الزيتون الزراعة الأكثر انتشار في المحافظة، حيث تقدر المساحة المزروعة في المحافظة بالزيتون 30ألف هكتار، وعدد الغراس المزروعة حوالي 6 ملايين شجرة القسم الأكبر منها منتج وغير منتجة، وبسبب دقة الأصناف وجودة الإنتاج، واحتوائه على أصناف موثوقة الأصل 100%، شهد مركز "تل شهاب" المتخصص بغراس الزيتون إقبالاً كبيراً على شراء الغراس.

المهندس بسام حشيش

حيث يبلغ عدد غراس الزيتون الجاهزة للتوزيع أكثر من 22509 آلاف غرسه مصنفة في المشتل، وهي المنزنيلا والاسطنبولي والصوراني والقيسي والنبالي المحسن والجلط، بينما كانت خطة الموسم الحالي إنتاج 126 ألف غرسه، ويتم بيع هذه الغراس وتوزيعها على الفلاحين بموجب تنظيم زراعي وترخيص مسبق من الدوائر الزراعية لتشجير أرضهم بالأشجار المثمرة في الأراضي البعلية المحجرة وغير الصالحة لزراعة المحاصيل الزراعية».

تعدى توزيع غراس الزيتون محافظة "درعا" إلى المحافظات السورية وخارج القطر وهنا يقول: «يتم تخصيص بعض الغراس المنتجة في مشتل "تل شهاب" وتوزيعها لبعض المحافظات الأخرى غير المنتجة للغراس، والسبب لأن جميع أصناف الزيتون في المشتل موثوقة، حيث قامت وزارة الزراعة بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث الزراعة العلمية بتوثيق هذه الأصناف، لذلك تشهد إقبالاً كبيراً من المزارعين للحصول عليها وعلى الرغم من وجود الكثير من المشاتل الخاصة لغراس الزيتون، والمنتشرة بشكل عشوائي في المحافظة وتباع بأسعار زهيدة، وتم تصدير آلاف الغراس إلى مملكة "البحرين" ودولة "قطر" لأول مرة عن طريق المركز العربي التابع لجامعة الدول العربية».

وعن بقية المشاتل المنتشرة في المحافظة يقول رئيس دائرة الإنتاج النباتي: «يوجد في المحافظة مشتل آخر ينتج الغراس المثمرة الأخرى، وهو مشتل "نهج" وينتج غراس الخوخ والجوز البذري الأجاص والسفرجل والرمان والتين، وبلغت الغراس المثمرة الجاهزة للبيع في المشتل نحو 168 ألف غرسه مثمرة خلال هذا العام 2010، بينما يتم تخصيص باقي أنواع الغراس المثمرة الأخرى من الحمضيات والدراق والكرز والمشمش والتفاح من المحافظات الأخرى المنتجة لها».‏

ويتابع حديثه بنفس السياق فيقول: «يبقى المشتل الأخير مشتل أمهات "اليادودة"، وهو مشتل متخصص لحقول أمهات الزيتون حسب الأصناف، وهي موثقة منها الصوراني والقيسي والجلط والاسطنبولي، يتم من خلال المشتل توزيع الغراس والعقل على المراكز والمشاتل في المحافظة».‏