تشتهر محافظة "درعا" كما هو معروف بتراثها الشعبي الأصيل والمميز، ويتمثل ذلك من خلال العادات والتقاليد والطقوس التي كانت تسود أثناء المناسبات.

وقد تغير ذلك التراث عبر الزمن نتيجةً لتطور المجتمع ولم يبق منه إلا القليل، ولعل أفضل طريقة لإحياء وتجسيد هذا التراث هي عبر الفرق التراثية الشعبية والتي يوجد عدد لا بأس به منها في محافظة "درعا"، وآخر تلك الفرق وأحدثها تأسيساً هي فرقة "الحراك" للفنون الشعبية التي كنا قد التقيناها على هامش العرس الجماعي الذي أقيم في مدينة "درعا" بتاريخ (24/7/2008).

تقدم الفرقة أنواعاً مختلفة من اللوحات التراثية (كالدبكة الشعبية والجوفية والقصيد)، وأعضاؤها لا يتلقون أي عائد مادي على عملهم

عن فكرة تأسيس الفرقة يحدثنا السيد "ياسين محمد العساف" المعروف بـ"أبو ربيع"، قائد الفرقة والعضو فيها والذي قال: «تأسست الفرقة بشكل رسمي قبل حوالي شهرين فقط، وذلك بالاعتماد الكامل على الجهود الشخصية والفردية، ومن بذل هذه الجهود هم أعضاؤها الحاليون والبالغ عددهم /14/ عضواً من رواد المشاركة بالأعراس والحفلات التي كانت تقام ضمن مدينة "الحراك" أو خارجها من مختلف مناطق المحافظة».

السيد ياسين العساف

ويضيف: «لنا بعض المشاركات في أكثر من مناسبة كالمشاركة في الاحتفالات العامة في مدينة "درعا" ومناطق مختلفة من المحافظة، كذلك الاحتفالات في محافظات "دمشق" و"السويداء" و"القنيطرة"، والمشاركة بالحفل التراثي الذي أقيم منذ مدة في المركز الثقافي "بدرعا" والمشاركة الأخيرة بالعرس الجماعي، إضافة إلى إحياء عدد كبير من حفلات الأعراس في عدد من مدن وقرى المحافظة».

ويقول السيد "عثمان قداح" أحد أعضاء الفرقة: «خاصية الفرقة هي أن جميع أعضائها هم من الرجال كبار السن حيث عمر أصغرهم 52 عاماً، والفائدة من ذلك معرفتهم الكاملة بالعادات التراثية القديمة».

السيد زياد العوض

ويضيف: «تقدم الفرقة أنواعاً مختلفة من اللوحات التراثية (كالدبكة الشعبية والجوفية والقصيد)، وأعضاؤها لا يتلقون أي عائد مادي على عملهم».

والتقينا أيضاً السيد "زياد العوض" مدير المركز الثقافي في مدينة "الحراك" والذي تتبع له الفرقة حيث قال: «كانت هناك مشاركات فردية مختلفة لأعضاء الفرقة قبل تأسيسها، وجاء تأسيس الفرقة بهدف تقديم التراث الأصيل الخالي من الشوائب، وقد رحب المركز بهذه الفكرة وقدم لها الدعم اللازم وذلك من خلال التعاون مع مديرية ثقافة "درعا"، حيث يشرف على تدريبهم ونقلهم إلى مواقع الحفلات وذلك من باب التشجيع».

لقطة جماعية للفرقة