عشق الفن منذ الصغر، وتنازل عن دراسة الطب البشري في سبيله، كان له ما أراد بعد دراسته للفنون السينمائية والمسرحية في أكاديمية "كييف" في "أوكرانيا"، ثم جاءت باكورة أعماله "شقفة حجر"، تبعتها مجموعة من الأعمال الدرامية الاجتماعية، التي استطاع من خلالها السيد "رضوان محاميد"، أن يصبح مخرجاً متميزاً بشهادة الكثيرين من زملائه.

المخرج "ياسر خضرة" يقول لموقع eDaraa بتاريخ 23/6/2010 خلال زيارة له في موقع العمل، أثناء تصوير مسلسله الجديد "الفيضان": «يتمتع "رضوان محاميد" برؤية إخراجية عميقة، وحس مرهف في العمل الدرامي، وذوق جميل، وذو خبرة، وهذا ما اكتشفته أثناء عملي معه في مسلسل "البقعة السوداء"، كمخرج منفذ، وأعتقد أنه من المخرجين المتميزين في الإخراج، ومتفهم للعمل، وإدارته جيدة للعمل والممثل».

العمل القادم أيضاً اجتماعي درامي، اسمه "قلوب في شبكة العنكوب"، تأليف الأستاذ "جمال جنيد" وكتاب آخرون، والعمل من /30/ حلقة، يطرح قضايا الفساد والحب والمشاعر الانسانية، وهو مسلسل ينتظر شركة إنتاج تتبناه

أما المخرج "كريم عبد الرحيم" فقال: «ما يميز المخرج "محاميد" بشكل رئيسي انتقاؤه للنص الجيد الذي يداعب قضايا الناس، وتفانيه وجديته بالعمل، وقدرته على التأقلم مع ظروف العمل كافة، ومحاولته المستمرة التغلب على كل المعوقات التي تعترضه، يضاف إلى ذلك أنه لا يبخل بأي معلومة أو نصيحة يطلبها منه مساعدوه في العمل».

المخرج ياسر خضره.

وحول مسيرته في عالم الإخراج تحدث المخرج "رضوان محاميد" لموقع eDaraa بتاريخ 22/6/2010 قائلاً: «كانت البداية من مشروع تخرجي، وهو فيلم "إلى أين نمضي" يروي حكاية رجلين هما الشخصيتان الرئيسيتان (الأعمى والكسيح)، يضطران لمساعدة بعضهما رغم العداوة التي يحملها كل فرد للآخر، وتدور أحداثه عقب الحرب العالمية الثانية، والقصة مأخوذة من إحدى روايات الأدب العالمي، وأنا أفتخر بهذا العمل الذي شارك في مهرجانات دولية متعددة كمهرجان "موسكو" ومهرجان "كييف" ومهرجان "برلين" ومهرجان "ليون" في "فرنسا"، وحصل على جوائز عدة، وبعد تخرجي عملت في قسم الدراما بالتلفزيون السوري كمخرج منفذ ومخرج مساعد مع الزملاء المخرجين، واخرجت عدة أعمال تلفزيونية منها "الاختيار الصعب" وهي سهرة تلفزيونية، تحكي عن مسارات واختيارات الشباب إزاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشونها وما يعترضهم من مصاعب».

وفيما يخص أعمال البيئة الحورانية بشكل عام يقول: «البيئة الحورانية في الأعمال الدرامية بيئة عذراء غير مستباحة، وهناك تقصير لدى كتاب الدراما في الكتابة حول العديد من البيئات، ومنها الحورانية، وبالنسبة لي كانت أولى أعمالي "شقفة حجر"، وتدور أحداثه في مدينة "بصرى"، حيث يعثر شاب على قطعة آثار (لوحة فسيفساء) يحاول الاستيلاء عليها نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها، لكنه يكتشف بأن هذه القطعة رمز للأرض، والارتباط بالوطن، وبعد نقاش مع والده يقتنع بأن سرقته لها تمس تاريخ البلد وتاريخ عائلته، وحالياً أحضر لعمل ثان اسمه "القمح القاسي"، تأليف مجموعة من الكتاب في درعا ودمشق، يتناول الجوانب السلبية والايجابية في محافظة "درعا"، ومشكلة الهجرة إلى الخليج العربي والدول الأخرى، وما ينجم عنها من مشاكل».

من مسلسل "البقعة السوداء"

وبالنسبة للمسلسلات التلفزيونية التي أخرجها، ذكر "محاميد": «كان عملي الأول في المسلسلات «الضربة القاضية» وهو ثلاثية من تأليف مازن طه، تحكي عن واقع الرياضيين في سورية بإطار درامي اجتماعي، والعمل الثاني كان مسلسل "الأستاذ" من تأليف الأستاذ "طلال نصر الدين"، وبطولة الفنانين: "نضال سيجري" و"شكران مرتجى" و"جيهان عبد العظيم"، وشارك هذا العمل في مهرجان "تونس"، والآن انتهينا منذ فترة من تصوير مسلسل اجتماعي اسمه "البقعة السوداء"، تأليف "خلدون قتلان"، ومن المتوقع عرضه خلال شهر رمضان القادم، وتدور أحداثه حول اجتياح اسرائيل للبنان، وآثار ذلك على الشعب السوري من الناحية الاجتماعية، والعمل من بطولة عدد من الفنانين منهم: "عبد الحكيم قطيفان"، "أحمد الأحمد"، "قاسم ملحو"، "لينا حوارنة"، "ضحى الدبس"، "نجاح حفيظ"، "جيهان عبد العظيم"، "ميلاد يوسف" وغيرهم».

وحول الصعوبات التي واجهته في تصويره قال: «يعود العمل لمرحلة الثمانينيات، الأمر الذي تطلب مراعاة قضايا عديدة كمسألة اللباس، وإيجاد إكسسوارات كثيرة مثل التلفزيونات والتلفونات والمطابخ، وديكورات المنازل، وتسريحات الشعر، وفي المونتاج واجهتني مشكلة العودة إلى الأرشيف ولاسيما أن المادة الرئيسية سياسية ذات طابع استراتيجي واجتماعي، فكان لابد من العودة إلى أرشيف الأخبار وتداول أخبار الحصار واجتياح "صبرا وشاتيلا"».

وعن مسلسله القادم أضاف: «العمل القادم أيضاً اجتماعي درامي، اسمه "قلوب في شبكة العنكوب"، تأليف الأستاذ "جمال جنيد" وكتاب آخرون، والعمل من /30/ حلقة، يطرح قضايا الفساد والحب والمشاعر الانسانية، وهو مسلسل ينتظر شركة إنتاج تتبناه».

وحول الدراما والمسرح والسينما يقول "محاميد": «نجحت الدراما السورية، لملامستها قضايا المجتمع في مختلف فئاته وطبقاته، ولوجود كوادر فنية جيدة، وقد استطاعت الوصول إلى قلوب الناس، وستكون مؤسسة الدراما الجديدة بحالة جيدة، إذا تم استثمار الكوادر الموجودة في الإذاعة والتلفزيون مع الكوادر الجيدة في القطاع الخاص، أما المسرح فهو نقطة تحول لتطور المجتمعات، وأي مجتمع متطور يجب أن يقدم مسرحاً متنوعاً بكل أطيافه (التراجيدي، القومي، التجاري)، ليكون حجر الأساس لواقع هذا المجتمع، لذا نرى أن أي زائر لدولة أخرى يرتاد مسرحها».

وفيما يخص السينما ذكر "المحاميد": «السينما أهم من السلاح النووي، لكونها ثقافة ليست للمجتمع المحلي فقط وإنما للخارجي أيضاً، وهي وسيلة للإعلام الموجه لطرح طروحاتنا الفكرية والسياسية وأبعادنا الاجتماعية، والإعلام أهم سلاح للدفاع عن قضايانا، وخاصة اننا نعيش في عصر المواجهات الثقافية».

وأخيراً وفيما يتعلق بافتتاح قناة "TRT" قال: «إن افتتاح القناة شيء جميل ومهم، ولا توجد لدينا مشكلة بالأعمال التركية أو الصينية أو المكسيكية أو العالمية والأمريكية، بل على العكس فالدبلجة فن رائع ولكن بشروط، لذا لابد من الاختيار الصحيح والانتقاء الأفضل للأعمال من الناحية الفنية».