إحياء التراث والدعوة لحمايته من الضياع والاندثار، والعمل الجاد والمستمر على حفظ ما أمكن من الجوانب التراثية، ليس المادية فحسب بل الشفوية أيضاً، ومنها اللباس والحكم والأمثال الشعبية والمأكولات، ليبقى التراث الصلة القوية التي تربط المرء بواقعه، وتشعره بأن وجوده على الأرض التي يعيش عليها وجوداً حقيقياً لا يقبل الزيف، وعملاً على ذلك وانطلاقاً منه عمد المركز الثقافي العربي بـ"درعا"، إلى إقامة ندوة تراثية ضمن أيام مهرجان التراث الأول، تناولت جانبا من أهم جوانب التراث المادي والشفوي في حياة الناس "الحكايا، اللباس، المأكولات ،الأمثال"، أدارها السيد "إبراهيم الشعابين" رئيس المركز الثقافي العربي، بمشاركة الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد"، حيث شهدت حضوراً من قبل المجتمع الأهلي والباحثين والمختصين في التراث.

موقع eDaraa حضر المحاضرة، التي أقيمت بتاريخ 16/3/2011، وحولها أجرى جملة من الأحاديث، والتي كان أولها مع السيد "موسى أحمد المسالمة" أحد الحضور الذي قال: «تعتبر هذه الندوة توعية تراثية، وإلقاء ضوء ساطع على عادات وتقاليد أبناء المحافظة التراثية ومنها الحكايات واللباس والمأكولات، أمام الجمهور الواعي والمتخصص في هذه الأبحاث والتراث، والتعرف على حضارة أجدادنا القدماء وما قدموه من فلكلور وتراث وأعمال لا زالت تتداول لوقتنا هذا.

بصراحة نحن نفتقر إلى هذه المحاضرات وتحديداً التي تتخصص بهذا المجال الفلكلور والتراث والعادات بمختلف أنواعها، فالقليل من الناس يعرفون تفاصيل تاريخ هذا التراث وأهميته، من عادات وتقاليد حوران فهذا النوع من المحاضرات يقوي الذاكرة، ويعلمنا ما هو التراث فكلما عرف المرء تراثه وتاريخه زاد حبه لهما أكثر

وهذه المحاضرات تعطي صورة مشرقة عن طبيعة هذه المنطقة والمحافظة الغنية بتراثها الذي ما زال يتجدد، وهذا دورنا ودور غيرنا بتسليط الضوء عليه وعدم تركه للضياع».

السيدة عائشة الزعبي

السيد "عمار مقداد" كان من أهم المتابعين للندوة حتى نهايتها، وفي إجابة لموقعنا عن رأيه ومدى استفادته من المحاضرة قال: «هذه الندوات تشكل حلقة اتصال وتفاعل على مستوى عال بين المجتمع المحلي الذي بحاجة للتعرف والتزود بكل ما هو جديد بتراثنا وفلكلورنا ونخبة من الباحثين العاملين على هذا الأمر، ليبقى التراث الصلة القوية التي تربط المرء بواقعه.

وما شاهدته اليوم في هذه المحاضرة من تقديم لعرض تاريخي للأمثال وشرحها واللباس والتراث، واستمتعت بطرية العرض التي قام بها المحاضر، معلومات مهمة قيمة تساعد على تعميم المعرفة بهذا المجال للأجيال المتعاقبة».

موسى أحمد المسالمة

وقالت السيدة "عائشة الزعبي" من الجمهور الذي تابع المحاضرة: «بصراحة نحن نفتقر إلى هذه المحاضرات وتحديداً التي تتخصص بهذا المجال الفلكلور والتراث والعادات بمختلف أنواعها، فالقليل من الناس يعرفون تفاصيل تاريخ هذا التراث وأهميته، من عادات وتقاليد حوران فهذا النوع من المحاضرات يقوي الذاكرة، ويعلمنا ما هو التراث فكلما عرف المرء تراثه وتاريخه زاد حبه لهما أكثر».

الباحث في التراث "محمد فتحي المقداد" الذي القى المحاضرة قال لنا عن محاضرته: «عملت من خلال المحاضرة على توضيح العديد من الجوانب التراثية التي أزدهرت في فترة من الفترات، ولا تزال ثمارها ناضجة حتى الوقت الراهن فالتاريخ الشعبي يتضمن مختلف أنماط الإبداع التلقائي للشعوب والجماعات سواء أكانت بدائية أم متحضرة، أو بعبارة أخرى يشتمل على كل ما تم انجازه عن طريق استخدام الأصوات والكلمات في أشكال نثرية أو غنائية شعبية أو غناء أو حكايا أو سرد حسب الاعتقادات الشعبية أو العادات والتقاليد أو الخرافات والحكايات التي تبرر سلوكاً اجتماعياً أو نظاماً أخلاقياً.

الباحث محمد فتحي المقداد

اليوم جئت ومعي من تراث الآباء والأجداد محاولاً تدارسه مع الحضور لعله يرسخ في النفوس التي أحبته لتقوم على تدوينه وإعادة قراءاته بالطريقة التي تحفظ عليه خصوصيته الرقيقة الناعمة».

السيد "إبراهيم الشعابين" رئيس المركز الثقافي العربي ب"درعا" قال عن الغاية من إقامة المحاضرة: «محاضرة اليوم تندرج ضمن فعاليات نشاط المهرجان التراثي، واعتبار أن هذا المهرجان هو الأول في المحافظة نحاول جمع كافة المعلومات التراثية، وخاصة بما يتعلق بالمثل والتراث اللا مادي والأمور التي تدخل بالتراث عبر اهتمام لجنة التراث الشعبي بالمحافظة، التي نحاول جمعها وتوثيقها وخاصة الحكايات القديمة والمأكولات بهدف اطلاع الأجيال الجديدة عليها، علماً أن هذا المحزون الفني من تراث المنطقة التي هي جزء من تراث الأمة العربية».