عروض متعددة من التراث الشعبي قدمتها فرقة ثقافة "ادلب"، وفرقة ثقافة "الرقة" في اليوم الرابع لمهرجان الموسيقا والتراث الأول في محافظة "درعا"، حيث لاقت استحساناً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، لكنهم لم يغلقوا الأبواب وراءهم، ليكون الموعد مع "الربابة" صاحبة الوتر الذي رافق الشعر والغناء الشعبي منذ زمن بعيد فقد امتع عازف الربابة "أحمد الحاج علي"، وهو من أبناء المحافظة، الجمهور بعزفه على آلته التي عبرت بشكل وبآخر عن مكنوناته الفنية.

موقع eDaraa التقى السيد "زياد الخطيب" من متابعي فعاليات المهرجان والذي قال: «كانت عروض فرقة ادلب متميزة من حيث الترتيب وجمالية أصوات الكورال، وانسجامها وجمال أدائها، أما فرقة "الرقة" فقد أثارت انتباه الجمهور، بما قدمته من عروض تراثية، وهذا يدل على التفاعل بين الفرقة والجمهور».

كانت عروض فرقة ادلب متميزة من حيث الترتيب وجمالية أصوات الكورال، وانسجامها وجمال أدائها، أما فرقة "الرقة" فقد أثارت انتباه الجمهور، بما قدمته من عروض تراثية، وهذا يدل على التفاعل بين الفرقة والجمهور

وفيما يخص المهرجان بشكل عام قال: «كان اختيار هذا النموذج من المهرجانات موفقاً جداً، لكونه يشكل صحوة لتجميع التراث المنسي والدفين، وتقديمه على شكل غناء وموسيقا أمام الجمهور والفرق المشاركة، وليس غريباً على محافظة درعا سعيها الدائم لإحياء تراث المنطقة وإقامة مهرجان من هذا النوع».

السيد عبدالله الصبح

أما السيد "عبد الله الصبح" من متابعي فعاليات المهرجان أيضاً فقال: «تميزت فرقة ثقافة "ادلب" بحسن الأداء وجودة المضمون، وخاصة فقرة المطرب "هيثم سادة"، الذي قدم لوحات من الموشح الحلبي الجميل، وقدمت فرقة ثقافة "الرقة" تراث محافظتها من خلال العديد من اللوحات الفنية التي دخلت القلوب دون استئذان، عبر الكلمة واللحن، كما كانت ربابة الفنان "أحمد الحاج علي" قريبة من روح الجمهور الذي تذوق ألحانها العذبة، وقد أعطى تنوع الفرق المشاركة من محافظات مختلفة في اليوم الرابع، طابعاً من التجانس لتراث سورية العريق والواحد، وكان لأداء المشاركين التأثير الأكبر في نفوس الجمهور، ولوحظ ذلك من خلال تفاعل الجمهور معهم بشكل ملموس».

كما التقى موقع eDaraa السيد "صفوان كيلاني" عازف الكمان ومدير فرقة ثقافة "ادلب"، الذي تحدث حول مشاركة فرقته قائلاً: «قدمت فرقتنا أنواعاً متعددة من الموسيقا منها "السماعي واللونغا والموشح والطقطوقة"، وكلها من قوالب التلحين الشرقي القديم الأصيل، نعزف على الآلات الموسيقية الشرقية، ونميل إلى تقديم لون "الموشحات والقدود الحلبية"».

الفنان صفوان كيلاني

وفي معرض حديثه عن المشاركات الأخرى للفرقة قال: «شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات القطرية والعربية والدولية، منها مهرجان "بصرى الدولي"، ومهرجان "أورفة في تركيا"، ومهرجان "ادلب الخضراء"، علماً أن الفرقة تأسست عام /2006/، ويبلغ عدد أعضائها /40/ عضواً».

أما السيد "فواز الحسن" مؤسس ومدير فرقة ثقافة "الرقة" لإحياء التراث الشعبي، فتحدث عن الطريقة التي يقدمون التراث من خلالها، يقول: «قدمنا بانوراما غنائية عنوانها "من فوق جسر الرقة"، وهي أغنية من تراث المحافظة، بشكل عام نحن نقدم الموروث الشعبي بطريقة عصرية تواكب الحداثة مع الحفاظ التام على الجملة اللحنية الأساسية، والتمسك بالزي الشعبي الحقيقي، مع ربط مجموعة من الأغاني التراثية المتلازمة لحنياً، بحيث تحقق التصاعد اللحني، والحصول على تفاعل الجمهور».

فرقة ثقافة الرقة

ويضيف: «إن إقامة مهرجان يعنى بالموسيقا والتراث الشعبي، ويعيد للتراث الشعبي شيئاً مما فقده، هي لا شك خطوة مهمة ونتمنى أن تحذو المحافظات الأخرى حذوها في إقامة هذا النوع من المهرجانات، في الوقت الذي أصبحنا فيه بعيدين كل البعد عن تراثنا الشعبي».

وأخيراً تحدث الفنان شاعر الربابة الفنان "أحمد الحاج علي" عن مشاركته قائلاً: «بدأت الموسيقا العربية بآلة الربابة، وعلى مبدئها صنعت بقية الآلات الموسيقية الوترية، واليوم تشارك الربابة في إحياء الموسيقا العربية الأصلية على وتر واحد، فيه نقلة ما بين البداوة والحضارة بثوب جديد، من خلال مشاركتي بمهرجان الموسيقا والتراث الأول، في عزف وغناء مجموعة من الأغاني الشعبية الحورانية، والمطورة بقوالب جديدة وايقاعات متعددة تواكب العصر».