في عائلة تعشق الرياضة أبصرت عيناها النور، مارست أكثر من رياضة، واستطاعت أن تترك بصمتها، ولا سيما في مجال السباحة؛ لتكون واحدة من سبع منقذات بحريات على مستوى "سورية".

مدونة وطن "eSyria" التقت الرياضية "ميس جنيدي" بتاريخ 3 حزيران 2017، وعن بداياتها الرياضية قالت: «البدايات كانت وأنا في التاسعة من عمري مع رياضة الكاراتيه، وكنت أصغر لاعبة في نادي "الجلاء"، أهلي اختاروا لي هذه اللعبة لما فيها من ضبط النفس والتزام وتقيد بالقوانين، بدأت على يد المدرّب "سمير جمعة"، واستمريت خمس سنوات، تدرجت بنيل الأحزمة من الأبيض إلى الأسود دان الذي حصلت عليه وأنا بعمر الخامسة عشرة، شاركت بمختلف البطولات المحلية ونلت عدة بطولات، منها بطولات الجمهورية 1994-1996 إلى جانب بطولات المحافظة لأكثر من عام، لكن لم تتح لي المشاركة الخارجية بسبب الدراسة.

أرى أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعب بما يبذله من جهد؛ فقد نجد مدرّباً يكون سبباً لاحتراف اللعبة، وآخر يكون سبباً لاعتزالها

ولم يقتصر نشاطي في رياضة الكاراتيه على المشاركة في البطولات، بل كان لي مشاركة في عدد كبير من الدورات على المستويات كافة وفي عدة ألعاب، مازالت ذاكرتي تحمل شعور الفرح الذي استمديته من عيون والدي ومدربي لأول تكريم لي بهذه الرياضة، الذي كان في صالة ملعب "العباسيين" عندما كرمت على المستوى المركزي».

ميس جنيدي مكرمة

وعن رياضة السباحة تقول: «مارست السباحة منذ الصغر، والبدايات كانت على يد المدرب "تيسير الحموي"، وبعده المدربة "كارولين جدوع"، ولم يكن لنوع معين، بل مارست السباحة النظامية بأنواعها الأربعة: (حرة، صدر، ظهر، فراشة)، وتخصصت بسباحة الصدر، وكان لي العديد من المشاركات على مستوى المحافظة والجمهورية، وحصلت على مراكز متقدمة، حيث ساعدني تأهيلي العلمي والعملي في الرياضة.

إضافة إلى ذلك، اتبعت العديد من الدورات، وحصلت على مرتبة "معلم سباحة" و"منقذة"، وبعدها "منقذة بحرية"، وأنا واحدة من سبع منقذات بحريات على مستوى "سورية"، وأشرفت على سباحة السيدات في مسبح "الفيحاء"، و"الفصول الأربعة"، وكنت المسؤولة عن انتقاء مدربي السباحة لنادي "بردى"، كما تسلمت خلال مسيرتي تدريب المنتخب الوطني للناشئين والأطفال وذوي الحاجات الخاصة».

شهادة إنقاذ

إلى جانب الكاراتيه والسباحة كان لها نشاطها في كرة السلة، وعنه تقول: «تدربت على يد المدربة "هنادي خليل"، ولعبت مع نادي "الجيش" بعمر 17 عاماً، واستمريت ثلاث سنوات، خلال هذه المدة كان لي عدة مشاركات في مباريات مع عدة فرق، مثل: "الاتحاد"، و"الوحدة"، و"المحافظة"، وشاركت في عدة دورات تدريبية، ولا سيما في محافظة "حلب"، ومنها دورة تأهيل تربوي وتمكين لمادة كرة السلة، فيما بعد اضطررت للتوقف عن ممارسة كرة السلة، فوقتي لم يعد يتسع لممارسة أكثر من رياضة، وتفرغت للسباحة فقط».

وتضيف عن دور المدرب في حياة اللاعب قائلة: «أرى أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعب بما يبذله من جهد؛ فقد نجد مدرّباً يكون سبباً لاحتراف اللعبة، وآخر يكون سبباً لاعتزالها».

الكوتش رند مراد

عن التكريم وماذا يعني لها تضيف: «التكريم يعني مسؤولية أكبر، وأقله المحافظة على مستوى معين إن لم نقل الوصول إلى الأفضل، وبالتأكيد للتكريم الأثر الكبير والحافز المشجع لإعطاء جل الاستطاعة لتمثيل الفريق أو النادي والوطن».

تختتم حديثها بالقول: «أطمح إلى إعداد جيل رياضي مسلح بعقل وجسم بدني صحيح يعلي اسم وعلم الوطن في كل المحافل. أما على الصعيد الشخصي، فجلّ طموحي عودة الوطن إلى سابق عهده وطناً صحيحاً آمناً خالياً من كافة وجوه الإرهاب. أما على الصعيد الرياضي، فأمنيتي رؤية علم بلادي مرفوعاً في كل محفل رياضي، وإن لم يكن هذا الإنجاز إنجازي الخاص».

عنها قال الكابتن "محمد عبود": «الرياضة جزء مهم وأساسي في حياة "ميس"، أثبتت حضورها الرياضي في أكثر من لعبة، وتركت بصمتها الخاصة في مجال السباحة من خلال متابعتها مع عدة أندية: "بردى"، و"الفيحاء"، و"الاتحاد العسكري"، إضافة إلى الأندية الخاصة، وتدريبها للأشبال، وفي كرة السلة. رياضية متمرسة، وهي بوجه عام شخصية عنيدة عندما تقرر ممارسة أي لعبة رياضية، تبقى مصرة على التنفيذ وتحقيق الحضور اللافت لها».

أما المدرّب "رند مراد"، فقال عنها: «رياضية متميزة جداً، ملتزمة، ممارستها لأكثر من رياضة دليل على قدراتها الرياضية، فليس من السهل ممارسة أكثر من لعبة وتحقيق النجاح. كسباحة أثبتت حضورها من خلال النتائج التي حققتها بكافة أنواع السباحات، إضافة إلى كونها مدرّبة للسيدات ولفئة الناشئين».

يذكر أنّ "ميس الجنيدي" من مواليد "دمشق" عام 1981، تحمل إجازة في التربية الرياضية، ودبلوم تأهيل تربوي رياضي.