«إذا كانت المتاحف بما تحويه من لقى وقطع أثرية ترصد الحضارات التي سادت هي خزائن لتاريخ أي دولة، فإن متحف الخط العربي يرصد تطور الكتابة العربية عبر العصور». بهذه الكلمات بدأت الآنسة "عروبة الزعبي" مديرة متحف الخط العربي "بدمشق" حديثها لموقع eSyria

وأضافت في معرض تعريفها بالمتحف قائلة: «بداية لابد من الإشارة إلى أنه من بين مدارس "دمشق" القديمة التي تحصى بالعشرات تم اختيار المدرسة "الجقمقية" التي تقع خلف قبر "صلاح الدين الأيوبي" وسط مدينة "دمشق" القديمة لتكون متحفاً يرصد تطور الخط العربي، حيث تم في عام / 1974/ وبمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لعيد "الجلاء" افتتاح المتحف الوحيد المختص باللغة العربية وتطورها، وكان الهدف من افتتاح المتحف الحفاظ على الوثائق والمخطوطات والمقتنيات الأثرية التي تحكي تطور الخط العربي».

بداية لابد من الإشارة إلى أنه من بين مدارس "دمشق" القديمة التي تحصى بالعشرات تم اختيار المدرسة "الجقمقية" التي تقع خلف قبر "صلاح الدين الأيوبي" وسط مدينة "دمشق" القديمة لتكون متحفاً يرصد تطور الخط العربي، حيث تم في عام / 1974/ وبمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لعيد "الجلاء" افتتاح المتحف الوحيد المختص باللغة العربية وتطورها، وكان الهدف من افتتاح المتحف الحفاظ على الوثائق والمخطوطات والمقتنيات الأثرية التي تحكي تطور الخط العربي

أقسام المتحف :

وتحدثنا مديرة المتحف عن أقسامه فتقول: «يحتوي متحف الخط العربي على ثلاثة أقسام هي الصحن ـ قاعة العرض ـ التربة، أما الصحن فقد رُصفت أرضه بالحجارة الملونة والرخام ورصفت في لوحات هندسية ولا أجمل، وفي وسطه بركة مثمنة مكسوة بالرخام و الزخارف، في حين نرى قاعة العرض وقد ارتفعت قليلاً عن الصحن، وفيها تم عرض مقتنيات المتحف ضمن خزائن عرض موزعة على كامل القاعة، وعددها / 12/ خزانة كبيرة و/ 4/ خزائن صغيرة، أما جدران القاعة الداخلية فنراها مكسوة بزخارف رخامية و فسيفساء ولوحات كتابية وغيرها، وكلها موزعة توزيعا متناسقا على جدران القاعة، مع شيء من التناظر، وأجمل هذه الزخارف هو الشريط الكتابي، وهو عبارة عن آيات قرآنية منقوشة بخط الثلث غاية في الدقة والروعة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تطور فن الزخرفة في العصر المملوكي، ولن ننسى هنا الإشارة إلى أجمل ما في قاعة العرض وهو محرابها المرخم البديع الصنع، أما التربــة فتقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدرسة، وفيها قبران أحدهما للأمير "جقمق" والآخر لأمه، وهي عبارة عن غرفة مربعة مسقوفة بقبة عالية، وتزين جدران التربة زخارف رخامية و آيات قرآنية».

عروبة الزعبي مديرة المتحف

موجودات المتحف :

أما محتويات المتحف فتشمل قطع أصلية أو منسوخة للكتابة العربية حيث يضم المتحف كتابات تعود لما قبل الإسلام، وأهم ما يميز هذه الفترة هو نقش "النمارة" أو كما يعرف بنقش "إمرئ القيس" وهو مكتوب بخط نبطي قديم يعود إلى سنة /328/ ميلادي ويحتفظ متحف "اللوفر" في "باريس" بالنسخة الأصلية للنقش، وهناك مجموعة من الكتب والمخطوطات والوثائق القديمة، وهي مكتوبة بخط جميل ومزينة بالتذهيب.

ونشاهد أيضاً أواني فخارية وزجاجية ونحاسية، وجميعها مزينة ومزخرفة بخط عربي جميل، وقد كتبت بعبارات متعددة قد تكون دعاء دينياً، أو بعض الآيات القرآنية التبريكية، أو أسماء بعض الملوك السلاطين.

ويضم المتحف مجموعة من أدوات الكتابة القديمة المصنوعة من الخزف الملون، والمزينة بالزخارف النباتية، وشهادة يحصل عليها طالب العلم آنذاك بعد أن يتم علومه في المدرسة، كما نشاهد لوحة غاية في الأهمية تحكي تاريخ تطور الخط العربي في جميع مراحله من فترة ما قبل الإسلام إلى الفترة العثمانية، وهي مقسمة إلى حقول توضيحية، وكل حقل يدل على فترة زمنية حسب التسلسل الزمني، ويضم المتحف مجموعة كبيرة من المخطوطات، والوثائق التاريخية المنوعة.