بداياته كانت بالأسلوب التعبيري الواقعي، لتقديم رؤية فنيه جديدة من ناحية الأسلوب مع الاقتراب من التجريد في مسعى للتطوير والتجديد، وجسد الفن الحوراني كلغة بصرية مهمة في رفع الذائقة والوعي البصري في جميع أعماله الفنية.

الفنان "محمد بخش" التقته مدونة وطن "eSyria" وكان الحديث التالي:

يعتبر الفنان "محمد" أحد أهم فناني القطر، يهتم ويركز على المواضيع الشعبية الحورانية، وبيئة ريف وقرى المحافظة، وتجسيد المرأة في معظم أعماله، ورسوم الفلاحين في الريف، تطور من حيث أدائه بالألوان فلم يعد ينقل ألوان الريف بل أصبحت لها مضمونها المرتبط بالموضوع، وهكذا تكامل بحثه اللوني والشكلي. وحالياً ينتج أعمالاً متعددة ويشارك في المعارض الفنية وأعماله تتميز بخصوصية، وأثبت وجوده من خلال تقديم لوحة التصوير الزيتي، وقدم مجموعة أعمال متقنة، عدا إسهاماته في جميع المعارض الفنية في نقابة الفنون الجميلة ومديرية الثقافة

  • استعملت في لوحاتك الرموز والإشارات البدوية الحورانية، والألوان الترابية وألوان الطبيعة لنتحدث عنها؟
  • مع بعض الفنانات التشكيلات

    ** أحاول في معظم أعمالي استعمال تبسيط تدرجات الألوان، لأجعل من بيئتي وبلدي هوية فنية كمشروع فكري ورسالة توثيقية للبيئة، وتبسيط العمل الفني من لون واحد ودراجته، واعتمدت في العديد من لوحاتي على اللون الأزرق والأبيض ودرجاتهما، والتراث بكل رموزه وأبعاده التاريخية والمعاصرة. بالإضافة إلى الرموز والإشارات البدوية الحورانية المرسومة بتدرجات الألوان. وتجسيد الفن الحوراني كلغة بصرية مهمة في رفع الذائقة والوعي البصري في جميع أعمالي.

  • تجربتك الفنية غنية في محتواها، تميزت فيها التقنيات والصياغات، واستخدام العديد من الألوان فإلى أين وصلت من خلالها؟
  • في أحد المعارض

    ** ما يميز أعمالي الاختزال والبساطة في الشكل واللون، واستخدام الألوان الترابية التي تجسد خضرة سهول حوران، وصورة المرأة، وألوان الطبيعة اللون الأزرق الذي يرمز لصفاء السماء الذي يبعث في النفس الطمأنينة ونقاء الروح، لأن الفن التشكيلي يمثل روح الحداثة الفنية، وهو ومضة لفنان من الصعب أن يقلدها الآخرون.‏

  • أغلب أعمالك تعتمد على مشاركات الشباب، وتجسيد وتفعيل التشاركية فماذا كان هدفك؟
  • تجهيز احدى اللوحات

    ** الفن التشكيلي هو حالة متطورة من الفنان وأدواته، باعتباره يأتي بعد الواقعي ويعبر عن حالة الفنان، لذلك أبادر في معظم الورش الفنية بالاستعانة بمن يدرسون في معهد الفنون بالمحافظة، من أجل تجسيد وتفعيل التشاركية بيني وبين الشباب، لتشجيعهم أولاً والاستفادة من مواهبهم ثانياً، ولقائي بالشباب ينطلق من قناعتي أنهم يشكلون صورة السهول الخضراء التي أبحث عنها والتنوع في الذائقة الفنية، والخطوة الأهم في زرع ثقافة الفن التشكيلي وفهمه وتناوله في المجتمع من مختلف الشرائح والطبقات، والطلاب الذين يمارسون الفن التشكيلي بحاجة لتوجيه لأنه لدينا مواهب مدفونة سواء من الدارسين أو غير الدارسين وهم بحاجة لمن يكتشفهم ويخرجهم إلى العلن.‏

  • المرأة تجسد رحلة العطاء في الحياة الإنسانية في معظم لوحاتك، فكيف كان التعبير عنه بجرأة أنثوية؟
  • ** أكثر لوحاتي تعبيراً عن قضايا المرأة باعتبارها تعني الكثير، بدءاً من دور الأم والفلاحة والحبيبة وأم العامل والمثقف، وهي مقدسة في أعمالي، فهي تجسد رحلة العطاء في الحياة الإنسانية. ويجذبني عالم المرأة بهمومه وتفاصيله الإنسانية، وأشعر بالظلم الذي يمارسه المجتمع بحقها، وغالباً ما تكون المرأة في لوحاتي رافعة الرأس صارخة تصرخ وتطلب وتطالب بحقها من المجتمع والأهل، وكل ما يحيط بها حالة انطواء وانكسار، وتجسد الوحدة التي تعيشها مع ترك المجال للمشاهد في تقدير حالتها الشعورية التي قد تبدو رغبة بإغلاق الأبواب على عالمها.‏

  • ماذا عن الحالة الفنية بالمحافظة، وهل من مشروع تسعى لتحقيقه؟
  • ** الحالة الفنية في المحافظة بدأت تتشكل رغم كل المعوقات، ويلحظ ذلك كل زائر لصالات المعارض الفنية والملتقيات الفنية التي باتت تجذب الزائر، وتنمي ذائقته البصرية والفنية على حد سواء، وبالتالي ازدياد رواد الحالة الفنية في المحافظة. وتشجيعاً لهذا الحراك الفني شاركت في جميع المعارض الفنية والمهرجانات الثقافية، ويوجد لدينا فنانون معروفون ولهم تاريخهم على مستوى القطر مثل "محمود جوابرة والمرحوم هيال أبازيد وسعد شوقي وشحادة لبش وعبد السلام عبود"، وهناك عدد كبير أيضاً لم اذكرهم.‏

    الفنان التشكيلي "محمود جوابرة" تحدث وفي قراءة فنية عن أعمال الفنان "محمد بخش" قائلاً: «يعتبر الفنان "محمد" أحد أهم فناني القطر، يهتم ويركز على المواضيع الشعبية الحورانية، وبيئة ريف وقرى المحافظة، وتجسيد المرأة في معظم أعماله، ورسوم الفلاحين في الريف، تطور من حيث أدائه بالألوان فلم يعد ينقل ألوان الريف بل أصبحت لها مضمونها المرتبط بالموضوع، وهكذا تكامل بحثه اللوني والشكلي.

    وحالياً ينتج أعمالاً متعددة ويشارك في المعارض الفنية وأعماله تتميز بخصوصية، وأثبت وجوده من خلال تقديم لوحة التصوير الزيتي، وقدم مجموعة أعمال متقنة، عدا إسهاماته في جميع المعارض الفنية في نقابة الفنون الجميلة ومديرية الثقافة».‏

    بقي أن نشير إلى أن الفنان "محمد بخش" مواليد مدينة "درعا" عام 1963 خريج كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية، ويعمل في تدريس الفن في معهد إعداد المدرسين للتربية الفنية في المحافظة منذ تأسيسه. يقيم كل عامين معرضاً شخصياً خاصاً به يعرض فيه لوحاته الفنية، وشارك في جميع معارض نقابة الفنون الجميلة، والمعارض التي أقامها المركز الثقافي ومديرية الثقافة في المحافظة، وشارك في العديد من المعارض في القطر، وله العديد من المشاركات الخارجية في العديد من المعارض العربية.‏