لا تقتصر تدريبات لاعب التايكواندو "توفيق كنعان" على التمارين التي يؤديها داخل الصالة مع طلابه؛ بل هو في بحث دائم عما هو جديد؛ ناقلاً خبرته في البطولات وما تعمله من مهارت وحركات إلى متدربيه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 نيسان 2015، الرياضي "كنعان" في "عين الكرش"؛ ليتحدث لنا عن مسيرته الرياضية، قائلاً: «بدأت رياضة "التايكواندو" في السادسة من عمري، حينها لم يكن لهذه اللعبة تنظيم في الاتحاد الرياضي، وفيما بعد أصبحت مثلها مثل أخواتها من الرياضات وتم ضمها إلى اتحاد "الكاراتيه"، ثم تعاقد الاتحاد مع خبراء من "كوريا الجنوبية" لتدريب الكوادر في "سورية"، وكنت ممن تدربوا تحت إشرافهم لمدة ليست بقصيرة».

تحتاج لعبة "تايكواندو" إلى تقنيات مختلفة وخفة وحركات جمباز، من هنا أحاول التعرف إلى كل جديد وأنقله إلى طلابي

وأضاف: «شاركت ببطولات كثيرة منها في "دمشق" وريفها، فضلاً عن بطولات الجمهورية التي حافظت فيها على المركز الأول لست سنوات متتالية، وهنا أريد القول إن الحفاظ على البطولة أصعب بكثير من نيلها للمرة الأولى، كما شاركت ببطولات دولية منها في "الأردن".

مع مجموعة من طلابه في نادي "عمال دمشق"

كما شاركت بورشات عمل عالية المستوى وتدربت تحت إشراف كبار رياضيي التايكواندو في "كوريا الجنوبية" -الدولة التي انطلقت منها هذه اللعبة- وذلك خلال بعثة من الاتحاد الرياضي؛ حيث درست في أكاديمية "كينتيوان" وتخرجت فيها وتعلمت من خبرائها الكثير، واليوم أحاول أن أنقل إلى طلابي ما تعلمته عبر عشرين عاماً من اللعب والتدريب المتواصل».

وعن عمله في التدريب، تابع "كنعان" حديثه: «بدأت تدريب اللاعبين عند عودتي من "كوريا" في بعض النوادي برفقة المدرب "زياد حمشو"، وتخرج وبإشرافي العديد من الأبطال أمثال: "محمد بيطار، عمر المصري، محمد الشعار، يزن المارديني.."، وجمعيهم الآن في نادي "عمال دمشق" الذي أدرب فيه. ونحن في النادي مستمرون بالتدريب ونجهز أبطالنا لكل البطولات المحلية والدولية».

أثناء التدريبات

وعن مكانة هذه اللعبة في "سورية" قال: «في البداية كان الدعم للعبة "التايكواندو" ليس كما يجب لكونها جديدة على الساحة الرياضية السورية، أما اليوم فلها اهتمام جيد من المعنيين؛ حيث نقوم بمشاركات دولية مهمة ولنا مكانة في الاتحاد الرياضي العالمي».

وتابع قائلاً: «تحتاج لعبة "تايكواندو" إلى تقنيات مختلفة وخفة وحركات جمباز، من هنا أحاول التعرف إلى كل جديد وأنقله إلى طلابي».

محي الدين آغا

يعرّفنا "كنعان" إلى "التايكوندو" قائلاً: «هي رياضة تعتمد على استخدام الأيدي والأرجل في الدفاع عن النفس. فكلمة "تاي" تعني اليد، و"كون" تعني الرجل، و"دو" تعني فن، فبهذا تكون ال "تاي-كون-دو" أو "التايكواندو" هي رياضة فن استخدام اليد والرجل في القتال، ومباراياتها كالملاكمة تتكون من ثلاث جولات، كل جولة ثلاث دقائق، ويوجد حكم في الملعب وحكام أركان لكتابة النقاط، وحكم عام على الطاولة يجمع النقاط ويحدد النتيجة، والنجاح فيها يحتاج إما إلى الفوز بالنقاط أو بالضربة القاضية التي عادة ما تكون ركلة قوية في الوجه. ويلعب اللاعبون وفقاً لثمانية أوزان، مثل الملاكمة، علماً أن أعلى وزن هو فوق 84كغ وهو وزن خفيف نسبياً ليكون أعلى وزن، مبارايات التايكواندو عادة ما تكون عنيفة وبها إصابات كثيرة، أما الضربات القاضية فعادة ما تكون ركلة سريعة قوية».

عن مزايا اللعبة ينهي "توفيق كنعان" حديثه قائلاً: «هذه الرياضة لها العديد من المزايا في تعليم الأخلاق، وهذا واضح في مضمون القسم الخاص باللعبة للطالب، ومضمونه: "عليّ أن أكون ملتزماً بمبادئ التايكواندو، وأحترم المدرب والأعلى مرتبة، وأحاول بأقصى استطاعتي أن أنمي جسدي وأخلص لزملائي، سوف أظهر روح التايكواندو في حياتي، وأطيع والديّ متطوعاً وأنذر نفسي لخدمة بلدي، وأناضل لكي أكون عضواً منتجاً وفعالاً في وطني، على أن أساهم في بناء عالم فيه سلام أكثر، وأسعى لرفع علم بلادي في سماء البطولات العربية والعالمية"».

"محي الدين آغا" وهو أحد اللاعبين ويتدرب بإشراف "كنعان"، عنه قال: «علاقة الكابتن "توفيق" معنا ممتازة، حيث إنني أتدرب تحت إشرافه منذ أكثر من عام، نستفيد من خبرته الطويلة والغنية، وتعلمنا منه الأخلاق الحسنة والتسامح مع الناس واحترام الآخرين رغم لعبتنا العنيفة، يوجهنا باستمرار إلى التدريب الدائم كي نصل إلى العالمية ونرفع علمنا الوطني "السوري" في المحافل الدولية».