«الفن عالم آخر يعبر عما في داخل الإنسان، ويتحدث عن شخصيته وانفعالاته يجسدها بلوحة فنية تعبر عن حالته النفسية تنقله إلى عالم آخر، وهو أيضاً تعبير عن الجمال والعاطفة ويكشف عن واقع كامن وراء المعاني معادل للعاطفة والإنسانية والحياة والفن هو لغة خطاب ولغات أخرى متنوعة لا يحسها سوى الفنان».

كلمات نقلتها لموقع eDaraa في 19/2/2009 الفنانة التشكيلية "تماره الزامل"

أرسم لوحاتي حسب الحالة التي أعيشها إذا كنت بحالة فرح استخدم الطبيعة وألوان الربيع لأن في الربيع فرح وطمأنينة، وفي أيام الحزن، أو عندما أكون في حالة نفسية سيئة وأمر بظروف خاصة فأني أميل إلى الألوان العاتمة كاللون البني والبنفسجي الغامق أو اللون الأسود، الذي أحاول أن ابتعد عنه دائما لكنني أضطر لاستدعائه أحياناً لأن الإنسان من لحم ودم ودائماً لا يستطيع أن يعيش حسب ما يريد

حيث حدثتنا عن تجربتها وبداياتها الفنية وبدأت بالقول: «الخطوة الأولى التي بدأتها بالرسم كانت في طفولتي أثناء المرحلة الإعدادية، وكانت تقتصر على رسومات بسيطة على الخشب والقماش ودفاتر الرسم فشجعني الأهل والمدرسون فتفوقت في هذا المجال عن زملائي الطلاب والطالبات بدراستي الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية، ودخلت بعد الثانوية معهد الرسم عن رغبة وهواية لتطوير موهبتي، حيث أتقنت الموهبة هذه المرة بطريقة علمية وتميزت بين زميلاتي بهذا المجال، لكنه كان طموحي وأمنيتي في الحياة أن أدخل كلية الفنون الجميلة، لكن علاماتي في الثانوية لم تؤهلني لدخول الكلية فلم يبق لي سوى معهد الرسم».

الفنانة تماره والاستاذ محمد بخش

وعن أهمية الألوان وماذا تشكل في حياة "تماره" أشارت بالقول: «أحب الألوان وأحب التعامل معها.. مع تنوعها واختلافها وتمازجها.. أحياناً أشعر أنها تشبهني كثيراً في تصرفاتها.. في هدوئها تارة.. وانفعالها تارة أخرى، وأكثر ما يشدني هو انسجامها مع بعضها البعض،فالألوان المائية تعطي شفافية وهدوءاً للنفس، لكن الألوان الزيتية تعطي للرسام متعة وراحة نفسية وحافزاً للإبداع، فيشعر بأنه يطور نفسه لحظة بلحظة ويدخل عالم الفن من خلال الألوان الزيتية وممارستها، لأن لهذه الألوان نكهة ولون خاص في حياة الفنان».

وعن علاقتها بالفن والظروف التي ترسم فيها تتابع "تماره": «أرسم لوحاتي حسب الحالة التي أعيشها إذا كنت بحالة فرح استخدم الطبيعة وألوان الربيع لأن في الربيع فرح وطمأنينة، وفي أيام الحزن، أو عندما أكون في حالة نفسية سيئة وأمر بظروف خاصة فأني أميل إلى الألوان العاتمة كاللون البني والبنفسجي الغامق أو اللون الأسود، الذي أحاول أن ابتعد عنه دائما لكنني أضطر لاستدعائه أحياناً لأن الإنسان من لحم ودم ودائماً لا يستطيع أن يعيش حسب ما يريد».

احدى لوحات الفنانة تمارة

وبالنسبة للعناصر الأساسية والمراحل التي تتكون منها اللوحة الفنية تقول "تماره": «بالنسبة للوحة الخشب والقماش فنقوم في البداية بتأسيس اللوحة بالدهان والنفط والزيت الحار، وبعدما يتم تأسيس الألوان الزيتي والريَش (الفراشي) نقوم بخلط الألوان بالإضافة للزيت الحار والنفط ثم نبدأ برسم اللوحة ولا أنسى في هذه اللحظة، وأنا أشرح طريقة تحضير اللوحة بذكر الأساتذة والفنانين الذين كان لهم فضل كبير في حياتي الفنية ومنهم في المراحل الأولى الفنان "طارق حمود" وفي المعهد الفنان والأستاذ المربي "محمد خير بخش" أحد رواد الفن بـ"درعا" والآنسة "سميرة بشارة"».

وتختم الفنانة "تماره": «حالياً أقوم بالتحضير للمشاركة بالملتقى الفني الأول في محافظة "درعا"، الذي تقيمه مديرية الثقافة في خطوة هامة للحركة الفنية في المحافظة، حيث سيجتمع جميع الفنانين في المحافظة في هذا الملتقى وسيكون فرصة حقيقية ومهمة في تاريخ الحكة الفنية في المحافظة، وأسعى أنا وبعض الفنانات في المعهد أيضاً لإقامة معرض فني مشترك ومنهن "إسراء عبد المجيد" - "آلاء الحريري" - "أماني السبسبي" - "سناء الحلقي"، وأتمنى أن يلقى الفنانون في المحافظة اهتماماً أكبر وخصوصاً العنصر الأنثوي لكون المحافظة تفتقر للرسامات والفنانات مع وجود بعض الاستثناءات كالآنسة "سميرة بشارة"، لتتواجد المرأة في الحركة الفنية بـ"درعا" لأن المرأة عنصر مهم وفعال في المجتمع».

الفنانة وزميلاتها

والجدير بالذكر بأن الفنانة "تماره" هي من بلدة "سحم الجولان" وهي من الطالبات الأوائل في معهد الرسم بـ"درعا " وشاركت في العديد من المعارض الفنية في المحافظة وكان آخرها المعرض الفني بمدينة "الشجرة".