بعد تجربته الفنية الفريدة (أنت عيني) والتي قدم خلالها مجموعة من الأعمال إلى ضريري البصر لينسج لهم أضواء من النور بأصابعه، عاد الفنان سعد شوقي إلى أرض الوطن إلى حوران ملهمته في وقت اعتلى فيه في الجزائر صهوات الشهرة..

ترجل عن فرسه وانطلق إلى حوران يلمس حجارتها التي عهد تحت كل حجر منها حضارة.. هكذا قال لنا سعد شوقي الفنان النحات الذي عزم على تنفيذ حلمه في بناء قرية للفنانين على طريق درعا المزيريب، نحن بدورنا لم نستطع الانتظار حتى انتهاء العمل لذلك كان لنا اللقاء التالي مع الفنان سعد في مكان المشروع.

متى انطلقت هذه الفكرة وكيف..؟

فكرة المشروع لازمتني على مدى خمسة وثلاثين عاماً، حين التحقت بكلية الفنون الجميلة وأثناء جلسة التعارف بيني وبين الزملاء طرحت الفكرة، وأنا اليوم بعد عودتي من الجزائر باشرت العمل حيث اخترت المكان الملائم الذي يتمتع بالهواء الطلق والطبيعة الجميلة والهدوء.

ما الهدف من هذه القرية..؟

أريد من خلال هذه القرية أن أستقطب المواهب الفنية من كل أقطار الوطن العربي عموماً ومن درعا خصوصاً، يمتد المشروع على مساحة (3500)م2 والإقامة مجانية في هذه القرية للفنانين. وكل ما يطلب من الفنان هو الاستمتاع بوقته وترك العمل الفني الذي ينجزه حتى يتم بيعه. والهدف الرئسي هو الحصول من مديرية التربية على موافقة بدخول مدارس درعا واكتشاف المواهب الفنية الشابة بين الطلبة والتلاميذ واستقبالهم بالقرية خلال العطل المدرسية لتقريبهم من كبار الفنانين وإتاحة الفرصة لهم بالاحتكاك وتعلم قواعد الفن من المحترفين دون أن يكون ذلك في إطار رسمي.

ما المميزات الهيكلية الفنية للبناء..؟

المشروع عبارة عن منزل كبير يشكل ملتقى فنياً فيه صالة عرض كبيرة ومرافق مختلفة، ويتوسط البناء مجموعة كبيرة من الغرف المجهزة بكل ما يلزم لضمان راحة الفنانين، وأقوم بنفسي بالإشراف على هذه الناحية، فالبناء كله من تصميمي، وهناك قبو محفور بالصخر تركته على طبيعته مع إضافة بعض اللمسات الفنية بهدف المزج بين الماضي والحاضر، والطابق الأرضي عبارة عن غرف معيشة ومطبخ وغرف عرض للإنتاج الفني، والطابق الأول فيه باربيكو ومطبخ لتخديم الضيوف، والطابق الثاني عبارة عن غرف نوم واستراحة ومكتب.

ويضيف الفنان سعد: حرصت على تأمين إضاءة منتشرة وعلى الأخص عند الأدراج، وتم تخصيص مساحة لتكون مرآب سيارات الزوار وبحيرة طبيعية محفورة في الصخر وكراسي الحديقة من الحجر.

والمميز في بناء العمل أن الفنان حرص من خلال النوافذ وتصميم الديكور على تحقيق رؤية موحدة للناظر، ومن المتوقع الانتهاء من العمل في هذا المشروع في شهر حزيران.